هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اعتادت الطائرات الإسرائيلية لسنوات مضت على ضرب أهداف عسكرية وأمنية داخل الأراضي السورية؛ دون أن تلقى أي رد أو مقاومة، ما جعل هذه العمليات أشبه بنزهة؛ بل وساحة تدريب حقيقية لصغار الطيارين الإسرائيليين من المتدربين.
لكن الحدث المفاجئ السبت الماضي، وما نتج عنه من إسقاط طائرة (الاف16)؛ شكل صدمة بالنسبة لإسرائيل، فقد كان قاسيا هذه المرة، وغير متوقع بعد عقود اعتاد فيها النظام السوري على الاحتفاظ بحق الرد إزاء أي عدوان إسرائيلي.
وتخشى إسرائيل من تأثير هذا الحادث على نظرية الردع الإسرائيلية، والقائمة على ضمان التفوق العسكري في المنطقة، وترسيخ أفضليته، بمساعدة مباشرة من الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين.
ولم تتوقف إسرائيل عن التباهي بتفوقها العسكري في كل المحافل والمجالات وخصوصا في سلاح الجو، حيث تمتلك أسطولا قويا وفريدا على مستوى دول المنطقة، تتخذ منه فزاعة لتخيف أعداءها، لكن حادثة إسقاط الطائرة مثلت لحظة فارقة، وطرحت سؤالا مهما حول مدى تأثيرها على قوة الردع التي تتغنى بها إسرائيل.
اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي: سنعمل بسوريا ولبنان والأسد غير معني بحرب
الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي قال إنه لا يجب التقليل من أهمية إسقاط الطائرة الإسرائيلية معتبرا أن الحادثة ستشكل معادلات جديدة في المنطقة، ستكشف عنها الأسابيع القليلة القادمة.
وأضاف في حديث لـ"عربي21" أن النظام السوري والقوى المتحالفة معه نجحوا وقتيا في تحييد سلاح الطيران الإسرائيلي، بعد إسقاط الطائرة، لافتا إلى أن إسرائيل حينما ردت، استخدمت صواريخ أرض أرض، خشية تعرض طائراتها لخطر الإسقاط مجددا.
واعتبر الشرقاوي أن التطورات التي شهدها الجولان السوري، أحدث خللا واضحا في قواعد الاشتباك بين ايران وسوريا والمتحالفين معهما من جهة، وبين الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، وأحدث اهتزازا في الردع الإسرائيلي الذي لم يعتد أن يتلقى ردا على قصفه واختراقه لسيادة دول المنطقة، خاصة سوريا، وقال: "لقد صدمت إسرائيل بالرد، ولولا تدخل روسيا ونزعها لفتيل الأزمة، لكانت جبهة الجولان مرشحة للاشتعال".
واتفق الخبير في الشأن الإسرائيلي أليف صباغ مع سلفه بقوله إن نظرية الردع الإسرائيلية اهتزت بالفعل، خاصة أن إسرائيل تمتلك سلاح جو أمريكي متفوق جدا، فهي الوحيدة في العالم التي حصلت على طائرات اف 35 الأمريكية، ورغم تفوقها إلا أن سلاحها الجوي أصيب وجرى "خلخلته".
وأضاف صباغ في حديث لـ"عربي21" أن الصاروخ الذي ضرب الطائرة الإسرائيلية قيل أنه "سام5" أو "سام7" وهي صواريخ قديمة نسبيا، وجرى استخدامها في سبعينيات القرن الماضي، لذلك فإن الأسلحة المتطورة من المنظومة الروسية ك "اس 300" و"اس 400" بالتأكيد ستكون أسلحة متفوقة، وتشكل خطرا حقيقيا على الطيران الإسرائيلي في الشرق الأوسط وخاصة الأجواء السورية.
وتابع صباغ: "إسرائيل أصيبت بالغرور على مدى سنوات مضت، فهي تستبيح الأجواء العربية في المنطقة دون رد، لدرجة أنها لا تصدق أنه يمكن الرد على هجماتها، وهذا انعكس على التصريحات الإسرائيلية منذ لحظة سقوط الطائرة، إذ أنها في البداية عاشت حالة إنكار للحدث، ثم بعد ذلك ذهب باتجاه روايات حدوث خلل فني في الطائرة، إلى أن سلمت في النهاية بما حدث".
اقرأ أيضا: إسرائيل تعزز دفاعاتها الجوية وتواصل التحقيق بإسقاط الطائرة
وختم صباغ بالقول إن إسرائيل تخشى دائما من حدوث انكسار في المعنويات لدى المجتمع الإسرائيلي، لذلك عمدت بعد الحادثة إلى تسويق أنها ردت بعنف ودمرت أكثر من 50 في المئة من الدفاعات الجوية السورية وذلك بغية رفع معنويات الإسرائيليين.