هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تتوالى المقترحات للخروج من الأزمة السياسية بالجزائر، فبعد منظمة المجاهدين، جاء الدور الآن على ثلة من علماء الجزائر الذين أصدروا بيانا، الخميس، قدموا فيه مبادرة للخروج من الأزمة بالبلاد في ظل استمرار الحراك الشعبي الرافض لإجراء الانتخابات الرئاسية ما لم يتم تنحية كافة رموز نظام بوتفليقة.
ودعا بيان العلماء إلى تفعيل المادتين 7 و8 من الدستور الجزائري، واللتين تجعلان من الشعب مصدرا للسلطة، وأن الاستفتاء الذي قدمه الشعب في مختلف جمعات حراكه ليغني عن أي استفتاء آخر.
كما دعا العلماء إلى إسناد المرحلة الانتقالية، "لمن يحظى بموافقة أغلبية الشعب لتولي مسؤولية قيادة الوطن نحو انتخابات حرة ونزيهة، وذات مصداقية".
اقرأ أيضا: منظمة المجاهدين الجزائرية تقترح خارطة طريق للخروج من الأزمة
وأوضح العلماء الذين يمثلون مختلف الولايات الجزائرية وعلى تنوع مدارسهم الفقهية والعقدية، أن من سيتولى مسؤولية المرحلة عليه اتخاذ خطوات وصفتها بـ"العاجلة" وهي: "تعيين حكومة من ذوي الكفاءات العليا، وممن لم تثبت إدانتهم في أية فترة من فترات تاريخنا الوطني، وتعيين لجنة مستقلة للإشراف على الانتخابات المقبلة، وتنظيمها، ومراقبتها، من البداية إلى النهاية".
إضافة إلى "تنظيم ندوة حوار وطني شامل، لا تقصي أحدا، تكون مهمتها وضع أسس معالم المستقبل، وفتح خارطة طريق لرسم سياسة جديدة تحصّن الوطن والمواطن، من الوقوع من جديد في التعفن السياسي، أو الاقتصادي، أو الثقافي، أو الاجتماعي، وإنقاذ المواطن من كل أنواع التبعية أو الولاء لغير الشعب، مستلهمة قيمها من قيم نداء أول نوفمبر ومبادئ العلماء الصالحين المصلحين".
كما دعا العلماء إلى "فتح المجال التنافسي أمام كل الشرفاء، النزهاء، الذين يتوقون إلى قيادة الوطن، بعزة وإباء، نحو الغد الأفضل، التزاما بالحفاظ على وحدة الوطن، وحماية مكاسبه، وتنمية مواهبه، وحسن استغلال طاقاته وموارده.
وأوضح العلماء أنهم "إذ يقدمون على هذه المبادرة، لا يحتكرون الصفة العلمية، بل إنهم يفتحونها أمام كل من يشاركهم القناعة، ويلتزم بالانخراط في المساهمة من ذوي الكفاءات العلمية"، فالهدف، يضيف البيان "هو الالتقاء على صعيد المصلحة العليا للوطن"، معلنين عن استعدادهم "لبذل ما يطلب منهم من مساع حميدة، للوصول إلى تحقيق وحدة الصف ونبل الهدف".
ولم يفت العلماء الفرصة للإشادة بموقف المؤسسة العسكرية من الأزمة، حيث وجهوا التحية إلى "مؤسستنا العسكرية العتيدة سليلة جيش التحرير الوطني، المنبثقة من رحم شعبنا على مرافقة الحراك الشعبي، والمحافظة على أمنه وسلامته، وتفهم مطالبه وتطلعاته".
اقرأ أيضا: قايد صالح يدعو لحوار تتم فيه تنازلات متبادلة لحماية الجزائر
كما وجه العلماء خطابهم إلى النخبة السياسية بالقول: "نخاطب في النخبة السياسية، الروح الوطنية، كي ترقى إلى مستوى مطالب الحراك، في وجوب القطيعة مع ممارسات الماضي، بكل مفاسدها ومفسديها، وتقديم التضحيات من أجل فتح صفحة جديدة نحو المستقبل الأفضل".
كما أهاب بيان العلماء بشباب الحراك الذي وصفه بـ"الواعي"، والذي أثبت للعالم أجمع مدى التحضر في حراكه الشعبي السلمي، "أن يحميه من المندسين، والمتسللين، والوصوليين، الذين يريدون أن يحولوا نهره الوطني الفيّاض، عن مصبه الصحيح".
ووقع على البيان كل من: "فضيلة الشيخ محمد الطاهر آيت علجت، عميد علماء الجزائر، وفضيلة الدكتور عبد الرزاق قسوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وعضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وفضيلة الشيخ بلحاج شريفي، عضو مجلس عمي السعيد الإباضي، وعضو حلقة العزابة بالقرارة، وفضيلة الشيخ سعيد شيبان، عالم ومفكر، ووزير سابق، وفضيلة الشيخ عبد الحميد أبو القاسم، عضو مجلس عمي السعيد، وناظر رئيسي للأوقاف الإباضية".
كما وقع على البيان أيضا كل من: "فضيلة الشيخ محمد الصالح صديق، عالم ومفكر، وفضيلة الشيخ محمد المأمون القاسمي، شيخ زاوية الهامل ببوسعادة، ورئيس رابطة الزوايا العلمية الرحمانية، وفضيلة الشيخ محمد سعيد كعباش، رئيس حلقة العزابة بالعطف وادي ميزاب، وفضيلة الشيخ محمد الهادي الحسني، داعية ومفكر".