هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كثفت الأحزاب السياسية بموريتانيا من مهرجاناتها الدعائية قبيل بدء مرحلة الصمت الانتخابي، التي تسبق يوم الاقتراع في الانتخابات النيابية والمحلية التي تجري السبت المقبل، بحسب ما رصد مراسل "عربي21".
واستنفرت جميع الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات، وعددها 98 حزبا من أصل 102 هو عدد الأحزاب السياسية في البلاد، جهودها من أجل استقطاب الناخبين، في انتخابات تشهد تنافسا حادا ومشاركة غير مسبوقة.
وأشرف قادة أحزاب المعارضة على سلسلة مهرجانات في العاصمة نواكشوط والمحافظات الأخرى، فيما أنهى الرئيس محمد ولد عبد العزيز، الأربعاء، جولة شملت جميع محافظات البلاد، خصصها لحشد الدعم لحزبه الحاكم "الاتحاد من أجل الجمهورية".
وتبدأ مرحلة الصمت الانتخابي مساء غد الخميس، وذلك بعد أسبوعين من حملة دعائية سيطر عليها الشحن الإعلامي والسياسي، وشغلت الرأي العام الوطني بشكل كبير.
ويتنافس في الانتخابات 98 حزبا سياسيا على 157 مقعدا برلمانيا، 87 منها يجري انتخابها عبر نظام النسبية، و70 بنظام الأغلبية.
كما يجري التنافس على 13 مجلسا جهويا. أما في المجالس المحلية، فيجري التنافس فيها على 219 بلدية في عموم البلاد، فيما يبلغ عدد الناخبين مليونا و400 ألف و663 ناخبا.
تراشق إعلامي
وكانت لافتا خلال الأسبوع الأخير من الحملة الدعائية السجال السياسي والتراشق الإعلامي الحاد، بين أحزاب المعارضة وقادة حزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" الحاكم، فيما دخل رئيس البلاد محمد ولد عبد العزيز على خط السجال السياسي خلال اليومين الماضيين.
فقد شن ولد عبد العزيز انتقادات لاذعة على أحزاب المعارضة، واصفا معارضيه بـ"الفضوليين والمتطرفين".
وقال في تجمع جماهيري لحزبه من مدينة اكجوجت (شمالي البلاد) إن أحزاب المعارضة تحمل أفكارا ومناهج غريبة، وتتلقى الدعم من الخارج؛ بهدف تخريب البلاد.
وأضاف: "نتذكر جميعا أن بعض هذه الأحزاب طالبت في سنة 2008 بتجويع الشعب الموريتاني، ودعت إلى الثورة والوقوف في وجه التغيير الذي تحقق، يجب أن نسد الباب أمام دخولهم البرلمان".
وفي تجمع جماهيري مشابه أمس الثلاثاء من مدينة الزويرات (شمالا)، حذر ولد عبد العزيز من حركة قال إنها تتوارى وراء أحد الأحزاب المرخصة "في عملية غير واضحة تدعو إلى تفكيك المجتمع وزرع الفتنة بين أفراده وشرائحه وتركب موجة الترويج للعبودية".
وكان ولد عبد العزيز يشير إلى حركة (إيرا) المدافعة عن الأرقاء والأرقاء السابقين بموريتانيا، والتي يخوض قادتها الانتخابات بالتحالف مع حزب الصواب.
في المقابل، شن قادة المعارضة في مهرجانات منفصلة انتقادات حادة على الرئيس ولد عبد العزيز، واتهموه بالسعي لتخريب تجربة البلاد الديمقراطية، والعمل من أجل خرق الدستور للبقاء في السلطة لولاية رئاسية ثالثة.
واعتبر قادة المعارضة أن عشرية حكم الرئيس ولد عبد العزيز شهدت انتكاسة ديمقراطية، وترد اقتصادي غير مسبوق، وانهيار للمستوى المعيشي، معتبرين أن الحكومة تجاهلت في سابقة من نوعها بشكل كامل الجفاف الذي ضرب البلاد العام الحالي، وكاد يقضي بشكل كامل على ثروة البلاد الحيوانية.
مظاهر ابتزاز
واعتبر أكبر ائتلاف معارض في البلاد (يضم 14 حزبا سياسيا) في بيان مشترك، الأربعاء، أن منع السلطات الأمنية إقامة مهرجان دعائي كانت المعارضة تنوي تنظيمه مساء أمس الثلاثاء "دليل على غطرسة النظام، ومحاولاته فرض إرادته على الموريتانيين من خلال القمع والظلم والابتزاز والاحتقار".
واستغرب البيان الذي وصلت نسخة منه لـ"عربي21" استخدام الرئيس ولد عبد العزيز في جولته الدعائية التي شملت كافة المحافظات لطائرة مملوكة للدولة، وسيارات للحكومة.
ورأى البيان أن ذلك دليل على "إحساس ولد عبد العزيز بتخلي أغلبية الموريتانيين، حتى من داخل حزبه وأغلبيته المزعومة، عن مشروعه، ما اضطره إلى تسويق نفسه بنفسه؛ لأن الجميع يحس اليوم وبارتياح أن صفحة حكم ولد عبد العزيز طويت، وهو في آخر أيام آخر مأمورية يحق له الترشح لها".
احترام قواعد اللعبة
في الأثناء، دعا رئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد فال ولد بلال، الأحزاب المشاركة في الانتخابات إلى احترام قواعد اللعبة، والتشبث بروح الإخاء والمنافسة الشريفة.
وشدد في مؤتمر صحفي أمس على أن لجنته تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف المشاركة في العملية الانتخابية، وهي حريصة على حضورهم بصفة مقبولة في جميع مكاتب التصويت.
وأضاف: "رغم الصعوبات و ضيق الوقت وتعقيدات العملية الانتخابية من حيث عدد الصناديق والمشاركين وصعوبة طباعة بطاقة الناخب الملائمة ومساحة البلاد الشاسعة، فإن كل عواصم الولايات وصلتها اللوازم الانتخابية المكونة من صناديق الاقتراع وبطاقة الناخب والحبر اللاصق والستار".