كشفت مصادر مطلعة أن "قوات
سوريا الديمقراطية"
بدأت بإعداد قوائم بأسماء مقاتليها من المكون
العربي بأوامر من
النظام السوري.
وبينت المصادر أن "قسد" تركز في
القوائم على المقاتلين العرب الذين قاتلوا قوات النظام مع فصائل المعارضة من قبل،
تمهيدا لتسليمهم للنظام السوري، الذي سيقوم بمحاسبتهم.
وأوضحت المصادر ذاتها أن النظام اشترط على
"قسد" هذا الطلب خلال جلسات المفاوضات التي يتولاها "مجلس سوريا
الديمقراطية"، كشرط أولي، إلى جانب تسليم الشباب المطلوبين للخدمة العسكرية
في المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد".
من جانبه، لم يستبعد المحلل السياسي فواز
المفلح، أن تقدم الوحدات الكردية على مثل هذه الخطوات، وقال لـ"
عربي21"
إن "تعرض المقاتلين العرب الذين انضووا تحت مظلة ما يسمى "قسد"
للتنكيل أمر متوقع منذ البداية، وكنا قد حذرنا من قبل الشباب من هذا المصير".
وأشار المفلح إلى حالة من الترقب تسود أوساط
الأهالي على خلفية الأنباء التي تتحدث عن احتمال دخول النظام إلى مناطق سيطرة
الأكراد.
في هذا الوقت، أكد الناشط صهيب الحسكاوي، أن
وحدات الحماية الكردية بدأت بذلك انطلاقا من ريف الرقة الشمالي، مؤكدا قيام
المليشيات الكردية بحملة تفتيش في قرية "بير العاصي"، قبل يومين.
وأشار في حديثه لـ"
عربي21" إلى قيام
عناصر (قسد) بتفقد البطاقات الشخصية والأسرية للعائلات، مؤكدا نقلا على لسان
الأهالي أن ذلك بغرض إعداد قوائم بأسماء الشباب المطلوبين للخدمة العسكرية لدى
النظام السوري.
وفي تعليقه على ما ذكرته المصادر عن طلب النظام
السوري تسلم المقاتلين العرب تحت قيادة قسد لمحاسبتهم، قال الحسكاوي: "باعتقادي فإن الوحدات لا تنوي في الوقت الحالي تسليم أي عنصر من عناصرها للنظام
أو حتى تقاسم السيطرة مع النظام في المناطق الحدودية دون الحصول على ضمانات
سياسية".
وبحسب الناشط، فإن ما يحول دون تسريع المحادثات
هو عدم الثقة بين الجانبين، معتبرا أن "الوحدات الكردية لا تثق بالنظام وتبحث
عن راعي دولي لمفاوضاتها معه".
ورأى الحسكاوي، أن الوحدات الكردية بين نارين،
بين الضغط التركي واحتمال خسارة مناطقها لصالح أنقرة بمباركة أمريكية، وبين ضياع
حلمها بإقامة فيدرالية أو حكم ذاتي- على أقل تقدير- في حال مضت في التفاوض مع
النظام دون الحصول على ضمانات سياسية.
ومدللا على ذلك، لفت الناشط إلى حديث رئيسة
الهيئة التنفيذية لـ"مجلس سوريا الديمقراطية" إلهام أحمد، عن عدم وجود
نوايا لديهم لتسليم محافظتي الحسكة والرقة للنظام السوري، معتبرا أن ما جاء على
لسان أحمد، يشير بوضوح إلى مخاوف الأكراد من المضي حتى النهاية في المفاوضات مع
النظام السوري.
وكانت أحمد اعتبرت في تصريح إعلامي لمواقع
محلية أن "النظام المركزي هو سبب المشاكل التي تعصف بسوريا، ونرى في مجلس
سوريا الديمقراطية أن قرار تشكيل حكومة لامركزية من شأنه حماية البلاد من الكوارث
والأزمات".
وأعلنت بالمقابل أن المحادثات التي أجريت مع
النظام السوري، لم ينتج عنها أي اتفاق، وإنما ناقشت بعض القضايا بشكل عام.
وسبق وأن كشفت مصادر محلية لـ"
عربي21"
عن تسليم "قسد" النظام السوري نحو 30 معتقلا من الرقة، كانوا على صلة
سابقة بتنظيم الدولة.