هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تتواتر
الأنباء عن وقوع الخيار التركي على منطقة "تل أبيض" شمالي الرقة، محطة أولى
لانطلاق العملية العسكرية المرتقبة (ينابيع السلام) ضد الوحدات الكردية، شرقي نهر الفرات،
الهادفة إلى إنشاء المنطقة الآمنة.
وما
يدعم ذلك، التعزيزات العسكرية التركية "الضخمة" التي وصلت إلى مدينة
"أقجة قلعة" بولاية شانلي أورفا التركية، المدينة المتاخمة لمدينة تل أبيض
السورية، وكذلك انسحاب أرتال عسكرية أمريكية من نقاط المراقبة بمحيط المدينة، صبيحة
الاثنين، وهو الأمر الذي أكدته مصادر محلية.
وفي
هذا الصدد، لم يستبعد مسؤول المكتب السياسي في "لواء المعتصم" التابع للجيش
الوطني السوري مصطفى سيجري، أن تكون نقطة تل أبيض مكانا لانطلاق العملية العسكرية المرتقبة،
من دون أن يجزم بذلك.
وعن
الأسباب التي قادت إلى وقوع الخيار التركي عليها، قال لـ"عربي21" إن
"منطقة تل أبيض هي إحدى المحاور المستهدفة في المرحلة القادمة، وخصوصيتها السكانية
العربية، وتهجير معظم سكانها إلى الطرف المقابل التركي، ترشحها لأن تكون نقطة البداية".
وأضاف
سيجري، أن سكان مدينة تل أبيض تعرضوا للإقصاء من قبل الوحدات الكردية، حيث تكاد تخلو
المدينة من السكان الأصليين العرب.
وتابع
بأن "من المقرر أن يشارك أبناء المنطقة ذاتها، من المهجرين في عمليات التحرير".
عسكريا،
أشار مصدر عسكري خاص لـ"عربي21" إلى أهمية موقع تل أبيض، الذي يعتبر صلة
الوصل بين حلب والحسكة.
وقال
المصدر المعارض طالبا عدم الكشف عن اسمه، "موقع تل أبيض الذي يقع في منتصف المنطقة
الآمنة، يساعد بمجرد السيطرة عليه على التوسع العسكري غربا باتجاه مدينة عين العرب
بريف حلب الشرقي، وشرقا باتجاه مدينة رأس العين غربي الحسكة".
ووفق
المصدر ذاته، فإن تل أبيض تعد خاصرة رخوة للوحدات، لأن طبيعتها الجغرافية وقربها من
الحدود لا تساعد على تحصينها.
وفي
السياق ذاته، لفت الناشط السياسي أحمد الصالح، من الرقة، في حديثه لـ"عربي21"
إلى محاولة تركيا الابتعاد عن أي احتكاك عسكري مع القوات الأمريكية، وقوات التحالف
المتواجدة في مناطق سيطرة "قسد".
وقال
إن "تل أبيض تسجل تواجدا محدودا لقوات التحالف، حيث تخلو من المواقع الاستراتيجية،
وتحديدا النفط".
اقرأ أيضا: النظام السوري: هجوم تركي على مواقع مقاتلين أكراد بالحسكة
من جانب
آخر، أكد الصالح مشاركة أبناء منطقة تل أبيض في العمليات العسكرية إلى جانب الجيش التركي،
وقال "كل هذه العوامل تجعل من السيطرة على هذه المدينة بمنزلة الضربة القاسية
للوحدات الكردية".
وكان
المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن أكد أن "المنطقة الآمنة" المزمع
إقامتها في شمال سوريا تهدف إلى تطهير الحدود من العناصر "الإرهابية"، وعودة
اللاجئين بشكل آمن إلى سوريا في إطار وحدة الأراضي السورية.
جاء
ذلك، ردا على إعلان البيض الأبيض أن "القوات الأمريكية لن تدعم العملية العسكرية
التركية المرتقبة شمال سوريا، ولن تشارك فيها".