وصف المتحدث باسم "
الائتلاف السوري المعارض" أحمد رمضان، إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب قوات بلاده من
سوريا بـ"الأمر الإيجابي"، معتبرا أن الإعلان الروسي "ورقة ضغط على النظام السوري وحليفته إيران".
وقال في تصريحات لـ"
عربي21": "نحن نتعامل مع مضامين الإعلان الروسي السياسية، لأنه عسكريا سبق وأن أعلنت
روسيا أكثر من مرة عن سحب قوات وأسلحة، ولم يرق ذلك لمستوى كامل".
وأضاف: "من الناحية السياسة، نعتقد أن إعلان بوتين يكتسب أهمية في هذا التوقيت، لتزامنه مع انعقاد مفاوضات جنيف".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن فور وصوله إلى قاعدة "
حميميم" الجوية الروسية على الساحل السوري، بدء التحضير لسحب القوات الروسية من سوريا، في حين أكد أن موسكو ستحتفظ بقاعدتيها الجوية في حميميم والبحرية في طرطوس، حتى أجل غير مسمى.
وأشار رمضان إلى أن الإعلان يعني ورقة ضغط على النظام، للعودة أولا إلى المفاوضات، وللدخول في مفاوضات مباشرة، وكذلك لمناقشة مسألة الانتقال السياسي.
وأضاف أنه "من الواضح أن الجانب السوري أراد أن يوجه أكثر من رسالة، تتجلى أولها في طريقة الاستدعاء المهينة لبشار
الأسد إلى حميميم، بأن الأسد أصبح في القبضة الروسية تماما".
وقال: "الرسالة الثانية أرادت روسيا أن توجهها لإيران، تقول فيها إنها غير قادرة على تحدي الوجود والنفوذ الروسي".
وذهب إلى أنه "من الواضح اليوم، أن الأسد هو أحد أبرز الخاسرين من التدخل الروسي، وإيران التي اعتقدت أنها تلعب لعبة النفوذ كما لعبت بالعراق، باتت اليوم تشعر بأنها تدفع الثمن الأكبر".
من جانب آخر، دعا رمضان الجانب الروسي إلى دفع المفاوضات التي تعقد في جنيف لتسير إلى الأمام بشكل ناجح، لافتا إلى أن على روسيا التزامات قطعتها في أستانة، ويجب عليها تنفيذها، وهي متعلقة بخفض التصعيد ووقف إطلاق النار، والمعتقلين، وإدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة.
وردا على عدم ذكر بوتين لمسار جنيف خلال خطابه الذي ألقاه في حميميم، قال رمضان: "روسيا تحاول أن تجعل من سوتشي ورقة ضغط على كل الأطراف السورية كنظام ومعارضة، وكذلك على الأمم المتحدة".
وقال: "لكن باعتقادي، روسيا ليست قادرة على خلق مسار بديل عن مسار جنيف، فهي ليست طرفا محايدا لنتعامل معها في مسار ثان".
"مناورة روسية"
من جانبه، وصف رئيس اللجنة العسكرية في وفد المعارضة المشارك في محادثات أستانة، العميد الركن أحمد بري، إعلان بوتين بـ"المناورة".
وقال بري لـ"
عربي21": "لا يتعدى الإعلان الروسي عن كونه مناورة من بوتين الذي بصدد استحقاق انتخابي"، معتبرا أن "بوتين أعلن بقاء القوات الروسية في قاعدتي حميميم وميناء طرطوس للأبد".
وأضاف: "لا يحق لبشار أن يعلن عن بيع أراض سورية، ولذلك نحن نرى أن ما جرى بيع لأراض سورية بشكل مباشر".
وكانت الأركان العامة الروسية قد أعلنت مؤخرا السيطرة على الأراضي السورية كافة التي كانت تحت قبضة تنظيم الدولة، حيث قالت إن "قوات النظام استطاعت مدعومة بالطيران الروسي السيطرة على ما تبقى من قرى وبلدات شرقي الفرات في محافظة دير الزور من آخر فلول تنظيم الدولة".