هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن الجامعة العربية تمر بأزمة مالية كبيرة تتفاقم عاما بعد عام، بسبب توقف بعض الدول الأعضاء عن سداد المساهمات المالية الخاصة بها، رغم أن هذه الدول ليست في وضعية مالية صعبة.
وأوضح أبو الغيط في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط"، أن ميزانية الجامعة السنوية لا تتجاوز 60 مليون دولار إلا بقليل، مستطردا: "وهو مبلغ ليس بالتأكيد ضخما على الإطلاق قياسا بالناتج القومي العربي وقياسا بالعمليات والتكليفات المتزايدة التي تقع على عاتق الجامعة والأمانة العامة، التي يأتي بالمناسبة جزء كبير منها نتيجة القرارات الصادرة عن الدول".
وأشار إلى أن العام الحالي مر منه قرابة الثمانية أشهر ولم تتجاوز نسبة ما هو مسدد من المساهمات المالية للدول الأعضاء 35 في المائة، مؤكدا أن هذا الوضع يشكل ضغوطا هائلة على عمل الأمانة العامة من بينها ضغوط تتعلق بالتكاليف الدورية لتسيير مقر الجامعة.
وأضاف: "غالبية الدول لم تسدد على الإطلاق دولارا واحدا من حصتها في ميزانية 2018 ومن بينها دول كبيرة لها النسب الأكبر في الميزانية، وإن هناك دولا عليها متأخرات بمبالغ كبيرة منذ سنوات".
وأكد أبو الغيط أن خطة التقشف، التي تبنتها الجامعة منذ عامين، أثرت سلبا على بعض مجالات العمل والنشاط، محذرا من أن يؤدي استمرار تراجع نسب السداد إلى توقف الجامعة العربية عن المشاركة في النشاطات الدولية المختلفة من مؤتمرات واجتماعات، أو عدم القدرة على عقد النشاطات العربية بمقر الجامعة.
وتابع: "وهذا سيمثل في اعتقادي إهانة لنا جميعاً. الكل يستفيد من الجامعة العربية، والبعض لا يريد تحمل مسؤولياته تجاهها، والبعض الآخر يتصور أنه يمكنه الحصول على ميزات دون تحمل أي أعباء".
وفي الشأن الفلسطيني، كشف أبو الغيط أن الجامعة تجري اتصالات نشطة حاليا على المستويين العربي والدولي بهدف إعادة تأكيد الموقف العربي الداعم للقضية الفلسطينية تأسيسا على الثوابت المعروفة وبما يكفل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وتأكيد الوضعية القانونية والتاريخية لمدينة القدس المحتلة اتساقا مع قرارات الشرعية الدولية، وضرورة التوصل إلى حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، إضافة لتوفير الدعم المالي اللازم للأشقاء الفلسطينيين لمساعدتهم على مواجهة الضغوط المعيشية اليومية التي يتعرضون لها، بما في ذلك دعم ميزانية وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللأجئين الفلسطينيين (أونروا)".
وحذر الأمين العام لجامعة الدول العربية، من استمرار التدخلات الإيرانية في الأزمة اليمنية وتهديد الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، مؤكدا أن إيران تقوض جهود التسوية السياسية في اليمن، مطالباً بالعمل الجماعي لحماية الأمن القومي العربي.
وأكد أن الجامعة العربية تتابع ما يجري في سوريا من تطورات متلاحقة، لافتا إلى أن "الأزمة السورية بشكل عام شديدة التعقيد وعناصرها متشابكة، خاصة في ظل اتساع دائرة تدخل الأطراف الدولية والإقليمية فيها وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا، إضافة إلى تدخل إيران وتركيا بشكل عميق في الأزمة".
وأضاف: "نحن على اتصال مستمر في هذا الصدد مع المبعوث الأممي للنظر في كيفية التعامل مع المعطيات المختلفة للأزمة وانطلاقاً من أولويات الموقف العربي في هذا الصدد، التي يأتي على رأسها ضرورة الوصول إلى تفاهمات سياسية بين الأطراف السورية تسمح بعودة الاستقرار إلى كل ربوع الدولة السورية والعمل على حقن دماء أبناء الشعب السوري الذي تعرض لمأساة إنسانية كبيرة".
وأوضح أن "الملف الليبي حاضر دائماً في جميع الاتصالات التي أجريها مع الأطراف الدولية، وكذلك في النقاشات التي تشهدها اجتماعات المجلس الوزاري والقمم العربية الأخيرة".
وتابع: "الملف الليبي له عناصره الخاصة وتعقيداته التي تتابعها الجامعة عن قرب وتسعى للانخراط بشكل فاعل في الاتصالات الدائرة حولها بهدف التوصل إلى تسوية للأزمة في ليبيا".
وأعرب أبو الغيط، عن أمله في إمكانية أن تتشكل حكومة تعبر عن كل أطياف الشعب العراقي قائلا: "هناك صعوبات ما زالت تكتنف تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بعد الانتخابات، إلا أنه يحدونا الأمل بإمكانية تجاوز هذه الصعوبات خلال الفترة القريبة المقبلة، وأن تتشكل حكومة تعبر عن كل أطياف الشعب العراقي، وأن تكون هناك بشكل عام عملية سياسية ديمقراطية لا تقصي أحدا ولا تشهد أي تمييز تجاه أي فئة من فئات الشعب العراقي أو مكون من مكوناته".