هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مازالت فكرة وجود مؤامرة من الإخوان المسلمين، وقطر، ضد السعودية، مسيطرة على الإعلام المصري، الذي يصر على اتهام الجماعة والدولة الخليجية إلى جانب تركيا بإخفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي أو قتله، معتمدين في حججهم على جانب واحد من الأزمة وهي وجهة النظر السعودية.
وتبنت الصحف المصرية بشكل كبير وجهة النظر السعودية، وتنقل عن المسؤولين السعوديين وفضائية "العربية" و"سكاي نيوز" دفاعاتهم عن موقف المملكة، مشككين فيما تبثه الصحف العالمية منها والتركية وكذلك فضائية الجزيرة القطرية.
هذه الاتهامات تناقلتها الفضائيات والصحف المصرية الموالية للنظام، وعلى ألسنة وأقلام إعلاميين وصحفيين مثل عمرو أديب، وأحمد موسى، ومصطفى بكري، ويوسف الحسيني، ودندراوي الهواري، وغيرهم.
اقرأ أيضا: مجلة أمريكية عن خاشقجي: شتاء جديد يجتاح العالم العربي
وتفجرت أزمة خاشقجي، الثلاثاء 2 تشرين الأول/ أكتوبر، إثر دخوله مقر القنصلية السعودية بإسطنبول التركية لاستخراج أوراق زواجه إلا أنه لم يثبت خروجه حتى اليوم، وسط اتهامات تركية ومن الصحافة العالمية بأنه قتل على يد سلطات بلاده داخل القنصلية، وهو الاتهام الذي تنفيه المملكة بشدة ويدعمه الإعلام المصري.
واتهم الإعلامي عمرو أديب، دولة قطر باستخدام الصحف والإعلام العالمي في أزمة خاشقجي، وقال مساء السبت عبر برنامج "الحكاية"، بفضائية "MBC" السعودية، إن "المعركة ليست من أجل خاشقجي، لكن ما يحدث أن قطر تريد التخلص من دور المملكة في المنطقة".
والأربعاء، ومن خلال برنامج "على مسؤوليتي"، للإعلامي المقرب من جهات سيادية مصرية أحمد موسى، قال إن أزمة خاشقجي هي مؤامرة من تركيا وقطر على السعودية، وأن الهدف منها هو ابتزاز واشنطن وأنقرة للرياض، متهما المخابرات التركية بالضلوع في جريمة اختفاء خاشقجي.
وصحفيا، وتحت عنوان "فكر من المستفيد من اختفاء خاشقجي"، كتب الإعلامي يوسف الحسيني، مقالا، السبت، بصحيفة "اليوم السابع"، يدور حول فكرة أن المستفيد من وراء اختفاء خاشقجي هي جماعة الإخوان المسلمين ودولة قطر، وأن الرياض هي الخاسر الوحيد من جراء اختفائه.
اقرأ أيضا: خلفان: بهذه الطريقة غادر خاشقجي إلى الدوحة.. وردود ساخرة
الحسيني الإعلامي الذي طالما سب السعودية سابقا عبر برامجه الفضائية، قال إن "أي ضرر اقتصادي ودبلوماسي يلحق بالرياض يَصْب في المصلحة المباشرة لقطر وتنظيم الإخوان، إذا ما الضير في التضحية بخاشقجى مقابل الحصول على مكاسب أكبر وإلحاق أذى أفدح بالمملكة؟".
وفي مقال له الأربعاء، بنفس الصحيفة، بعنوان "هل تخلصت قطر والإخوان من جمال خاشقجى بعد ندمه وإعلان نيته العودة للسعودية؟"، زعم الكاتب دندرواي الهواري، أن خاشقجي أعلن عن ندمه ونيته العودة للرياض، وأن "الإرهاصات التي ألمح بها خاشقجي، وصلت لقيادات التنظيم الدولي، والمخابرات القطرية والتركية، فقرروا التخلص منه".
وعبر مقال ثان له السبت، دعا الهواري، مصر ودول الخليج لمقاطعة تركيا سياسيا واقتصاديا وسياحيا، متهما إياها بالتآمر على المملكة بقوله: "ما فشلت فيه من مخططات ومؤامرات لإسقاط مصر في وحل الفوضى، تكرره الآن مع السعودية، من خلال توظيف تمثيلية اختفاء وقتل الصحفي الإخواني خاشقجي لتنفيذ المؤامرة، وتسليم مفاتيح أبواب التدخل في الشأن الداخلي للمملكة لأعدائها".
"النائحة المستأجرة"
وفي تعليقه على معالجات الإعلام المصري وتبنيه نظرة أحادية بأزمة خاشقجي، قال الكاتب الصحفي، صبحي بحيري، إن "إعلام الانقلاب المصري خارج التوصيف"، واصفا إياه بـ"النائحة المستأجرة"، موضحا أنه "في قضية خاشقجي، يرقص على نفس اللحن السعودي النشاز".
الإعلامي المصري، أضاف لـ"عربي21"، قائلا: "بينما العالم كله يقف على أطراف أصابعه بعد الجريمة التي ارتكبها النظام السعودي، وبينما الميديا حول العالم ترصد وتحلل الكارثة؛ مازال إعلام بني سعود وبني انقلاب يتهمون قطر والإخوان".
وأكد بحيري، أنه "عمليا لم يعد لإعلام الانقلاب تأثير داخلي أو خارجي، وكذلك إعلام السعودية والإمارات".
المؤامرة والإلهاء
من جانبه، يرى الكاتب الصحفي، أسامة الألفي، أن "فكرة المؤامرة تظل الحل الأمثل لما تراه الحكومات العربية وسيلة لإلهاء الشعوب عن القضية الأصلية. وصراحة، أرى قضية خاشقجي قد حظيت باهتمام إعلامي غطى على ما يحدث في غزة من قتل للشعب الفلسطيني ولسان حالنا يردد (قتل فرد جريمة لا تغتفر وقتل شعب مسألة فيها نظر)".
مساعد رئيس تحرير الأهرام الأسبق، أكد لـ"عربي21"، أن "قضية خاشقجي ستظل بؤرة إلهاء لمدة حتى ينطفئ وهجها مثلما حدث قبلا مع عشرات من المعارضين العرب الذين اختفوا ثم لم يعثر على أثر لهم، أو وجدت جثثهم بعد زمن".
وأضاف، أن "القضية إذا هي قضية غياب الشفافية والتنكيل بالمعارضين، ومن الطبيعي أن تتبادل الفرق المتصارعة الاتهامات حول ضلوع هذا الفريق أو ذاك فيها، فهذا يلهي عن السؤال: ماذا حدث بالفعل لخاشقجي؟ وهل هو حي أم ميت؟ ومن شيم العرب توظيف أي قضية ضد الطرف المنافس، فلا عجب أن يتم تبادل الاتهامات، ولا عجب أن نستيقظ يوما ما لنفاجأ بوجود طرف ثالث كان خلف الموضوع دون أن ندري".