هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تواصل قوات النظام السوري، مدعومة بغطاء جوي روسي، منذ إعلانها استئناف العمليات العسكرية، بعد رفضها وقف إطلاق النار الأخير، تقدمها التدريجي تجاه مناطق المعارضة في ريف حماة الشمالي.
وبعد سيطرتها أمس الخميس على قرية
الصخر وتلتها، باتت قوات النظام على مشارف ريف إدلب الجنوبي، مقتربة من بلدة
"الهبيط" المطلة على مدينة خان شيخون، وذلك بعد يوم واحد من سيطرتها على
قريتي "الأربعين والزكاة" في ريف حماة الشمالي.
وتكشف تحركات النظام عن مخطط عسكري،
يهدف إلى حصار ما تبقى من ريف حماة الشمالي بيد المعارضة، تمهيدا لإسقاطه،
والانتقال إلى ريف إدلب الشرقي المطل على الطريق الدولي (دمشق- حلب).
وحول أهمية هذه البلدة (الهبيط)،
أوضح القيادي في "الجيش الحر"، النقيب عبد السلام عبد الرزاق، أن "الهبيط
تكتسي أهمية لكونها بوابة لريف إدلب الجنوبي، وبوابة للوصول إلى مدينة خان شيخون
والطريق الدولي (دمشق- حلب)".
وأضاف عبد الرازق
لـ"عربي21" أن "السيطرة على الهبيط تسهل إحكام السيطرة على سهل
الغاب، والانتقال شمالا باتجاه منطقة جسر الشغور".
اقرأ ايضا: النظام يتقدم بريف حماة وتنديد دولي بخرقه لوقف إطلاق النار
ووفق عبد الرزاق تقوم روسيا لتحقيق ذلك،
بتكثيف طلعات طائراتها الحربية، والتركيز على ضرب خطوط إمداد الفصائل، بتدمير
القرى والمدن، حتى وصل نسبة الدمار في بعض القرى التي احتلتها المليشيات إلى دمار
كامل، الأمر الذي يجعل من الصعوبة الدفاع عن أرض مدمرة محروقة.
وتابع بأن "طبيعة الأرض السهلية
المكشوفة والتدمير الكامل للعمران من بيوت ومساجد ومراكز صحية ومدارس وتسويتها
بالأرض كانت عثرة كبيرة اعترضت الثوار"، معتقدا أنه "لا يوجد حل دفاعي
لدى الثوار، إلا نقل المعركة إلى جبهات جديدة، وفتح محاور جديدة ذات طبيعة مختلفة،
لتشتيت المليشيات والقوى المعادية".
وأكدت مصادر لـ"عربي21" أن
المعارك تستهدف السيطرة على المناطق اللازمة لإعادة تشغيل الطرق الدولية السريعة
المارة في إدلب "M4-M5"
بين حلب ودمشق واللاذقية، موضحة أن "روسيا تسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف
بزيادة الضغط العسكري في إدلب".
وبينت المصادر ذاتها أن الأهداف
متعلقة بفتح الطرق الدولية المارة بإدلب، وأخرى سياسية للضغط على تركيا، التي أعلنت
عن اتفاق مع الولايات المتحدة في شرق الفرات.
وسبق أن كشف القيادي في "الجيش
الحر" مصطفى سيجري، لـ"عربي21"، عن تشكيل المعارضة غرفة عمليات واحدة لإدارة
المعارك في إدلب وشرق الفرات، بدعم وتنسيق مع تركيا.