في وقت لا تكاد تغادر فيه مقاتلات روسية وسورية وأخرى تابعة للتحالف الدولي؛ سماء مدينة
دير الزور وريفها، يواصل الأهالي بحثهم عن ملاذ آمن من قصف تلك المقاتلات التي لا تفرق بين مدني عادي ومقاتل في
تنظيم الدولة.
وبينما تتواصل المعارك في المدينة المحتدمة منذ بداية الشهر الجاري على أكثر من محور، تزداد أعداد القتلى في صفوف المدنيين، لترتفع حصيلة القتلى خلال الأيام الأربعة الماضية فقط؛ إلى ما يزيد عن 200 مدني، بحسب الناشط الإعلامي عهد الصليبي، من دير الزور.
يقول الصليبي لـ"عربي21": "لا أرقام حقيقية عن حجم الكارثة التي حلت بالمدنيين في دير الزور، والأرقام السابقة هي الأعداد التي تمكنت الفرق الإعلامية من توثيقها".
ويترك الناشط الإعلامي كل ما ذكر جانبا؛ ليشير إلى حجم الضرر الذي تلحقه الأسلحة التي تلقيها المقاتلات على المدنيين بالجثث، ويقول شارحا هول المشهد: "لقد تحول دفن الجثة كاملة بدون أشلاء إلى حلم هناك"، على حد وصفه.
وينقل الصليبي شهادات من المدنيين في ريفي دير الزور الشرقي والغربي؛ تؤكد أنه وبعد مرور نحو خمسة أيام على مجزرة "حوايج ذياب" التي ارتكبتها طائرات روسية في ريف دير الزور الشمالي الغربي، والتي راح ضحيتها نحو 40 قتيلا، لم يتمكن الأهالي من انتشال الجثث، وأن عدداً من تلك الجثث جرفتها مياه نهر الفرات.
وقال: "لقد نزح هؤلاء من قرية الخريطة غرب دير الزور إلى ضفة نهر الفرات، ونصبوا الخيام في مناطق مفتوحة، استجابة لمناشير ألقتها طائرات التحالف بضرورة الابتعاد عن مقرات ومناطق سيطرة التنظيم، ليكونوا بذلك هدفا مباشرا للمقاتلات الروسية".
وأشار الصليبي إلى أن "كل الطائرات تفرغ حمولتها شديدة التشظي (عنقودي، براميل متفجرة، صواريخ شديدة الانفجار) على رؤوس المدنيين، بينما يتجاهل العالم هذه المأساة بذريعة حرب تنظيم الدولة"ـ لافتا إلى "لا توجد وجهات آمنة للنزوح، والأهالي ينزحون من مناطق القصف إلى مناطق يعتقدون أنها أكثر أمنا، لكن بدون أن يجدوها"، كما قال.
بدورها، تحدثت شبكة "فرات بوست"؛ عن تعمد استهداف المدنيين من قبل كل الأطراف التي تحارب التنظيم في دير الزور، مشيرة إلى قطع طريق الرقة دير الزور أمام المدنيين الفارين، الأمر الذي جعلهم "مشروع قتلى ينتظرون حتفهم"، بحسب تعبير الشبكة.
دير الزور تباد
وأطلق نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي حملة الكترونية، تحت وسم #ديرالزور_تباد، بهدف تسليط الضوء على المجازر المرتكبة بحق المدنيين.
وتحت هذا الوسم، نشر ناشطون صورا لأطفال لقوا حتفهم جراء القصف الذي يستهدف دير الزور وريفها.
وكتبت الناشطة السورية ميسون بيرقدار، إلى جانب صورة الطفلة نيرمين الجابر التي قتلت في القصف: "مرحبا اسمي نيرمين الجابر، لقد قتلت بقصف روسي على مدينتي الميادين، لقد قتلوا ضحكتي".
ونشر ناشطون تسجيلات صوتية لذوي القتلى من دير الزور، يقول فيها أحدهم وهو يبكي: "أهلنا كلهم قتلوا من المخيمات إلى غيرها.. يا رجل لم يبق لنا أحد".