هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا أشارت فيه إلى رأي الجيش إزاء ما حصل في فنزويلا، فبعد أن نصّب زعيم المعارضة، خوان غوايدو، نفسه زعيما بالوكالة في فنزويلا، عبر الجنرال بادرينو عن ولائه "للرئيس الشرعي"، نيكولاس مادورو.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن وزير الدفاع الفنزويلي، الجنرال فلاديمير بادرينو، ظهر على شاشات التلفاز محاطا بقيادات عسكرية عليا يوم الخميس معربا عن ولائه لرئيس البلاد عشية تنصيب رئيس الجمعية الوطنية، خوان غوايدو، البالغ من العمر 35 سنة، نفسه رئيسا بالنيابة.
ونقلت الصحيفة على لسان الجنرال فلاديمير بادرينو قوله إن "العار سيلحقنا ونحن نرتدي هذا الزي إذا لم ندافع عن الدستور، وعن استقلالنا وسيادتنا. لقد أقسمنا على الموت من أجل وطننا، وسنفعل ذلك. ونشيد بإرادة الحكومة التي تعمل على إيجاد حل دستوري، ونراهن عليها".
ونوهت الصحيفة إلى أنه لا يخفى على أحد حقيقة تلقي المعارض الشاب، خوان غوايدو، لدعم الخطوة التي أقدم عليها من واشنطن. ويتمثل السؤال في كيفية ما إذا كانت المعارضة قد تعاونت مع الجيش الفنزويلي. وبحسب الأخصائي في العلوم السياسية، لويس فيسانتي ليون، فإنه "دون دعم من القوات العسكرية على الساحة الداخلية، لن يكون سهلا تحقيق انتقال في السلطة".
اقرأ أيضا: 13 قتيلا بفنزويلا والجيش يعلن موقفه من "رئاسة غوايدو"
وذكرت الصحيفة أن المعارض الذي نصب نفسه رئيسا بالنيابة حظي مباشرة باعتراف حكومة دونالد ترامب والأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية، الأوروغوياني لويس ألماغرو. في المقابل، لم تعترف سوى 16 دولة فقط من إجمالي 32 دولة عضو في المنظمة بشرعية خوان غوايدو.
وأفادت الصحيفة بأن واشنطن لا تخفي نيتها في القطع نهائيا مع حكومة نيكولاس مادورو، حيث كشف الرئيس الأمريكي يوم الخميس عن نواياه تجاه فنزويلا قائلا: "نحن لم نتخذ قرارا بعد". في المقابل، لا يبدو أن ترامب ينوي التدخل عسكريا كما أشار خلال السنة الماضية. ومن جهتهم، يبدو أن الأمريكيين يتطلعون لتعزيز العقوبات الاقتصادية. ومن جهته، ذكر مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، أن الحكومة الأمريكية تدرس كيفية "فصل النظام غير الشرعي لنيكولاس مادورو عن مصادره تمويله".
وأضافت الصحيفة أنه على امتداد سنوات كانت المعارضة تنتظر أية ثغرة لدى القوات المسلحة. ومن جهتها، أفادت رئيسة منظمة "كونترول كويدادانو" لدراسة الشؤون العسكرية، روثيو سان ميغيل، قائلة: "ينعم الجنود بالسلطة، ولكن عائلاتهم يعانون من تبعات الأزمة ومن نقص الغذاء والدواء وانعدام الأمن". وبحسب هذا المركز، "انسحب أكثر من أربعة آلاف عنصر من الدرك الوطني من الخدمة العسكرية سنة 2018، بعد أن أنهكتهم ظروف حياتهم المعيشية السيئة".
وأكدت الصحيفة أن الجنرال بادرينو، يعمل على الحفاظ على الهدوء داخل المؤسسة العسكرية، ولكنه اعترف في الوقت نفسه "بتجول الشيطان بين الثكنات العسكرية"، وذلك على خلفية انتفاض حفنة من العسكريين داخل ثكنة تابعة للدرك الوطني في العاصمة كاراكاس داعين الشعب إلى رفض سلطة مادورو. والجدير بالذكر أنه تم وأد التحرك بعد اعتقال 27 عسكريا.
وقالت الصحيفة إنه وفقا للمتحدث باسم منظمة "بروفيا" للدفاع عن حقوق الإنسان في فنزويلا، إنتي روديغيز، "يؤكد عدد العسكريين الذين يقبعون اليوم خلف القضبان حالة الامتعاض التي تنتاب القوات المسلحة". كما أشار روديغيز إلى أنه تم سجن جنرالين على خلفية تورطهما في عملية طائرة من دون طيار مفخخة استهدفت نيكولاس مادورو في الرابع من آب/ أغسطس سنة 2018. ووفقا لمنظمة "كونترول كويدادانو"، تم سجن قرابة 180 عسكريا سنة 2018، وجهت لأغلبهم تهم متعلقة "بخيانة الوطن" أو "التمرد".
اقرأ أيضا: الاتحاد الأوروبي يمهل مادورو 8 أيام لإجراء انتخابات.. وإلا
ونقلت الصحيفة شهادة كريستيان هيرنانديز، الملازم السابق في الجيش الفنزويلي الفارّ إلى البيرو، الذي أفاد أن "جهاز المخابرات الفنزويلية الذي يشرف عليه مسؤولون من كوبا، يشن عمليات ناجعة كما أنه قادر على منع أية محاولة تمرد داخل الجيش".
ونوهت الصحيفة إلى أن هوغو تشافيز حاول وفشل في شن انقلاب عسكري سنة 1992. وبعد مضي ست سنوات، لم يدخر وقته ولا جهوده ولا مسيراته لضمان ولاء الجيش وهو في السلطة. ولكن على امتداد عشرين سنة، حافظ تشافيز في خطاباته الرسمية على تمجيد الدور الذي يلعبه العسكر في تاريخ وحاضر البلاد.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن خوان غوايدو عرف كيف يتحكم في نبرة صوته قائلا: "نحن نبعث برسالة واضحة لكل القوات المسلحة انطلاقا من البرلمان، نحن نشد على أيديكم وندعوكم للوقوف إلى جانب الدستور والشعب". من جهته، حذر أحد نواب المعارضة الفنزويلية من خطورة لعب ورقة خلق انقسام في صفوف الجيش، ولكنه أكد في الوقت ذاته أنه "ليس لنا خيار".