هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مصدر في ريف حمص الشمالي إن "المعارضة تنظر بسلبية إلى المبادرة التي طرحها فراس طلاس نجل وزير الدفاع السوري الراحل مصطفى طلاس".
وشدد المصدر في حديث لـ"عربي21" على رفض
الفصائل العسكرية والأهالي على حد سواء للبند المتضمن، اعتبار الريف المحاصر على
أنه منطقة نفوذ روسية تابعة لقاعدة حميميم العسكرية في الساحل السوري.
وأشار إلى غياب الثقة لدى الفصائل بطلاس، كونه ابن
أحد أشهر الشخصيات العسكرية السنية (الراحل مصطفى طلاس) الموالية لعائلة الأسد.
ويأتي حديث المصدر بعد طرح مصطفى طلاس مبادرة تجنب
الجيب المحاصر في وسط البلاد التصعيد العسكري الذي تهدد به روسيا والنظام، الفصائل
في حال عدم الموافقة على المصالحة مع النظام، بعد انتهاء اتفاق "خفض التصعيد".
وبحسب المصدر ذاته، فإن بنود المبادرة تتضمن تشكيل
مجلس مدني لإدارة شؤون المنطقة تختار المعارضة نصف عدد الأعضاء فيه، والباقي
تختاره روسيا، لافتا إلى أن "المبادرة تطرح تسليم السلاح الثقيل الذي بحوزة
المعارضة إلى الروس، مقابل تأسيس جهاز شرطة عسكري تابع لقاعدة حميميم، وتتعهد
روسيا بفتح المعابر الإنسانية والتجارية.
اقرأ أيضا: بعد تهديدات روسيا.. أين وصلت مفاوضات ريف حمص المحاصر؟
وذكر المصدر أن "مصير المنشقين عن جيش النظام،
هي المسألة الأكثر إثارة لمخاوف المعارضة"، مبينا أن "المبادرة تنص
صراحة على عودة هؤلاء إلى جيش النظام، على اعتبار أنهم سيتبعون للجيش الروسي
الحليف لجيش الأسد".
ولم يتسن لـ"عربي21" التواصل مع رجل
الأعمال السوري فراس طلاس للتعليق على المبادرة.
ولدى عرض ذلك على الناطق الرسمي باسم "هيئة
التفاوض في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي" بسام السواح، قال
لـ"عربي21": "ما زلنا كمعارضة ندرس المبادرة، ونحن في مرحلة
مفاوضات"، من دون أن يعلق على صحة البنود التي ذكرها المصدر.
وكان السواح قد أكد في وقت سابق لـ"عربي21"
أن هيئة التفاوض تنتظر الرد التركي على طلبها من أنقرة الحضور في أي مفاوضات مقبلة
مع الجانب الروسي، كونها طرفا ضامنا عن المعارضة.
ومن الواضح أن مبادرة طلاس تغفل الدور التركي في هذه
المنطقة المشمولة باتفاق "خفض التصعيد"، حيث يقوم مطلق المبادرة
بالتواصل مع الروس مباشرة.
وكان مصدر من وفد المعارضة إلى أستانة أكد في وقت
سابق لـ"عربي21" أن ريف حمص الشمالي غير مشمول باتفاقات
"أستانة"، قائلا: "الاتفاق في ريف حمص الشمالي جرى التوقيع عليه في
القاهرة، وهو برعاية روسية ومصرية، وتركيا لم تكن حاضرة على توقيعه".
يذكر أن النظام و روسيا هددوا في وقت سابق باقتحام ريف حمص الشمالي المحاصر
منذ العام 2013، في حال عدم موافقة المعارضة على المصالحة مع النظام.