اعتذر
زعيم التيار الإصلاحي والرئيس
الإيراني الأسبق محمد
خاتمي للشعب الإيراني بسبب ردة
فعل النظام على
الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، والمعاناة والظروف الاقتصادية الصعبة
التي يمر بها الإيرانيون منذ عدة شهور؛ بسبب انهيار العملة الإيرانية والغلاء المعيشي
وارتفاع نسبة البطالة في البلاد.
وطرح
خاتمي
خارطة طريق أمام النظام الإيراني للخروج من المأزق السياسي والاقتصادي والاجتماعي
الذي يمر فيه النظام.
واعتبر
خاتمي أن بقاء نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية واستمراره، مرتبط ببقاء التيار الإصلاحي
الإيراني، على حد تعبيره.
وقال
خاتمي وفقا لموقعه الرسمي: كلنا الآن غير راضين ومحتجين إلى حد ما على أوضاع البلاد،
ولكن البعض يقوم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لخلق حرب نفسية، ويقول للإيرانيين
وخاصة جيل الشباب بأن النظام قد انتهى"، مضيفا: "هذه الحملات الإعلامية
تستهدف الإصلاحيين بصورة خاصة؛ لأنهم يعرفون جيدا أنه طالما التيار الإصلاحي موجود لا
يمكن إسقاط النظام الإيراني".
وتابع
خاتمي وفقا لما جاء على موقعه الرسمي على شبكة الانترنت: "على الرغم من جميع الإجراءات
التي اتخذها الرئيس روحاني، فإن الوضع الاقتصادي في مجتمعنا بات حرجا وخطيرا للغاية،
والذين يريدون إسقاط النظام باتوا يظهرون بوضوح، والبعض الآخر يستغل عدم رضا الشعب
للإطاحة بالنظام، وأدى مزيج هذه العوامل إلى نوع من عدم الثقة بين الناس تجاه الحكومة
والسلطة، واستمرار عدم الثقة هذا سيقضي على الأمل، وفي غياب الأمل، مهما كان ما لديك
لن تتمكن من استخدامه".
وطرح
خاتمي خارطة طريق للخروج من المأزق الذي تعاني منه إيران هذه الأيام، وتضمن مشروع خاتمي
لإنقاذ النظام الإيراني عدة مقترحات أهمها:
1-تعزيز الوحدة الوطنية
والتضامن الوطني من خلال التقارب بين جميع التيارات السياسية في البلاد.
2- إعادة النظر في
عمل وسائل الإعلام الرسمية، بحيث لا يجب أن تمثل وسائل الإعلام الوطنية توجها خاصا في المجتمع.
3- رفع الإقامة الجبرية
عن كروبي وموسوي.
4- إطلاق سراح جميع
السجناء السياسيين والسجناء الذين اعتقلوا وسجنوا بسبب عقائدهم الدينية،
5- إعلان العفو العام
من أجل عودة المغتربين الإيرانيين ليساهموا في بناء البلاد.
6- توفير بيئة انتخابية
حرة ومفتوحة لتعزز الأمل داخل المجتمع.
7- إنهاء دور المتطرفين
في البلاد.
8- سماع احتجاجات الشعب
الإيراني الغاضب، حيث على جميع أركان الحكم بدلا من منعها، أن يحاولوا حل المشاكل التي أدت لهذه الاحتجاجات في أنحاء البلاد.
وأثار
إعلان مشروع خاتمي لإنقاذ النظام ضجة كبيرة داخل الأوساط السياسية داخل إيران وخارجه.
ففي
حين اعتبرها الإصلاحيون البديل ديمقراطي لحل الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية
التي تعاني منها البلاد، اتهمت المعارضة الإيرانية خاتمي بأنه يحاول إنقاذ النظام الإيراني
بعدما بدأ الشعب بالتحرك لتغيير سياسة بلاده الاقتصادية والسياسية.
كما
اعتبرت المعارضة أن الإصلاحات في إيران، أصبحت تشكل درعا لحماية النظام بدلا من إصلاحه
فعليا خلال العقدين الماضيين، عندما أتيح للإصلاحيين فرصة الحكم في البلاد.