هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت
تصريحات نائب رئيس الدعوة السلفية، ياسر برهامي، التي حذر فيها من الخروج في
مظاهرات بمصر لمحاولة إسقاط النظام، تساؤلات بشأن دور الدعوة وذراعها السياسي، حزب
النور، في الحراك السياسي الدائر الآن في مصر.
واعتبر
برهامي في بيان مفاجئ أصدره في ساعة مبكرة من فجر الخميس، على موقع
"الفتح" التابع للدعوة السلفية بعنوان "لم ولن نكون دعاة هدم"
أن سقوط النظام هو "سقوط للدولة".
ودعا
في البيان إلى "حماية النظام في مصر من الانهيار"، وذلك في مواجهة دعوات
إلى التظاهر، على خلفية اتهامات بالفساد وجهها رجل الأعمال والفنان محمد علي إلى
قائد الانقلاب، عبدالفتاح السيسي وعدد من قيادات المؤسسة العسكرية.
وأكد
برهامي أن الدعوة السلفية لن تشارك في التظاهرات المرتقبة؛ بدعوى أنها
"ملتزمة بالإصلاح التدريجي".
وشكك
نائب رئيس الدعوة السلفية في اتهامات المقاول المصري للسيسي والجيش، مستشهدا
بالآية القرآنية "إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا".
"النور..
ابن النظام"
توقع
مستشار وزير الأوقاف السابق، الشيخ سلامة عبدالقوي، أن لا تقف الدعوة السلفية
بحركتها السياسية عند هذا البيان، قائلا: "ربما نجد مشاركات أخرى، وفعاليات
لشباب الحزب في العديد من المحافظات، ورفع لافتات مؤيدة للسيسي ونطامه، وظهور رموز
أخرى من الحزب لرفض دعوات النزول والتظاهر".
وأوضح
لـ"عربي21": أن "حزب النور الهدف الأساسي من تكوينه هو ضرب جماعة
الإخوان المسلمين، ومصنوع صناعة أمنية على أكمل وجه؛ وبالتالي يرتبط مصير حزب
النور بمصير السيسي الذي صنعه على عينه بعد ثورة 25 يناير".
اقرا أيضا: برهامي يدعم السيسي ويحذر من مظاهرات إسقاط النظام
ورهن
بقاء حزب النور ببقاء السيسي، قائلا: "إذا استبدلت المؤسسة العسكرية السيسي
بآخر فلن تكون له قائمة، لإن أي تغيير سياسي سينبذ حزب النور ويلفظه من المشهد
السياسي، فياسر برهامي يرى في نفسه هو ياسر السيسي".
"طلاء
ديني"
واتهم
رئيس حزب الفضيلة، ومؤس تيار الأمة، محمود فتحي، حزب النور، بأنه "عميل
للأجهزة الأمنية، خاصة الشرطية وليست العسكرية، قائلا: "حزب النور أكد بما لا
يدع مجالا للشك أنه حزب صنيع الأجهزة الأمنية، وكالمرأة الغانية ترتمي في أحضان
النظام وقتما يريدها النظام وتخاصمه بأوامره وتجثو على ركبتيها أمامه بأوامره
أيضا".
مضيفا
لـ"عربي21": أن "الأجهزة الأمنية تسيطر على قيادات حزب النور
بملفات أمنية، وتستعملهم في الأوقات التي يريدوها"، لافتا إلى "نظام
السيسي لم يشأ إقصاء حزب النور للعب مثل هذه الأدوار القذرة أمام التيار الإسلامي،
واستخدامه كطلاء ديني لبعض الأمور".
وأكد
أن "نظام السيسي يحتاج دائما إلى قشرة دينية مزورة أمام الجمهور، إضافة إلى
أنه يحتاج لعلاقات مع السعودية وسلفيتها، وهؤلاء مندوبين عن الكهنوت السلفي
السعودي في مصر"، على حد قوله.
"تناقضات النور"
ووصف
الباحث في الشؤون الدينية محمد عبدالشكور، فتوى برهامي "بالمتناقض مع
نفسه"، قائلا: "قد أفتى الرجل من قبل بالخروج على الرئيس المنتخب وشارك
في ذلك، ومعنى تذكره مؤخرا ليدلي بدلوه فهو مثل منديل الورق يستخدم ثم يلقى فى
أقرب سلة قمامة".
وأضاف:
لـ"عربي21": "قد تصور برهامي بمقاله ووصفه لمن يطالبون بتنحية
الحاكم بالمنافقين والفاسقين أن هناك من يسمعه أو يعمل لرأيه حسابا؛ فقد بات
الشباب السلفي يعلم أن فتاويه تخرج من حجرات مظلمة الكل يعلم من يقف وراءها، وهي
فتاوى سياسية وليست دينية وليته سكت عن هذا".
لافتا
إلى أن "هناك فتوى لشيخ الأزهر فى 2013 ترفض وصف الخارجين على الحاكم بصورة
سلمية بالمنافقين أو الفاسدين، وأن من حقهم التعبير عن رأيهم فيمن يحكمهم. كلهم
كانوا أسودا على الرئيس الراحل الدكتور محمد مرسي والآن أصبحوا نعاجا ينتظرون
أوامر عليا لكي يتحدثوا".