هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طالبت عشائر مدينة منبج بريف حلب الشرقي، بدخول القوات التركية إلى المدينة، على غرار ما دخلت إلى إدلب، وذلك بهدف نشر الأمن وطرد وحدات الحماية الكردية، وتخليص المدينة وأهلها من الممارسات الاستبدادية والتعسفية والعنصرية بحقهم، بحسب بيان صدر عنهم.
وكانت قبائل وعشائر سورية، قد رحبت في وقت سابق
بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، والذي يقضي
بانسحاب "وحدات الحماية الكردية التي تشكل القوة الرئيسة في قوات سوريا
الديمقراطية، مِن مدينة منبج بريف حلب الشرقي".
ودعا وجهاء العشائر في بيان اطلعت عليه
"عربي21"، إلى "الإسراع بدخول القوات التركية إلى المدينة،
لتخليصهم من كل ما تمارسه وحدات الحماية الكردية من عمليات ابتزاز وقتل واعتقال".
ووجه وجهاء العشائر نداء إلى أهالي منبج من كل
المكونات العربية والكردية والتركمانية والشركسية بأن يكونوا مطمئنين على حياتهم
وممتلكاتهم.
ورأى نائب رئيس التحالف الوطني لقوى الثورة في
الحسكة محمود الماضي، أنه "من الطبيعي أن يطالب أهالي منبج بالخلاص من
ميليشيا الوحدات الكردية، لأنّهم ضاقوا ذرعا بممارسات هذه الميليشيا من قمع
واعتقالات وابتزاز وضرائب ونهب وتجنيد إجباري".
وقال في حديثه لـ"عربي21" إن "أهالي
مدنية منبج وعشائرها وجدوا فرصة الخلاص بخارطة الطريق التركية الأمريكية، لهذا
باتوا يناشدون القوات التركية بالدخول إلى
المنطقة على غرار ما حدث في مناطق أخرى من الشمال السوري لطرد ميليشيا الوحدات
الكردية وبسط الأمن والاستقرار في المنطقة، سيّما وأنّ هناك آلاف العوائل المهجّرة
من المنطقة مرتبط عودتها بخروج هذه الميليشيا".
اقرأ أيضا: ما التغيرات التي ستطرأ على الدور التركي في الملف السوري؟
وأكد الماضي أن "الأمر لا يتوقف على منبج وحدها
فلا يمكن أن تنعم منطقة شرق الفرات
والجزيرة بالأمن والاستقرار ما لم تفكّك هذه المنظومة الإرهابية ويتمّ تخليص الشعب
من شرورها، حيث باتت بالفعل اليوم على وشك الانهيار وذلك لافتقادها الحاضنة
الشعبية وعدم قبولها، ومن ثم بسبب إصرار تركيا على إنهائها وهذا ما دعاها للجوء
إلى النظام مؤخرا والتنسيق معه لتسليمه بعض المناطق".
بدوره، اعتبر السياسي السوري هديب شحاذة أن "مطالب
أبناء عشائر منبج وريفها بدخول القوات التركية إلى المدينة، سيكون له أثر بارز
بنشر الأمن وإعادة الاستقرار إلى هذه المدينة بعد طرد هذه القوى المحتلة التي لا يعدو
كونها عصابات ومجموعة من المرتزقة"، على حد تعبيره.
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "مدينة
منبج عانت الكثير من عمليات القتل والتعسف والابتزاز التي تمارسها الوحدات الكردية
المحتلة، ترافق ذلك باعتقال مئات الأشخاص المعارضين لهم وللنظام، ومن ثم تسليمهم
للمخابرات السورية، مما يثبت التنسيق الأمني والمخابراتي بين هذه الوحدات العميلة
ونظام الأسد المجرم"، وفق وصفه.
وقال شحاذة إن "كافة المناطق التي دخلتها
الدولة التركية، استعادت دورة الحياة في أحيائها وحواريها بسرعة، حيث تم تفعيل
العمل المؤسساتي من قبل المنظمات المختصة وعاد السكان لممارسة حياتهم الطبيعية
بعيدا عن عمليات الخطف والاعتقال والابتزاز والممارسات العنصرية التي كانت تمارسها قوات الحماية الشعبية في
المناطق التي احتلتها".
يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا توصلتا مؤخرا إلى اتفاق على "خارطة طريق" حول مدينة منبج شرق حلب، يقضي
بخروج وحدات الحماية الكردية من المدينة وتوفير الأمن والاستقرار في المنطقة.