هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال وزير الشؤون القانونية والبرلمانية المصري الأسبق، محمد محسوب، إن التغييرات التي يقوم بها رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي في صفوف الجيش هي "تصفية ما تبقى من فريق الانقلاب، لأنه بالتأكيد يخشى أن يحصل له ما فعله هو نفسه".
ولفت -في مقابلة مطولة مع "عربي 21" تُنشر كاملة يوم الاثنين المقبل- إلى أن السيسي "مستمر في عملية إنهاك المؤسسة العسكرية بإقالات متواصلة وعمليات تنقلات لا تهدأ بهدف أن لا يستقر الجيش ولا يتبقى لدى ضباطه وجنوده وقت للتفكير في أوضاع البلاد والمآسي التي وصلت إليه".
ونوه محسوب، إلى أن "التناقض بين الأجهزة والصراع بين مراكز القوى أصبح علنيا، فمصر كلها أصبحت مركوبة من جهات متناقضة المصالح مختلفة الولاءات متصارعة على المصالح".
وأردف: "ما نشهده من أداء أمني واهتراء عملياتي هو انقلاب على العسكرية المصرية، وما نراه من تنازل عن أراضي الدولة وإجبار قيادة الجيش على إعلان تأييدها لذلك هو انقلاب على مقومات الدولة، وما نراه من هدم متعمد للمؤسسات المالية والاقتصادية وإغلاق المجال الاقتصادي أمام المستثمرين لا يختلف عن إغلاق المجال السياسي أمام السياسيين، هو انقلاب على المفاهيم الاقتصادية البسيطة لإدارة أي بلد".
ولفت إلى أن "ساعة الاصطفاف بين القوى الوطنية في الداخل والخارج دقت وأصبحت ضرورة وطنية، فهناك قناعة عامة بضرورة الاصطفاف، وما أراه اليوم من تواصل بين من تعادوا بالأمس وتخاصموا إنما يُبشر بأن تحقق مثل هذه الدعوات أمست أقرب مما نتصور".
واستدرك قائلا: "الجبهة الوطنية لم تُولد بعد، وإذا وُلدت بتوافق كل القوى فستُولد ماردا يُحقق ما حققته في يناير 2011، مع الفارق أنها ستحمل هذه المرة خارطة طريقها ورؤيتها الموحدة لاستعادة اللحمة الوطنية وتحقيق المصالحة الاجتماعية ووقف النزيف الاقتصادي وتحقيق استقلال الإرادة الوطنية، وستمتلك برنامجا مفصلا لتحقيق حلم الشعب في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، ونحن بصدد مشروع وطني لبناء تلك الجبهة".
وشدد على ضرورة صياغة "وثيقة جامعة تصدرها الجماعة الوطنية المصرية بكل أطيافها تُحدد فيها ملامح المستقبل بما يُطمئن الجميع أن الهدف هو التحول الديموقراطي والازدهار الاقتصادي وليس استئثار أي طرف بأي سلطة"، منوها إلى أن "جماعة الإخوان أو أي من القوى السياسية ليس لديهم رفاهية المنافسة على السلطة، فما نريده هو استرداد الحقوق والحريات وإنقاذ البلاد من الكوارث التي تتنقل بينها".
ودعا "محسوب" الجميع سواء عسكريين أو سياسيين أو أمنيين أو إعلاميين أو رجال أعمال أن يتحدثوا معا، وأن يتفقوا على سيناريو وخارطة طريق للخروج من الأزمة الراهنة، مضيفا: "نحن أمام انقلاب على الجميع يهدد حياة بلد كامل، وهو ما يدعو الجميع للتواصل والتفاهم والتواضع والتنازل للوصول لرؤية مشتركة للإنقاذ".
وشدّد على أن "غالبية الصف الوطني - بمن فيهم الإخوان- لم يعد يتجنب نقاش أي مسألة أو أي مقترح يتعلق بكيفية إنقاذ البلاد مما حاق بها من كوارث وإحداث تغيير يضمن تحرير المعتقلين وتحقيق عدالة انتقالية تعالج ما وقع من مآس وضمان تحول ديموقراطي حقيقي يحفظ البلاد وكرامة الشعب"، داعيا الجميع لعدم مُصادرة أي رؤية أو مقترح قابل للتنفيذ.