هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
خلّف قرار وزارة النقل التونسية، بإيقاف مهندس بالمعهد الوطني للرصد الجوي عن العمل بشكل مؤقت، على خلفية تصريحاته حول ضحايا الفيضانات التي شهدتها محافظة نابل شمال شرق البلاد، موجة جدل بين التونسيين.
ووصف المهندس عبد الرزاق الرحال، الذي تعود التونسيون على ظهوره في النشرات الجوية التلفزية والإذاعية لأكثر من عشرين عاما، في مداخلة إذاعية غرقى الفيضانات التي شهدتها محافظة نابل بـ"الشهداء" متمنيا أن يكون في مكانهم لنيل الشهادة.
وأدانت وزارة النقل، في بيان لها، مساء الأربعاء، تصريحات المهندس، معتبرة أن ما جاء على لسانه لا يمثل المعهد، ويمس بمشاعر عائلات ضحايات الفيضانات.
وأعلنت عن قرار إيقافه عن العمل بشكل فوري، واصفة ما أقدم عليه بـ"الخطأ الجسيم" الذي لا يلزم المعهد بل يلزمه شخصيا.
قرار جائر
وفي تعليقه على قرار إيقافه، وصف الرحال في تصريح لـ"عربي21" قرار وزارة النقل بـ"الجائر والمتسرع"، لافتا إلى أنه لم يرتكب خطأ فادحا يستوجب هكذا العقوبة.
إقرأ أيضا: مصرع 4 أشخاص جراء الفيضانات والسيول التي تجتاح تونس
واعتبر أن ما جاء على لسانه حول وصف الغرقى بالشهداء، كان يهدف لمواساة عائلات الضحايا، والتخفيف من حزنهم وألمهم بعد فقدان فلذات أكبادهم.
وشدد على أنه خلال مداخلته الإذاعية، أكد أن كلامه يلزمه شخصيا ولا يلزم المؤسسة التي يعمل فيها، وهو ما لم تضعه السلطات في الاعتبار خلال إعلانها قرار إيقافه، حسب قوله.
وكانت محافظة نابل الساحلية، قد عاشت خلال الأيام الماضية، موجة فيضانات وسيول غير مسبوقة خلفت ستة قتلى، ودمارا شاملا في البنية التحتية والممتلكات في أغلب مدنها.
وأثار قرار فصل المهندس عن العمل، موجة جدل بين الأوساط الإعلامية، وبين نشطاء الشبكات الاجتماعية، بين من رأى في فصله قرارا تعسفيا وجائرا، وبين من وصفه بالمستحق بسبب خروجه عن دوره كمهندس وموظف حكومي.
واعتبر الإعلامي محمد بوغلاب خلال مداخلة تلفزية، أن ما أتاه المهندس مرفوض تماما لأنه خرج عن دوره كمهندس وكناطق باسم مؤسسة حكومية وتقمص دور رجل الدين، واصفا تفكيره بـ"الداعشي".
فيما أدانت نقابة المهندسين التونسيين، في بيان لها، قرار وزارة النقل، مطالبة إياها بالتراجع الفوري عنه، واصفة الإجراء بأنه "تعسفي وجائر وبدون سند فعلي وقانوني لذلك".
اقرأ أيضا: سيول وفيضانات تجتاح تونس.. وسيارات تسبح بـ"المياه" (شاهد)
وأضاف البيان، أن ما صرح به الرحال "هو عن حسن نية ولا يمكن أن يراد به السوء لأهالي ضحايا الفيضانات الأخيرة التي جدت بولاية نابل".
ورأى القيادي السابق في حزب "حراك تونس الإرادة" طارق الكحلاوي، أن العقوبة التي طالت المهندس مبالغ فيها، منبها إلى أنه "لا يجب أن يكون كبش فداء التصريحات المسيئة لبعض المسؤولين".
وفي السياق ذاته، عبر الناشط السياسي والمحامي مالك بن عمر، عن تضامنه مع الرحال في تدونية له بالقول: "أنا متعاطف مع عبد الرزاق الرحال، لأننا في دولة ساقطة تركض دوما نحو إلقاء المسؤولية على عاتق أحدهم، وتبحث دوما عن كبش فداء".