هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استنكر رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس المحتلة، اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على المصلين في المسجد الأقصى وطرد المعتكفين منه الليلة الماضية.
واقتحمت قوات الاحتلال الليلة الماضية من شهر رمضان،
المسجد الأقصى وأخرجت المصلين المعتكفين فيه بقوة السلاح، ما دفع بعض
المعتكفين لمواصلة اعتكافهم ورباطهم خارج بوابات الأقصى.
وأكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد
الأقصى الشيخ عكرمة صبري، أن "الاحتلال الإسرائيلي لا يروق له أن يتعبد
المسلمون في الأقصى، ويتوتر في شهر مضان بالذات، لأن المسلمين المصلين يقبلون بشكل
واسع إلى الأقصى".
وأوضح صبري في حديث خاص لـ"عربي21" أن
"الاحتلال يريد عبر هذه الإجراءات أن يثبت أن له علاقة بإدارة المسجد الأقصى
المبارك، فقام باستغلال وجود المعتكفين".
اقرأ أيضا: الفلسطينيون يتوافدون للأقصى لأداء "جمعة رمضان الثانية"
واستنكر الشيخ صبري، بشدة، "اقتحام قوات
الاحتلال للمسجد الأقصى بشكل متواصل وطرد المعتكفين، حتى لو لم يكن من المعتاد
الاعتكاف قبل العشر الأواخر من رمضان"، مشددا على أنه "لا مبرر لسلطات
الاحتلال أن تتدخل في شؤون الأقصى".
وبشأن إمكانية الاعتكاف في العشر الأواخر، نوه خطيب
المسجد الأقصى إلى أن "الاعتكاف سيكون في جميع أيام العشر الأواخر من شهر
رمضان"،
معتبرا أن "الاقتحام المتواصل لقوات الاحتلال وللمستوطنين للمسجد الأقصى، هو
اعتداء عليه، ولن تكسب اليهود أي حق فيه".
التقسيم الزماني
وشدد صبري، على "حق المسلمين الديني والعقدي في
الأقصى، ولا تنازل عن ذرة تراب من الأقصى؛ وهو لا يخضع لأي مفاوضات أو محاكم، وهو
فوق هذه الاعتبارات"، مضيفا أن "القدس هي بوابة الأرض إلى السماء،
ومنزلتها عند الله، حتى وإن انحرفت البوصلة عن القدس من قبل العرب، ستبقى القدس
إسلامية عربية".
بدروها، أكدت مؤسسة القدس الدولية أن "سلطات
الاحتلال تحاول التضييق على اعتكاف
المصلين في المسجد الأقصى خلال ليالي رمضان"، موضحة أن "وقت وطريقة
ممارسة هذه العبادة هو شأن إسلامي خالص، والقبول بإملاءات وشروط الاحتلال حولها، هو
قبول بالتقسيم الزماني للمسجد الأقصى".
وطالبت في بيان وصل إلى "عربي21" نسخة منه، الجماهير بـ"شد الرحال والاعتكاف في الأقصى بأعداد كبيرة"، مؤكدة
أن "وجود أعداد كبيرة من المعتكفين كفيل بكسر محاولات الاحتلال لتفريغه".
اقرأ أيضا: الاحتلال يقتحم الأقصى ويمنع المصلين من الاعتكاف فيه (شاهد)
كما دعت المؤسسة الحكومة الأردنية والأوقاف
الإسلامية في القدس إلى "إعلان موقفهم الرافض لتفريغ المسجد الأقصى من
المعتكفين، والرافض للعدوان المتكرر للشرطة الصهيونية لتفريغه ليلا وفرض شروطها
عليه".
من جانبه، تفاعل الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص،
عبر صفحته على "فيسبوك" مع إجراءات الاحتلال المتواصلة بحق المعتكفين
منذ بداية شهر رمضان، وأوضح في منشور له، أن "الاحتلال حاول حصر الاعتكاف في
ليلة واحدة طوال العام بعد احتلال الأقصى عام 1967، ثم توسعت مدته بعزيمة الشباب
في تسعينيات القرن الماضي ليمتد للعشر الأواخر من رمضان".
وسائل التضييق
وتابع: "بعد انتفاضة الأقصى، حاول الاحتلال
التضييق عليه من جديد، ومع تصاعد هجمة التقسيم الزماني كان سلاح الشباب في منع
تفريغ الأقصى"، منوها إلى أن "المحتل يحاول أن يمنعه ويحصره في العشر
الأواخر من رمضان، أما قلوب المحبين فتتوق إليه في كل ليالي رمضان؛ فلمن تكون
الغلبة؟ وهل نترك الشرطة الصهيونية تحظر شعائر ديننا؟!".
نوه ابحيص، إلى أن "أحد وسائل التضييق على الأقصى
كانت منع المصلين من الاعتكاف ليلا فيه، ومنع وجود أحد في الأقصى ليلا باستثناء
عدد قليل من الحراس، أي إن الأقصى ليلا يقع تحت السيطرة الأمنية الصهيونية التامة".
وخلص الباحث، إلى أن "تتبع مسيرة الاعتكاف
وسياسة الاحتلال في منعه والفعل المقدسي والفلسطيني لاستعادته يوصل إلى نتيجتين
رئيستين؛ أن الاعتكاف شعيرة حاول الاحتلال التخلص منها لكن الرباط الشعبي تمكن من
استعادتها ولو بشكل خجول، وأن الاعتكاف كان وسيلة أساسية في منع تفريغ المسجد من
المصلين، في المحصلة انتقل المحتل من محاولة منع الاعتكاف إلى منع تمدده ليشمل
ليالي أكثر خلال العام.
بدروها، كتبت الناشطة المقدسية هنادي الحلواني، عبر
صفحتها على "فيسبوك": "110 آلاف مصل في رحاب الأقصى في صلاة
التراويح الليلة؛ أفنعجز عن إبقائه مفتوحا نعتكف فيه حتى الفجر؟".
وأضافت: "الليلة الليلة هي الموعد المناسب لكسر
التقييد الصهيوني، هي الفرصة السانحة للاعتكاف خارج العشر الأواخر رغم أنف الجند
والعسكر"، بحسب قولها.