هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار حديث زعيم تنظيم "داعش"، أبوبكر البغدادي، عن أتباعه في
ليبيا وقدرتهم على استنزاف الأعداء، ردود فعل وتساؤلات حول دلالة هذا الظهور الآن،
وما إذا كان مقاتل; التنظيم سينشطون من جديد مستغلين الأوضاع التي تمر بها ليبيا ومنها
أحداث العاصمة طرابلس.
وقال البغدادي عبر فيديو مصور إن "عناصر التنظيم في ليبيا أثبتوا
أنهم قادرون على امتلاك زمام المبادرة"، رغم خسارة التنظيم معاقله في مدينة سرت
الساحلية في كانون الأول/ديسمبر 2016، على يد قوات "البنيان المرصوص" التابعة
لحكومة الوفاق الليبية في معركة لاقت استحسانا دوليا ومحليا.
"حرب
استنزاف"
وكان زعيم التنظيم ظهر منذ خمس سنوات في فيديو "دعائي" بعنوان
"في ضيافة أمير المؤمنين"، وتحدث عن أتباعه في ليبيا وأوصاهم بـ"استنزاف
الأعداء في جميع مقدراتهم البشرية والمادية واللوجيستية"، واصفا المعركة هناك
بأنها حرب "استنزاف".
وطرح حديث البغدادي الجديد عن ليبيا وأتباعه هناك مزيدا من التكهنات والتساؤلات
حول عودة مقاتلي التنظيم مستغلين الأزمة الحالية، وكيف سيؤثر ذلك على المشهد العسكري
والسياسي حال حدوثه؟
"علاقات
مع حفتر"
من جهته، قال الناشط السياسي من الجنوب الليبي إسماعيل بازنكة إن
"ظهور البغدادي وحديثه عن ليبيا هو تحصيل حاصل، وأن هذا التنظيم دائما ما يظهر
مع وجود وظهور حفتر، وعندما هاجمت ميليشيات حفتر القوات المحلية في الجنوب وأضعفتها
ظهر الفراغ الأمني وظهرت مجموعات إرهابية هناك".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "الإرهاب في الجنوب الليبي
تم زرعه ونشره بتواطؤ دولي، كون أهل الجنوب ضد التطرف ومنهجهم وسطي، لذا القضية دولية
وعلى هذا المجتمع تحمل مسؤولية تواطؤهم مع حفتر وقواته والذي لايختلف كثيرا عن
"داعش""، حسب وصفه.
"لن
يظهر بقوة"
ورأى المحلل السياسي الليبي المقيم في كندا، خالد الغول أن تصريحات البغدادي
وظهوره "سيخدم حفتر أكثر من كونه يشتت قوات حكومة الوفاق كونها حاربت التنظيم
من قبل وطردته من مدينة سرت، في حين فتح لهم حفتر ممرا آمنا من الشرق الليبي إلى سرت
والجنوب".
وأضاف لـ"عربي21": "الآن قوات حفتر تتواجد في مناطق الجفرة
والفقهاء جهة الجنوب، فلو افترضنا أن المتواجد هناك فعلا مقاتلي "داعش"،
فأولى بهؤلاء المقاتلين مواجهة حفتر الذي يقاتلها بجماعة دينية متطرفة تنسب للمداخلة،
ولو ظهر هؤلاء ولم يقاتلهم حفتر فهذا يؤكد أن الأخير لا يحارب الإرهاب".
وتابع: "أما بخصوص تنفيذ عمليات أخرى استغلالا للوضع الراهن، فكل
شيء محتمل، لكن أجهزة الاستخبارات العالمية ترصد ووزارة الداخلية الليبية كذلك، لذا
من الصعب أن يتواجد التنظيم بقوة كبيرة كما كان في سرت"، وفق تقديراته.
"كلام
البغدادي صحيح"
الباحث السوداني المهتم بالملف الليبي عباس صالح أشار إلى أن "التنظيم
لا يزال متواجدا بليبيا وما حولها، رغم طرده من مناطق سيطرته، لذا كلام البغدادي عن
أتباعه هناك صحيح، وقد هاجمت قواته بلدة الفقهاء هجوما منسقا ومخططا على غرار تكتيكات
التنظيم القتالية، وهذا كذب زعم التحالف الدولي هزيمة "داعش"".
وأوضح أن "ولاية سرت" كانت "ذات دلالة وأهمية للتنظيم
لعدة أسباب، منها: مكان المدينة المطلة على البحر المتوسط ما يتيح الوصول إلى أوروبا
مع تدفق المهاجرين نحوها، كذلك ستربط الولاية إفريقيا حيث ولاية غرب إفريقيا والصحراء
فضلا عن إمكانية التوسع في بيئة هشة"، حسب كلامه.
وتابع في تصريحات لـ"عربي21": "كذلك "ولاية سرت"
كانت ستتيح للتنظيم التجنيد والوصول للموارد والتدريب، وأن تواجد التتظيم في ليبيا
كان بالنسبه له أمرا هاما جدا كونها خاصرة رخوة منها ينطلق التنظيم للتحرك نحو خواصر
رخوة أخرى".
اقرأ أيضا: محللون يقرأون دلالات توقيت ظهور البغدادي بعد 5 سنوات