هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت مصادر لـ"عربي21"، السبت، عن أن جبهة تحرير الشام حضرت اجتماعات بمفاوضين من الجيش التركي، خلال الأيام الماضية، تلخصت برفض من الهيئة لمطلب تركي بتفكيك نفسها.
وسبق أن كشف مصدر عسكري لـ"عربي21" الأربعاء الماضي، عن أن تركيا تقوم بضغوط على فصائل المعارضة في إدلب من أجل الاندماج ضمن تشكيل واحد، يضم جميع الفصائل المسلحة يستثنى منه هيئة تحرير الشام.
اقرأ أيضا: هل تجد "تحرير الشام" نفسها عدوة الجميع بإدلب و"كبش فداء"؟
وتسيطر جبهة تحرير الشام على مناطق واسعة من محافظة إدلب في الشمال السوري، لا سيما الاستراتيجية منها، ولها تواجد عسكري جيد.
وأوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن تركيا لديها اتجاه لتفكيك الفصائل غير السورية العاملة في إدلب، إلا أن ما يعقد من الأمر، سيطرة تحرير الشام على مساحة واسعة من إدلب، بل إن تواجدها في مناطق استراتيجية وهامة في المحافظة التي باتت المعقل الأخير للمعارضة المسلحة في سوريا.
وفي التفاصيل، قال المصدر إن تحرير الشام التي كانت سابقا جبهة النصرة أو "فتح الشام"، رفضت مطالب تركيا بحل تشكيلتها الناشطة في محافظة إدلب السورية، وخيار الاندماج مع التشكيل الجديد "الجبهة الوطنية للتحرير" المشكلة مؤخرا.
وقال إن تركيا عرضت خيارات على تحرير الشام، تتمثل إما بحل نفسها والاندماج مع الفصائل المعارضة الأخرى ضمن الجبهة الوطنية" وإما بتسليم أسلحتها والترحيل إلى خارج إدلب، بما يحمي المحافظة من حرب وشيكة مع النظام وحلفائه الروس والمليشيات الموالية له.
والعلاقة بين تحرير الشام والفصائل الأخرى ليست جيدة في إدلب، وسبق أن رفض زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، مخرجات أستانا، وقال: "حاولنا إعاقتها بشتى الوسائل، وفتحنا معارك من أجل إيقاف مسار الأستانا"، معتبرا أن "الفصائل التي شاركت في الأستانا، خُدعت"، وأن "منها من استمرأ الخديعة".
اقرأ أيضا: الجولاني يحمّل فصائل "أستانا" مسؤولية هزائم المعارضة
ويدعم ما ذكره المصدر، ما نشرته صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري، التي أوردت أن "أنقرة دعت قيادات هيئة تحرير الشام إلى حضور اجتماعات تشاورية في تركيا عقدتها على مدار 3 أسابيع لبحث مصير إدلب، في ظل ترقب إطلاق الجيش السوري حملة عسكرية حاسمة في المحافظة".
وأكدت أن تحرير الشام رفضت حل نفسها والانضمام إلى "الهيئة الوطنية للتحرير"، أو أي تشكيل جديد.
يشار إلى أنه تم الإعلان عن تشكيل "الجبهة الوطنية للتحرير" قبل شهرين، بطلب من تركيا، وتضمنت 11 فصيلا.
وكان المحلل العسكري والاستراتيجي أديب عليوي، توقع سيناريو الاقتتال بين فصائل المعارضة السورية في إدلب وتحرير الشام واعتبره أمرا محتملا، إلا أنه أشار إلى أن سيناريوهات عدة أخرى لها فرصة بالحدوث غير المواجهة.
وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى أن إدلب مرتبطة بالتفاهمات الدولية، وإذا رأت أنه لا بد من تفكيك تحرير الشام فسيتم ذلك، إما بالاتفاق مع الفصيل بترحيله أو تفكيكه أو قتاله.
وقال إن جبهة تحرير الشام قد تقبل بالتفاهمات مع تركيا، إذا كانت لا تريد الاشتباك معها ومع الفصائل المسلحة التي تدعمها في الشمال السوري، كأن تسلم السلاح الثقيل والمتوسط والتوصل إلى اتفاق بشأن مصير عناصرها.