هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار اللقاء الذي جمع النظام
السوري بقيادات من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني، الذي يسيطر على مناطق في
شمال سوريا والاتفاق على تسليم تلك المناطق لدمشق، تساؤلات بشأن الموقف التركي من
هذه الخطوة المفاجئة.
وكان الحزب الكردي غادر
أمس من القامشلي، على متن طائرة إلى دمشق، بعد طلب من النظام لبحث نقل إدارة
مناطقهم، بدفع من الولايات المتحدة لتخفيف الضغوط التركية عليهم بحسب ما أورده
موقع "باسنيوز" الكردي.
ونشرت شبكة
"فرات" الإعلامية السورية تسريبات، لما دار في اللقاء بين الطرفين
وأبرزها أن أولوية نظام الأسد بعد استرداد السيطرة على المنطقةـ ستكون لاستعادة
الخدمات والتعليم والصحة، إلى جانب إصلاح سد الفرات واستعادة السجلات المدنيةـ
كإجراءات استعادة الثقة.
أما المرحلة الثانية
فتقضي بتسليم المعابر الحدودية وتسليم السلاح واستلام نظام الأسد للأمن ورسم
خارطة تقود إلى "سوريا ديمقراطية لامركزية".
وكانت قيادات
"الاتحاد الديمقراطي الكردستاني" أشارت إلى أنها لا تحمل شروطا مسبقةـ
في لقائها بالنظام بل أبدت استعدادها للمشاركة في أي هجوم مستقبلي، يشنه النظام ضد
مواقع المعارضة بمدينة إدلب.
رغبة تركية
وعلى صعيد موقف أنقرة مما
رشح عن لقاء دمشق، قال الباحث والمختص بالشأن التركي معين نعيم إن وجود النظام
السوري في تلك المناطق هو "أهون من وجود انفصاليين".
وأوضح نعيم
لـ"عربي21" أنه على الرغم من أن الجانب الرسمي التركي، لم يعلق على
اللقاء لكن أنقرة ربما تكون راغبة في تسلم النظام لمسؤولية تلك المناطق، وإنهاء
الوجود المسلح للمليشيات هناك.
وأضاف: "تركيا
صرحت مرارا بأنها مع وحدة أراضي سوريا، وضد أي تكتل انفصالي هناك يشكل تهديدا
لحدودها".
وأشار نعيم إلى أن
الإحراج المتولد بتسلم النظام لمسؤولية تلك المناطق في ظل الخلاف السياسي لأنقرة
معه أقل بكثير من وجود "مليشيات انفصالية ترفع السلاح وتريد تشكيل دولة بدعم
من الخارج لزعزعة المنطقة".
ورأى أن ملف الحل
السياسي للأزمة السورية ربما يكون أكثر سهولة مع النظام، من وجود مليشيات انفصالية،
وتابع: بالتأكيد أي مباحثات مستقبلية ستكون بأريحية أكثر لتركيا والمعارضة السورية".
وقال نعيم إن تركيا
ربما تعول من خلال عودة النظام لتلك المناطق، على انحسار الدعم الأمريكي للمليشيات
الموجودة، فيها وهذا إن حصل فهو نجاح للسياسة التركية، عبر الضغط على هذا الملف.
محاولة التفاف
في المقابل رأى أستاذ
العلاقات الدولية بجامعة أكسراي التركية، الدكتور ضياء عباس أن هذه اللقاء بين
النظام والفصائل الكردية "لا يرضي الجانب التركي".
وأوضح عباس
لـ"عربي21" أن اللقاء ليس سوى "محاولة التفاف، على أي محاولة ضغط
تركية باتجاه نزع سلاح وقوة المليشيات الكردية على حدوده".
وأشار إلى تلك الفصائل
"تحظى بدعم أمريكي، وواشنطن تمتلك قواعد في تلك المنطقة ليس من السهل التخلي
عنها لصالح النظام وروسيا".
وأضاف: "الجانب
الأمريكي يريد تبثيت وجوده وقواعده، في تلك المناطق لتكون جزءا من الأوراق
التفاوضية بين الجانب التركي والنظام السوري مستقبلا".
وتابع: "الجانب
الأمريكي هو الضامن لهذه المليشيات، فهو من أمدها بالسلاح وقام بتدريبها لتكون
واحده من عوامل نفوذه في سوريا والتخلي عنها الآن ليس واردا".