هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت مصادر مطلعة أن النظام في مصر يتحفظ على إدانة أو مهاجمة إيران، على خلفية التوتر الأمني في منطقة الخليج العربي في الآونة الأخيرة.
وأوضحت لـ"عربي21" أن "الحكومة المصرية تفضل عدم الدخول في التصعيد الذي تتبناه السعودية والإمارات إعلاميا وصحفيا، بل وذهبت إلى أبعد من ذلك، بتفادي إصار بيانات متشددة تجاه النظام الإيراني".
ووفق المصادر، فإن "هناك تعليمات صدرت من جهات سيادية (استخباراتية) لصحفيين وإعلاميين في الصحف والقنوات التابعة للنظام بشأن كيفية التعامل مع الأزمة في منطقة الخليج".
وأكد مصدر إعلامي بإحدى قنوات شركة "إعلام المصريين" الفضائية أن "جهات أمنية أصدرت تعليمات خاصة تتعلق بطريقة التعامل مع التوتر الحاصل في الخليج العربي من خلال عدة نقاط".
تعليمات مخابراتية
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "من بين تلك النقاط تناول الأزمة بشكل خبري، دون التطرق له بالنقد والهجوم كما يحدث في إعلام الرياض وأبو ظبي".
وأكد أن "هذه التعليمات ملزمة لجميع الصحف والقنوات، الخاصة أو التابعة لسيطرة شركة إعلام المصريين المملوكة لجهات سيادية، التي تفضل التعامل مع الملف الإيراني في المنطقة بشيء من الحذر".
مشيرا إلى أن "تلك التعليمات التي صدرت للصحفيين والإعلاميين تتماشى مع سياسة الدولة المصرية الخارجية تجاه الأزمة، وتمثلت في بيان الخارجية، الذي صدر قبل عدة أيام، ولم يأت على ذكر اسم إيران أو انتقادها، ويخلو من أي لهجة حادة".
فتور أم تخطيط
وخلال السنوات الماضية التي أعقبت الانقلاب العسكري في صيف 2013، التزم النظام المصري الحذر، وتجنب إصدار أي بيانات شديدة اللهجة تجاه الأزمة الإيرانية – الخليجية.
ويستثنى من ذلك، رد الخارجية المصرية النادر، في تشرين الأول/ أكتوبر 2017، على تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، التي قال فيها "إن على مصر أن تلعب دورا أكبر في أمن واستقرار المنطقة"، ووصف سياسات القاهرة بأنها "خاطئة"، وأدت إلى فقدانها لمكانتها السابقة في المنطقة".
حيث أكدت وزارة الخارجية المصرية، أن "مصر تعتبر دائما وأبدا استقرار الشرق الأوسط أحد أهم أهداف سياستها الخارجية، وأن الحفاظ على الأمن القومي العربي واستقرار وسلامة الدول العربية، خاصة دول الخليج، ركيزة أساسية من ركائز استقرار المنطقة".
تساؤلات سعودية
وأثار الموقف المصري من إيران تساؤلات وشكوكا لدى عدد من الكتاب السعوديين تجاه سياسة النظام في مصر، أعرب عنها الكاتب والأكاديمي السعودي خالد الدخيل، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، السبت الماضي.
وأكد أن حديث القاهرة عن أن أمن الخليج من أمن مصر هي من صنف التصريحات المطاطة، التي لا تحمل موقفا واضحا، قائلا: "ما موقف مصر من دور إيران؟ منذ صيف 2013 لم يصدر موقف مصري واضح من هذا الموضوع".
وأضاف في تغريدته التي لاقت تعليقات كبيرة: "تتفادى مصر ذكر إيران في تصريحاتها. وتكرر تصريحات مطاطة مثل "أمن الخليج من أمن مصر". ما مصلحتها من ذلك؟ هل تقبل مصر أن تجعل إيران أو غيرها مليشيات طائفية رافعة لدورها تتدخل بواسطتها في دول عربية؟".
ما وراء موقف السيسي
وفي معرض تعليقه على الموقف المصري إعلاميا وصحفيا من إيران، قال الكاتب الصحفي، قطب العربي، إن: "النظام المصري يستفيد من التهديد الإيراني لدول الخليج، ويعطيه فرصة "لحلب" هذه الدول، والحصول منها على المزيد من الدعم والأموال كما تفعل أمريكا، ولكن على نطاق أضيق".
وأضاف لـ"عربي21" أنه "كلما زاد التهديد الإيراني في منطقة الخليج لجأت الرياض وأبوظبي لدول مثل مصر لكسب دعمها، على الرغم من أن السيسي وعدهم بمقولته الشهيرة "مسافة السكة"، إلا أنه لم يتحقق منها الحد الأدنى الذي وعد به".
وأكد أن "استمرار التهديد الإيراني يصب، بلا شك، في صالح النظام المصري، فهو حريص على أن يستمر هذا التهديد في هذا المستوى"، مشيرا إلى أن "النظام المصري غير متحمس لحرب شاملة، لكن ما يجري يجعل الخليج تحت ضغط دائم، وبالتالي دفعه لاستحضار أي دعم".