دعا قائد قوات البيشمركة، سيروان البارزاني، المرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق السيد على السيستاني، إلى التدخل؛ من أجل "حقن الدماء"، والحيلولة دون انهيار العلاقات التاريخية المشتركة بين "الشيعة والكرد".
وقال سيروان البارزاني، بحسب ما نقلت شبكة "رووداو" الكردية، في رسالة وجهها للسيستاني، إن "ما يجري على الساحة السياسية من صراعات بين الكرد والشيعة، والاشتباكات العسكرية بين قوات البيشمركة وقوات الحشد الشعبي، أمر غير مرغوب مطلقا؛ لأننا نعلم يقينا أن فتوى سماحتكم لتشكيل الحشد الشعبي كان للوقوف بوجه إرهابيي داعش والتكفيريين، والحفاظ على كرامة وأرواح العراقيين، وليس لقتال شعب مسالم في كردستان، ولم تكن فتوى سماحتكم لقتال إخوتهم الكرد أبدا".
وأضاف: "إننا نشهد لمواقفكم الجليلة وفتاويكم الحكيمة والرصينة لحقن الدماء، وإننا لمتأكدون أن سماحتكم على دراية كاملة بما عانيناه نحن الكرد والشيعة على أيدي الأنظمة البائدة من الظلم والطغيان، وكانت لنا مسيرة مشتركة للنضال في الخندق ذاته ضد الدكتاتورية والإبادة الجماعية، ولا نتمنى أن يشوَّه هذا التاريخ المشترك الطويل بتشجيع من أطراف خارجية لا تبغي غير مصلحتها فقط، فأثبتت الأيام الماضية أن الاقتتال بين أبنائنا وسفك دمائهم في ساحات المعركة لا يصبان في مصلحة أي طرف".
وأشار إلى أن "الذين يتحدثون باسم حقوق الشعوب والإنسانية والديمقراطية لا يأبهون لكل ذلك، فقد رأينا موقفهم وصمتهم للتحفيز على استمرار القتال بين قوات البيشمركة والحشد الشعبي لغايات في نفس يعقوب، ليس إلا"، مشددا بالقول: "نلتمس من سماحتكم التدخل بشكل حازم؛ من أجل حقن الدماء، والحيلولة دون انهيار العلاقات التاريخية المشتركة بين الشيعة والكرد، والعمل على ردم الهوّة الحاصلة بين أبناء شعبنا بسبب الأحداث الأخيرة في كركوك والتون كوبري و طوزخرماتو".
وتابع: "وما نتلمسه الآن على الساحة، سواء في الاشتباكات العسكرية، أو ما يجري من الحرب الكلامية والاستفزازات المتواصلة على الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، تنذر بمرحلة قادمة خطيرة، ولا يمكن الرهان على حلول حازمة دون تدخل سماحتكم وإبداء موقف وطني آخر يصون دماء أبناء هذا الوطن".