هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعت حركة "النهضة" في تونس، إلى مصالحة وطنية شاملة في سوريا، "يستعيد بها الشعب السوري حقه في أرضه، وفي حياة ديمقراطية، وتضع حدا للتقاتل وما أنجر عنه من مآس إنسانية، وتعيد لسوريا مكانتها الطبيعية في المنظمات الدولية والعربية".
جاء ذلك في بيان صادر عن الحركة، اليوم الخميس، ولم يتضمن أية تفاصيل أخرى بهذا الصدد.
وتشهد تونس حراكا فاعلا فيما يخص عودة العلاقات مع الأسد، حيث شهدت العاصمة تونس قبل نحو عشرة أيام هبوط أول طائرة قادمة من دمشق، تقل سياحا سوريين ، بعد انقطاع دام ثماني سنوات، في رحلة مباشرة سيرتها شركة طيران جوية سورية خاصة.
وأكدت شركة "أجنحة الشام للطيران" حينها عن انطلاقها في تسيير أولى رحلاتها من مطار دمشق الدولي إلى مطار الحبيب بورقيبة بالمنستير في تونس، وعلى متنها 150 مسافراً.
ورفع مجموعة من النشطاء التونسيين والسوريين في بهو مطار المنستير التونسي حينها، أعلام النظام السوري وصور بشار الأسد، وسط أهازيج ورقصات فلكلورية أمنتها فرقة شعبية سورية احتفاء بقدوم الوفد السوري.
وتأتي دعوة الحركة، التي تعد أكبر قوة في البرلمان التونسي بـ68 مقعدا من أصل 217، بعد أنباء راجت على وسائل إعلام تونسية وأجنبية، الشهر الماضي، بشأن دعوة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، للمشاركة في مؤتمر القمة العربية المقرر عقدها في تونس مارس/آذار المقبل.
اقرا أيضا : وصول أول رحلة من دمشق نحو تونس والرئاسة تثمن الخطوة
لكن وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، نفى، في تصريحات إعلامية آنذاك، صحة تلك الأنباء، مؤكدا أن بلاده لم توجه دعوات حتى ذلك الوقت إلا للسعودية والإمارات، في حين أن اتخاذ قرار من ''وضعية سوريا'' يتم "بعد إجتماع الرؤساء العرب في القمة" فـ"هم من يقررون وليس تونس".
وشهدت الأسابيع الأخيرة خطوات عربية متصاعدة للتطبيع مع نظام الأسد؛ بينها زيارة أجراها الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق، وإعلان الإمارات والبحرين عودة العمل في سفارتيهما بالعاصمة السورية.
اقرأ أيضا : دعاية روسية تروّج للتطبيع مع الأسد وعودته للجامعة العربية
كما استقبل مطار المنستير الدولي شرقي تونس، قبل أسبوع، أول رحلة جوية غير منتظمة قادمة من دمشق، منذ 2012، وعلى متنها 141 سائحا سوريا.
وكان الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، قرر، في فبراير/شباط 2012، قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري، وطرد سفيره من تونس، وإغلاق سفارة بلاده في دمشق، مرجعا السبب إلى تزايد سقوط قتلى من المدنيين على يد قوات النظام، حسب بيان صادر عن الرئاسة حينها.
لكن، في 2014، قررت الحكومة التونسية برئاسة مهدي جمعة، آنذاك، فتح مكتب في دمشق لإدارة شؤون رعاياها الموجودين في سوريا.
وحسب أرقام رسمية، تقدر الجالية التونسية في سوريا بحوالي 6 آلاف شخص يقيمون هناك، بينما يقدر عدد التونسيين المعتقلين في سوريا بـ50 معتقلا.
أما عدد السوريين المقيمين في تونس، فيقدر بحوالي 400 لاجئا سوريا، وفقا لإحصائيات مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتونس.
— حزب حركة النهضة (@NahdhaTunisie) 3 January 2019