هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "ليترا43" الإيطالية تقريرا، تحدثت فيه عن عزم محمد بن سلمان طرح خمسة بالمائة من شركة أرامكو السعودية النفطية للبيع بهدف تحسين أوضاع المملكة المالية، وذلك إلى جانب ابتزاز الوليد بن طلال، الرجل الأغنى في السعودية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ولي العهد السعودي يسعى إلى ملء خزينة الدولة على خلفية الأزمة الاقتصادية الناتجة عن تدهور أسعار النفط. ويندرج بيع خمسة بالمائة من أسهم شركة أرامكو في سياق تنفيذ رؤية 2030 لابن سلمان.
وذكرت الصحيفة أن هذه الخطوة تأتي إلى جانب احتجاز أغنى رجل في المملكة في فندق "ريتز كارلتون"، الوليد بن طلال، الذي يعد الأكثر ثراء في الشرق الأوسط، والذي يسعى ابن سلمان إلى الحصول على جزء من ثورته لتغطية تكاليف مشروع رؤية 2030.
تجدر الإشارة إلى أن ولي العهد السعودي في حاجة إلى 2 تريليون دولار من أجل تحقيق مشروعه. وفي هذا الصدد، يعتزم ولي العهد سلب المزيد من الأموال من الأمراء المحتجزين في الرياض منذ تشرين الثاني/ نوفمبر في إطار الحملة التي شنها لمكافحة الفساد. ويتجلى ذلك من خلال مصادرة أموالهم المودعة في البنوك أو بيع ممتلكاتهم الشخصية.
ونوهت الصحيفة إلى أن ولي العهد بصدد مساومة الوليد بن طلال على حريته، حيث طلب منه ابن سلمان مبلغ مليار دولار ثمنا لإطلاق سراحه. ومؤخرا، رفض ابن طلال نقله إلى أحد السجون مشدّدة الحراسة، في حين أفادت وسائل إعلام قطرية أنه تعرض للتعذيب والضرب. ووفقا لما أفاد به المدعي العام في الرياض، أدت حملة التطهير التي شملت 201 شخصا إلى تجميد السلطات السعودية لحوالي 100 مليار دولار من حسابات الأشخاص الموقوفين.
ونقلت الصحيفة عن صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن ابن سلمان يطمع في مصادرة شركات الأمراء المحتجزين والاستيلاء على أموالهم التي تُقدّر بحوالي 800 مليار دولار، أي ما يقارب نصف تكلفة مشروع رؤية ابن سلمان. أما الجزء المتبقي من المصاريف، فستتم تغطيته بفضل الأموال التي سيحصل عليها من بيعه لخمسة بالمائة من شركة أرامكو. وحسب بعض الشائعات، جمّدت السلطات السعودية حسابات العديد من الأثرياء لكنها لم تقم باعتقالهم.
وبينت الصحيفة أنه مع مطلع سنة 2018، قامت المملكة العربية السعودية بتغيير صفة شركة أرامكو العملاقة للصناعة النفطية لتصبح شركة مساهمة مشتركة. ووفقا لما أفادت به وسائل إعلام سعودية، تستعد الرياض لأكبر طرح أولي للأسهم في التاريخ.
وفي السياق ذاته، دعت السعودية عددا من البنوك العالمية الضخمة على غرار "غولدمان ساكس" "وسيتي غروب" لمناقشة شروط إدراج أرامكو في قائمة الشركات المدرجة في البورصة. ومن المقرر أن يتم طرح الشركة في منتصف هذه السنة، وهو ما سيمثل أكبر اكتتاب في التاريخ، الذي سيحقق عائدات وأرباحا طائلة للسعودية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المراقبين يرون أن عائدات شركة أرامكو ستفوق عائدات كل من "آبل" "وأمازون" "وإكسون موبيل"، فضلا عن شركة "إيني"، وهي الوكالة الوطنية للمحروقات في إيطاليا. وتندرج خطوة البيع في إطار تحقيق رؤية 2030 لمحمد بن سلمان التي تهدف للخروج من الأزمة الاقتصادية جراء تراجع أسعار النفط من جهة، وإعادة هيكلة الاقتصاد السعودي للتخلص من اعتماده كليا على قطاع المحروقات من جهة أخرى.
وأضافت الصحيفة أن قيمة عائدات بيع الأسهم ستصل إلى حوالي 100 مليار دولار، مع العلم أن الصين قد وضعت شركة أرامكو نصب عينيها وترغب في شراء الحصص المعروضة للبيع. نتيجة لذلك، طال طمع وجشع ابن سلمان شركة أرامكو أيضا، علاوة على الوليد بن طلال الذي يعد الضحية الأولى لولي العهد.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن رؤية 2030 مكلفة للغاية، وهو ما دفع بابن سلمان إلى مصادرة أموال العديد من الأثرياء وطرح نسبة من شركة أرامكو للبيع لتغطية تكلفتها.