هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استبعد محللون سوريون، في حديثهم لـ"عربي21"، قيام النظام السوري والقوات الموالية له بتنفيذ أي عمل عسكري في محافظة درعا جنوب سوريا، واعتبروه بمثابة "ترويج لن يتخطى وسائل الإعلام فقط"، موضحين أسباب ذلك.
ومع انتهاء العمليات العسكرية في مخيم اليرموك جنوب دمشق وخروج كافة مسلحي تنظيم الدولة منها، بدأ النظام السوري باستقدام تعزيزات عسكرية نحو محافظة درعا؛ استعدادا لعمل عسكري ضد فصائل المعارضة السورية، بحسب وسائل إعلام تابعة للنظام.
وروجت وسائل إعلام تابعة للنظام على مدار الأيام الماضية، عبر مواقع التواصل للحشود والأسلحة التابعة لقوات النظام، بقيادة سهيل الحسن، لدخول درعا، بعد "النجاح الكبير الذي حققته في محيط دمشق مؤخرا".
وفي هذا الصدد، اعتبر المحلل والخبير العسكري، اللواء محمود العلي، أن الأنباء المتداولة حول التعزيزات العسكرية للنظام السوري بقيادة سهيل الحسن وقرب العملية العسكرية ضد فصائل المعارضة في درعا لا تتعدى الترويج الإعلامي.
اتفاق أمريكي روسي أردني
واستبعد في حديثه لـ"عربي21"، قيام النظام السوري بأي عمل عسكري تجاه درعا لأسباب عدة، أهمها أن المنطقة الجنوبية تخضع بموجب اتفاق أمريكي روسي أردني لاتفاق خفض التصعيد.
وأضاف أن النظام السوري ليس لديه أي قوات قادرة على القيام بأي معركة حقيقية، بوجود سهيل الحسن أو غيره، إلا بدعم وغطاء جوي روسي، وبمشاركة القوات الإيرانية والمليشيات المساندة لها.
اقرأ أيضا: مصادر لـ"عربي21": انسحاب إيراني من جنوب سوريا.. ماذا وراءه؟
وأوضح اللواء العلي أن "المعركة في الجنوب السوري ليست قرارا سوريا، بل قرارا روسيا، بالتالي فإن الروس لن يوافقوا على أي عمل عسكري بموجب الاتفاق مع الأمريكيين؛ لذلك بحال نقض الروس ذلك الاتفاق سيدفعون الثمن" بالتأكيد، وفق قوله.
الحشد الإعلامي
من جهته، رأى رئيس مجلس السوريين الأحرار، أسامة بشير، أن الحديث عن تعزيزات عسكرية للنظام واقتراب معركة درعا، هدفها الأساس الحشد الإعلامي للنظام؛ من أجل الظهور أمام مؤيديه بأنه يعمل على قتال المسلحين -كما يسميهم- في كل أنحاء سوريا.
لكنه استدرك في حديثه لـ"عربي21"، قائلا: "إن النظام لن يجرؤ على عمل عسكري بدرعا، إلا إذا كان هناك تفاهم أمريكي روسي على فتح جبهة الجنوب، ما يعني السماح للنظام بقتال المعارضة مقابل انسحاب الإيرانيين وحزب الله من تلك المناطق".
وسبق أن صرّحت مصادر لـ"عربي21" بأن القوات المحسوبة على إيران بدأت بالانسحاب اليوم الأربعاء من الجنوب السوري، في حين نفى السفير الإيراني لدى الأردن، مجتبى فردوسي بور، وجود تهديد إيراني للأردن يمثله تواجد مليشيات محسوبة عليها بالقرب من حدود المملكة، ومحاولة الهجوم على مناطق خفض التصعيد في الجنوب السوري، مؤكدا أن "الأنباء غير صحيحة".
اقرأ أيضا: سفير إيراني يطمأن الأردن: لا تواجد لإيران في جنوب سوريا
وأكد بشير أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تلتزم الصمت أمام قيام قوات النظام بأي عمل عسكري دون أي تفاهمات، بالتالي لن يكون هنالك عمل عسكري دون تفاهمات بين روسيا وأمريكا على السماح للنظام بفتح المعركة مقابل انسحاب إيران وحزب الله من المنطقة.
يشار إلى أن قوات النظام كثفت خلال الأسابيع القليلة الماضية من وتيرة إلقائها مناشير من الطائرات المروحية، فوق مدن محافظة درعا وبلداتها، ودعت في معظمها إلى الانضمام لـ"المصالحة الوطنية"، وحذرت من اقتراب موعد العمليات العسكرية في المنطقة.