كشف رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في
ليبيا، غسان سلامة، عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 365 مدنيا بينهم 79 طفلاً في ليبيا، جراء الاقتتال العشوائي في المناطق السكنية والضربات الجوية والذخائر المتفجرة خلال عام 2017.
ووثقت بعثة الأمم المتحدة أيضاً 201 عملية قتل غير قانونية، لاسيما عمليات الإعدام لأشخاص تحتجزهم الجماعات المسلحة، مؤكدة أن الجماعات المسلحة لا تزال تحتجز آلاف الأشخاص بصورة غير مشروعة، ويتعرضون إلى التعذيب بشكل منهجي وتحدث حالات الوفاة أثناء الاحتجاز بصفة مستمرة، حسب قولها.
وأكدت البعثة الأممية، الاعتداء على 14 مرفقاً صحياً خلال العام الجاري، مما عرّض حياة الأطباء والمرضى ونظام الرعاية الصحية الهش إلى الخطر، وفقا لما نشرته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، اليوم الأحد.
كما قامت البعثة، بتوثيق 24 حالة من الاعتداء والاعتقال التعسفي أو غير القانوني والتعذيب والتهديدات ضد الصحفيين والناشطين وغيرهم في هذا العام، موضحة أنه كثيراً ما كان الخوف مقيداً لحرية التعبير، فيما يجري في أحيان أكثر تقويضها لتشجيع الكراهية والإقصاء.
وصدرت هذه الإحصائيات في رسالة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، غسان سلامة، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يوافق العاشر من كانون الأول/ ديسمبر من كل عام.
وأكد سلامة، وقوع
انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا على نطاق يبعث على الانزعاج مع انعدام المساءلة أو الإجراءات القانونية.
وحث سلامة، جميع الليبيين على النهوض بحقوق الإنسان وبالقيم التي تضع الأساس لليبيا أكثر أمناً وعدلاً ووضعاً أفضل، مؤكدا أن الأمم المتحدة ستكون مع الليبيين في هذا الجانب.
ودعا سلامة، للتصدي للانتهاكات الجسيمة التي يعاني منها
المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا، بما في ذلك الاتجار بالبشر والاعتداء الجنسي والسخرة والقتل، مشيدا بوقوف العديد من الليبيين ضد هذه القسوة تضامناً مع المهاجرين ومع حقوق الإنسان.
وقال
المبعوث الأممي: "أشعر بالتشجيع إزاء عودة أعداد متزايدة من النازحين داخلياً، وأنه مع ذلك لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به قبل أن يكون بمستطاع الجميع القول بأنهم قد عادوا فعلاً إلى بيوتهم".
وثمن غسان سلامة، شجاعة المدافعين والمناصرين لحقوق الإنسان الليبيين الذين يعملون كل يوم وفي بعض الأحيان في ظل مخاطر شديدة، من أجل النهوض بحقوق الإنسان في جميع أنحاء بلادهم، على حد تعبيره.
وأضاف سلامة: "إن يوم حقوق الإنسان يمثل مناسبة هامة للتفكير ويتيح فرصة لتجديد الدعوات إلى العمل، وهو يشكل هذا العام أيضاً بداية التحضير الذي سيستمر على مدار العام للاحتفال بالذكرى السبعين لتبنّي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهو إعلان يكرس المساواة والكرامة لكل إنسان".
وأرسيت على مدى العقود السبعة الماضية دعائم عالمٍ أكثر عدلاً وتحسنت حياة الملايين، ومع ذلك تزداد الفظائع الوحشية والجرائم، لاسيما في النزاعات في جميع أنحاء العالم، بحسب ما ذكر غسان سلامة.