هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، الجزائر بـ"جزيرة الاستقرار السياسي والاقتصادي في البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا"، ودعا رجال أعمال بلاده إلى الاستثمار بقوة في الجزائر.
وقال أردوغان في كلمته بمناسبة افتتاح أشغال منتدى رجال أعمال جزائريين وأتراك، بمناسبة زيارته للجزائر التي تدوم ثلاثة أيام إن "الجزائر التي تعتبر جزيرة استقرار سياسي واقتصادي في منطقة البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا تنعم بفرص استثمار متنوعة وهامة وعلى رجال أعمال تركيا ومؤسساتها أن تطور نشاطها بهذا البلد الشقيق".
ووصل الرئيس التركي، إلى الجزائر، أمس الإثنين، بزيارة رسمية، في إطار جولة أفريقية، تطال أيضا السنيغال ومالي.
وشدد أردوغان: "أعد ببذل كل الجهود بمعية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، قصد رفع مستوى التبادلات التجارية بين البلدين من 5.3 مليارات دولار حاليا إلى 5 مليارات دولار في أقرب وقت ثم إلى 10 مليارات دولار كمرحلة ثانية".
اقرأ أيضا: جدل في الجزائر بين مرحب ورافض لزيارة الرئيس أردوغان
واعتبر الرئيس التركي أن مستوى العلاقات الاقتصادية الجزائرية التركية والمبادلات التجارية الحالية بين البلدين، لا ترقى إلى مستوى الطموح، مشيرا إلى أنّ 3.5 مليارات دولار من المبادلات ضئيل بالمقارنة مع طبيعة العلاقات السياسية والتاريخية بين البلدين.
وانتظمت أشغال منتدى رجال الأعمال الجزائري-التركي، اليوم الثلاثاء بالجزائر، بحضور الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى، وكذا العديد من الوزراء من كلا البلدين.
وأفاد الرئيس التركي أن محادثاته مع الوزير الأول الجزائري، أحمد أويحيى "سمحت بتجديد الإرادة الثنائية من أجل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين والرفع من حجم التبادلات التجارية الذي يبقى ضعيفا".
200 رجل أعمال تركي
وحضر هذا المنتدى أكثر من 200 رجل أعمال، ناشطين في مختلف المجالات خاصة ما تعلق منها بصناعة النسيج والتغذية والبتروكيمياء والإلكترونيك والأجهزة الكهرومنزلية.
وأشار أردوغان، إلى أن "مشاركة أكثر من 200 رجل أعمال تركي في ملتقى الأعمال الجزائري التركي، يبرز الدرجة الكبيرة للتضامن بين البلدين الذي سيكتب "بأحرف من ذهب في سجل التاريخ المشترك بين الجزائر وتركيا".
داعيا رجال الأعمال الأتراك إلى استغلال الفرصة للاستفادة من الإجراءات التحفيزية التي أقرتها الحكومة الجزائرية لفائدة المستثمرين. مخاطبا: "على رجال أعمال تركيا ومؤسساتها أن تطور نشاطها في هذا البلد الشقيق".
كما أفاد أردوغان أن "الأتراك مهتمون بالاستثمار في قطاعات الفلاحة والسياحة والطاقات المتجددة والأشغال العمومية والسكن بالجزائر"، مشددا على ضرورة "إعطاء نفس جديد وتطوير التعاون الاقتصادي حتى يبلغ مستوى العلاقات السياسية والتاريخية المميزة التي تربط الجزائر وتركيا، وذلك من خلال عقد اللجنة المشتركة بين البلدين في أقرب الآجال".
سبع اتفاقات بين الجزائر وتركيا
ووقعت الجزائر وتركيا، على سبع اتفاقات شراكة وتعاون ومذكرات تفاهم، بمناسبة الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى الجزائر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتي تدوم ثلاثة أيام.
وتخص هذه الاتفاقات التي وقعت بحضور الوزير الأول أحمد أويحي والرئيس التركي بالإضافة إلى العديد من وزراء البلدين أساسا قطاعات السياحة والمحروقات والثقافة والفلاحة والطاقة وكذا الدبلوماسية.
ويتعلق الاتفاق الأول، ببروتوكول تعاون بين جامعة سطيف والمعهد التركي لتطوير اللغة التركية بالجزائر. أما الاتفاق الثاني فيخص مذكرة تفاهم وتعاون بين المجمع النفطي سوناطراك والشركة التركية بوتاس في مجال النفط. كما تم التوقيع أيضا في قطاع المحروقات على مذكرة تفاهم وتعاون بين مجمع النفط الجزائري والشركتين التركيتين "رونيسونس" و"بيغان".
أما في مجال التعاون السياحي، تم أيضا التوقيع على بروتوكول تعاون لتثمين التراث الثقافي المشترك بين الجزائر وتركيا. وتم التوقيع أيضا، على مذكرة تفاهم وتعاون في مجال الفلاحة، كما وقع وزير الشؤون الخارجية بالجزائر، عبد القادر مساهل ونظيره التركي ميفلوت كافوزأغلو، على مذكرة تفاهم وتعاون بين المعهد الدبلوماسي للعلاقات الدولية والأكاديمية الدبلوماسية بوزارة الخارجية التركية.
استثمار نفطي بمليار دولار
وأوضح أردوغان أن "الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين تشكل لبنة للدفع بالتعاون الاقتصادي بين الدولتين" وقال إن "الاتفاق المبرم بين المجمع النفطي الجزائري ونظيره التركي يمثل استثمارا بقيمة مليار دولار".
من جانبه، شدد الوزير الأول الجزائري، أحمد أويحيى على إرادة الجزائر في تطوير شراكتها الاقتصادية مع تركيا ورفعها إلى مستوى امتياز علاقتهما السياسية.
واعتبر أويحيى أن تركيا "شريك استراتيجي في سياسة الجزائر الاقتصادية"، مشيرا إلى كونها "الزبون السابع والمورد السادس للسوق الوطنية، فضلا عن كونها الدولة التي تحتل المرتبة الرابعة في حجم توفير مناصب الشغل بأزيد من 800 شركة تنشط حاليا في الجزائر".
ويتوقع أن يلتقي أردوغان، الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الأربعاء، وقال أويحيى إن "المباحثات بين بوتفليقة ونظيره التركي وكذا المبادلات بين وفود البلدين إلى جانب المنتدى بين رجال أعمال الطرفين من شأنها أن تتيح فرص جديدة بين البلدين".