هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد سياسيون وصحفيون مصريون، أن الفيديوهات التي يقدمها رئيس شركة أملاك للمقاولات، الفنان محمد علي، أحدثت زلزالا داخل الشارع المصري، وإرباكا داخل أروقة نظام الإنقلاب العسكري، وكشفت أوجها للفساد لم تكن واضحة للشعب قبل ذلك.
وحسب المختصين، فإن هذه الحالة تحتاج لدعم كبير من المعارضة المصرية الحقيقية في الداخل المصري، كما تحتاج لدعم من المعارضة المتواجدة خارج مصر، على المستوى السياسي والقانوني والدولي، بما يدفع في اتجاه توسيع قاعدة المعارضة الشعبية والرسمية، ضد رئيس نظام الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
وحدد المتحدثون من خلال "عربي21"، روشتة للمعارضة عن كيفية الاستفادة مما جاء في هذه الفيديوهات، ومنها الحفاظ على "محمد علي" كحالة خاصة، وعدم إدخاله بشكل أو بآخر في جناح المعارضة، بالإضافة لحث غيره على تقديم ما لديهم من أدلة عن تورط السيسي ورجاله في عمليات الفساد الواسعة التي تشهدها مصر.
وكان النظام العسكري بدأ مؤخرا، حملة تشويه ضد "محمد علي"، الذي كشف بسلسلة فيديوهاته الكثير من أشكال الفساد التي يقوم بها السيسي والمقربين منه من قيادات القوات المسلحة، سواء فيما يتعلق بالإنفاق العام وفرض سيطرة الجيش على المؤسسات الحكومية، أو ما يتعلق بالبذخ والإنفاق الرئاسي في القصور والمنشآت الخاصة بالسيسي وعائلته.
اقرأ أيضا: "عربي21" ترصد آراء المصريين بشأن شهادة محمد علي ضد السيسي
المقترحات الخمس
من جانبه دعا الكاتب الصحفي سليم عزوز، من خلال "عربي21" المعارضة المصرية وخاصة المتواجدة خارج مصر بالابتعاد عن "محمد علي" إلى الدرجة التي لا تجعله يبدو أنه جزء منها، أو أنها ملتصقة به، خاصة وأن الجديد الذي يقدمه "محمد علي" أنه نجح في استقطاب فئات أخرى تنتمي للدولة العميقة بتنويعاتها المختلفة، كما أنه استطاع تحريك فئات أخرى لا تنحاز للمعارضة كثيرا، بل ترى أنها غير ذات جدوى.
ويؤكد عزوز أن خطاب "محمد علي"، يقوم بتوليد الغضب لدى المصريين، وسوف يعمل على تراكمه، والأهم ألا يتوقف عند هذا الحد، ولذلك فإن أمام المعارضة عدة خيارات يمكن أن تنطلق منها للحفاظ على هذه الحالة والاستفادة منها في الهدف الأساسي وهو إزاحة النظام العسكري برئاسة السيسي.
واقترح الكاتب الصحفي، عدة خطوات اعتبرها واجبة على المعارضة، إن كانت تريد الاستفادة مما قدمه "محمد علي"، ومن أبرزها استغلال حالة الغضب الموجودة في الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، وأن يعاد طرح السيسي على الشعب من جديد، بعد إذاعة ما لم يكن يعرفه الشعب عن ممارساته، وأن تكون هذه الانتخابات تحت الإشراف الدولي، والأهم من ذلك ألا تتنازل المعارضة عن خيار الإشراف الدولي.
ويضيف عزوز: "ينبغي أيضا أن تعلن المعارضة من الآن خوضها الانتخابات البرلمانية سواء مجلسي الشيوخ أو النواب، وخلق مبرر للدعوة لحراك جماهيري بالشارع، ولأنه يبدو أن النظام أصبح في حالة غضب شديدة، فليس بالضرورة أن تكسب هذه الدعوة قبولا من المرة الأولى، باعتبار أن هذه المباراة الفوز فيها يكون بالنقاط والنفس الطويل".
اقرأ أيضا: "علي" يواصل كشف "فضائح الفساد".. وترقب لرد السيسي عليه
واقترح عزوز، كذلك التقدم بآلاف البلاغات للنيابة العامة من أجل التحقيق فيما ورد على لسان "محمد علي"، حتى وإن كان من المستبعد التحقيق فيها، إلا أنه يكفي أنها ستكون بكثرتها تعبيرا عن الاحتجاج الشعبي، كما أنها ستكون مشجعة لغيرها من الملفات التي يمكن كشفها من أشخاص آخرين.
وينهي الكاتب الصحفي، مقترحاته بضرورة اللجوء للقضاء الإداري، لإلغاء قرار السيسي السلبي بعدم نشر ذمته المالية في الجريدة الرسمية مع بداية كل عام جديد على حكمه كما ينص القانون، ومطالبة القضاء بتمكين الشعب المصري من إلزام الشخصيات الوارد ذكرها في فيديوهات السيسي ومنها كامل الوزير بالإعلان عن ذمته المالية.
فرصة المعارضة
ويتفق الباحث في علم الاجتماع السياسي سيف المرصفاوي، مع الرأي السابق بضرورة ابتعاد المعارضة عن محمد علي، وعدم اعتباره جزء منها، خاصة وأن المعارضة في الداخل تعاني من ضعف شديد، وفي الخارج باتت للمعارضة حسابات وتعقيدات فيما يتعلق بالمشهد السياسي الداخلي بمصر.
ويؤكد المرصفاوي لـ "عربي21"، أن ذلك لا يعني أن تتخلى المعارضة عن محمد علي، أو عدم دعمه سياسيا وقانونيا وإعلاميا، وإنما يجب عليها دعمه إعلاميا بالتفتيش عن ملفات الفساد التي يتورط فيها نظام السيسي، وهي كثيرة ولا تحتاج إلا جزءا من التركيز لإبرازها.
ويشير الباحث السياسي، إلى أن المعارضة عليها كذلك توثيق الملفات التي كشفها المقاول المصري، وتثبيتها لدى رجل الشارع، قبل الانتخابات البرلمانية القادمة، ومن بعدها الانتخابات المحلية، وربط مرشحي نظام السيسي بكل ملفات الفساد التي تشهدها مصر مؤخرا، خاصة وأن الفساد بمصر عبارة عن شبكة مرتبطة ببعضها البعض، فإذا تهاوى جزء منها لحق به باقي الأجزاء الأخرى.
ويوضح المرصفاوي أن المعارضة في الداخل رغم ضعفها، إلا أنه ما زال لديها فرصة للحركة واستعادة جزء من وجودها، من خلال فضح نظام السيسي، واعتبار ذلك جزءا أساسيا من برنامجها السياسي والاقتصادي، وهو أمر ممكن في ظل الحالة السيئة التي يعيش فيها المصريون على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.