هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعرب العديد من أسر المعتقلين عن خشيتهم على حياة ذويهم عقب وفاة الرئيس محمد مرسي، وانتهاج سلطات السجون المصرية سياسة الإهمال الطبي المتعمد مع المعارضين المعتقلين، خاصة قيادات جماعة الإخوان.
وكان عدد من أسر أعضاء مكتب الإرشاد وقيادات جماعة الإخوان المسلمين وحقوقيون، قد تحدثوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن خشيتهم على حياة ذويهم، خاصة مع دخول أغلب المعتقلين في سجن طرة بإضراب عن الطعام عقب وفاة الرئيس الراحل محمد مرسي.
وتستخدم سلطات السجون المصرية طريقة إهمال المطالب الطبية للمعتقلين المرضى وعلاجهم من الأمراض المزمنة أو الأمراض الخطيرة والمستعصية التي أصيبوا بها داخل السجون، وذلك رغم صدور قرارات عدة من المحكمة بإخضاعهم للفحص الطبي، مما يؤدي إلى تدهور صحتهم ووفاتهم.
كذلك تمنع السلطات إدخال العلاجات والادوية التي يطلبها المعتقلون من ذويهم، حيث أن سلطات السجن لا توفر أي رعاية طبية لهم ما يضطرهم لطلبها من ذويهم، ورغم ذلك يتم منع إدخالها ما يؤثر على صحة المعتقلين ويكبد أسر ذويهم تكاليف العلاج المهدور.
ورغم إعلان العديد من أسر المعتقلين عن استعدادهم لدفع كافة تكاليف ونقل ذويهم إلى المستشفيات الخارجية لتلقي العلاج اللازم، إلا أن سلطات السجن أيضا ترفض ذلك.
وخلال الأيام القليلة الماضية تصاعدت عدة استغاثات من أسر المعتقلين، بسبب جهلهم حالة ذويهم عقب منع الزيارة في السجون بعد وفاة الرئيس الراحل مرسي.
لا نعرف عنهم أي شيء
وأعربت السيدة منى إمام زوجة القيادي ومساعد رئيس الجمهورية الأسبق للشؤون الخارجية عصام الحداد، عن قلقها وتساؤلها حول حالة زوجها وابنها المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين جهاد الحداد.
وذكرت إمام أن زوجها تحدث خلال جلسة المحاكمة الأخيرة له، وطلب من القاضي ألا تكون الجلسات يومية لشدة الإرهاق الذي يعاني منه، بسبب مرضه بالقلب والذي لم يتلق له علاجا منذ سنتين.
وذكر عصام الحداد، طبقا لحديث زوجته، أنه يتم إحضاره هو وبقية المعتقلين معه في القضية بعد الفجر، ويظلوا حتى العشاء في المحكمة لحضور جلستين، وطوال تلك الفترة لا يوجد أي غذاء أو دواء.
كما أعربت إمام عن خشيتها من تعرضه لأزمة قلبية من شدة الإرهاق والانفعال. أربعة "سقطوا" عقب وفاة مرسي إيمان الغنيمي نجلة عضو مكتب الإرشاد ومسؤول قطاع وسط الدلتا مصطفى الغنيمي، أشارت إلى أن "آخر شيء تعلمه عن أبيها كان يوم الاثنين بعد وفاة الرئيس الراحل محمد مرسي".
وقالت الغنيمي أنه "سقط أربعة من قيادات الإخوان ممن كانوا مع الرئيس محمد مرسي في الجلسة ومن ضمنهم والدها"، مضيفة أنه "تم استدعاء ثلاث سيارات إسعاف بعد خروج الرئيس مرسي"، مؤكدة أنها "لم تستطع الوصول إلى معرفة من هم الأربعة ولا إلى أين تم الذهاب بهم".
كما أفاد نجل المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح بأنه في آخر زيارة لوالده أكد له أنه تعرض لذبحة صدرية في اليوم السابق للزيارة مباشرة، وأنها مرت بسلام لكونه طبيب وحاول إسعاف نفسه، وقال أنه لولا ذلك لكانت النتيجة مختلفة.
وقال أحمد أبو الفتوح إن "رفض الأجهزة الأمنية المستمر لخروجه لإجراء الكشف وعمل فحوصات طبية هو تعمد للقتل البطيء، وإصرار الأجهزة الأمنية على مخالفة وانتهاك القانون بحرمانه من حقوقه كمحبوس احتياطي وتعمد بقائه في وضع انعزالي هو تعمد للقتل البطيء".
وتابع: "التعذيب الجسدي من خلال الإهمال في الحفاظ على صحته والتعذيب النفسي والتوحش بالحبس الانعزالي وحرمانه من أبسط حقوقه جرائم يعاقب عليها القانون والدستور، كفاية سجن، كفاية ظلم، كفاية عزلة، كفاية منع، كفاية قتل بالبطيء".
امرأة ستينية رهن الاعتقال
نجلة الحقوقية هدى عبد المنعم تحدثت عن خشيتها على صحة والدتها المعتقلة فقالت: "بعد الإهمال الطبي الحاصل في السجون وبعد وفاة دكتور مرسي وقبله آخرون، نحن سنموت من الرعب على أمي خصوصا في حالتها الصحية هذه وسنها الذي وصل لـ60 سنة ونحن ممنوعون من الزيارة بالأساس، أي أننا لا نستطيع الاطمئنان عليها ولا نعرف هل هي تأخذ أدويتها أم تتعب بالداخل، إما أن تخرجوها لنا أو تفتحوا لنا الزيارة، منذ 8 أشهر لا نستطيع التواصل معها".
المحامية شروق سلام تحدثت عن تدهور الوضع الصحي للمعتقلين خاصة كبار السن وتوقعت "تساقطهم"، في قاعات المحاكم والزنازين قريبا لعدم استجابة القضاة أو السلطات لهم والرأفة بوضعهم الصحي وسنهم المتقدم.
وقالت سلام: "قيادات الإخوان المحبوسة من يوم فض رابعة لمدة ست سنوات حبس انفرادي ممنوعين من الزيارة والتواصل مع العالم الخارجي، وقت القبض عليهم كانت أعمارهم ما بين الخمسين والستين عام ومنهم من تجاوز هذا السن".
وتابعت: "منهم الآن الشيوخ والكهول والطاعنين في السن، آخر ما حفر في أذهانهم عن العالم الخارجي هو فض رابعة وأشكال الجثث ولحظات اعتقالهم، أعمارهم الآن لا تقوى حتى على تحمل النقل في عربة الترحيلات من داخل سجن طرة إلى معهد أمناء الشرطة في طرة وهي مسافة كما تعلمون لا تتجاوز بضع دقائق".
وأضاف: "استغاثتهم لشرين فهمي القاضي بعدم انعقاد الجلسة يوميا، لأن ذلك مرهق عليهم جسديا وطول انعقاد الجلسة ممنوعين من تناول أدوية أو طعام أو شراب، وبسبب ذلك تم نقل ثلاثة منهم إلى المستشفى الأسبوع الماضي، وتوقعوا تساقطهم واحدا تلو الآخر في زنازينهم وقاعات المحاكم قريبا".
منع الزيارة
التنسيقية المصرية للحقوق والحريات أيضا تحدثت عن ذات الوضع فقالت إن أهالي المعتقلين قد شكو من قرار وزارة الداخلية منع الزيارات عن ذويهم في جميع السجون لأجل غير معلوم، وتوقف جلسات المحاكمات الجنائية والعسكرية، وإصدار قرارات النيابات بتجديد الحبس بدون حضور المتهمين أو محاميهم بسبب تعذر نقلهم.
وأبدى الأهالي تخوفهم من الحالة الصحية والنفسية التي تؤثر على ذويهم جراء القرارات الصادرة بالمخالفة للقانون، في ظل تزايد حالات الإهمال الطبي الذي يعانيه المعتقلون داخل محبسهم، وتخوفهم من تكرار نفس سيناريو القتل البطيء بالإهمال الطبي الذي تعرض له الدكتور محمد مرسي.