هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أشاد رئيس المكتب الإعلامي للمجلس الثوري المصري،
محمد صلاح حسين، بالتحقيق الذي أجرته صحيفة "عربي21"، والذي كشف جوانب خفية
وحلقات مفقودة في أكبر قضية فساد قام رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي بالتستر عليها
إرضاء للعديد من أجهزة الدولة الرقابية والسيادية، وبتدخل مباشر من نجله مصطفى الذي
يعمل حاليا مسؤولا كبيرا في هيئة الرقابة الإدارية.
وقال، في تصريحات لـ"عربي21"، إن "أعظم
وأهم ما جاء في تحقيق (عربي21) هو أنه يجعل الكثيرين يعيدون النظر في اعتبار أن السيسي
هو العقبة الوحيدة الظاهرة، وأنه بإزاحته ستتحرر مصر وتنطلق نحو الحرية والديمقراطية،
فقد وجب على هؤلاء توسيع دائرة تعريف العدو، والتحديد الصحيح لمن هو العدو الحقيقي
للشعب المصري".
وأضاف أن "العدو الحقيقي للمصريين، والذي لا
تقل خطورته على أمن مصر وشعبها، بل ربما تزيد، عن السيسي وحاشيته، هو تلك الخلايا السرطانية
الفاسدة، والمتمثلة، كما وصفها تحقيق "عربي21" في الأجهزة الرقابية، والتي نرى أنها تمتد
إلى كافة مؤسسات الدولة العميقة".
وتابع:" رغم ضخامة الفساد الذي يزكم الأنوف في
تلك الجريمة الكبيرة التي تشارك فيها عدد من الأجهزة الرقابية، والتي من المفروض أنها
منوطة بالحفاظ على ممتلكات ومقدرات الدولة، وبالتالي الشعب، فبرغم ضخامة هذا الجرم
إلا أنني لم أستغربه ولم يصدمني، وأعتقد أنه يمثل غيضا من فيض لما تتلوث به أجهزة الدولة
العميقة من فساد".
وأردف:" هذا الفساد متجذر منذ عقود ومتنامي بصورة
مطردة منذ بداية حكم العسكر أعقاب انقلاب 1952، حيث بدأت فيه خلايا سرطان الفساد داخل
المؤسسة العسكرية وغيرها والدوائر الرقابية المحيطة بها في النمو بشكل يهدد سلامة
الدولة، وأكبر خطر حقيقي على وجودها".
ولفت إلى أن "خلايا الفساد بدأت بشكل جلي تماما
في عهد الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، وظلت تتضخم وتتوغل في كل مفاصل الدولة
المصرية خاصة بعدما وجدت من يقنن ويغذي وجودها ومن ثم تم انتشارها إلى دوائر أوسع وأخطر
طوال فترة حكم المخلوع حسني مبارك في ظل تهيئة البيئات المناسبة لهذا الانتشار المستمر".
وشدّد على أن "هذا الفساد السرطاني طال كافة
القطاعات حتى جاءت السرقة الكبرى للدولة المصرية كلها في تموز/ يوليو 2013، والتي استغلت
هذا الفساد المستشري في دعم الانقلاب على الديمقراطية، وظهور أحد أكبر رؤوس الخيانة
والفساد وهو عبد الفتاح السيسي الذي استغل الفساد على مدى عقود ليؤسس لانقلابه على
الشرعية".
اقرأ أيضا: "عربي21" تكشف قضية فساد تستر عليها السيسي ونجله (شاهد)
واستطرد رئيس المكتب الإعلامي للمجلس الثوري المصري
قائلا:" وجدت خلايا الفساد في السيسي خير ملاذ في تقنين وجودها، بل وتغذيتها بالخيانة،
مما ساعد على انتشارها داخل جميع مؤسسات وقطاعات الدولة العميقة وفي الجسد المصري المهترئ".
وأكمل:" مثلما بدأ العسكر حكمهم بسرقتهم لمقدرات
الشعب المصري وتاريخه فإن أبناء العسكر وأحفادهم أثبتوا أنهم فسدة بعضهم من بعض توارثوا
الاستيلاء على أموال وممتلكات ومقدرات الشعب ليخصصونها لأنفسهم دون أدني وجه حق، أو
حمرة من خجل في الاعتداء على أراضي زراعية وتبويرها للبناء عليها، بينما تعاني فيه
مصر من التناقص المستمر في رقعتها الزراعية".
ولفت صلاح إلى أن هذا الكم الكبير من الفساد
المتغلغل في جذور الدولة المصرية يأتي في الوقت الذي يتضور فيه الشعب جوعا، ويموت فقرا
ومرضا، ويقتله الجهل كل يوم، بينما ينعم هؤلاء الفسدة بمقدرات وأموال
المصريين".
وتابع:" لذا، لقد كانت ومازالت رؤيتنا الثورية
في المجلس الثوري المصري، والتي نصر عليها ونتمسك بها أن أهم أهداف الثورة المنشودة
في مصر ليس فقط القضاء على حكم العسكر ومحاسبة الفاسدين منهم، بل أيضا بضرورة التخلص
من الدولة العميقة الفاسدة والسيطرة على خلايا الفساد بها التي استشرت في الجسد المصري،
وذلك حتى تتطهر مصر تماما من خبثه ويسترد الشعب صاحب الدولة جسد دولته سليما معافا".
واختتم صلاح بقوله:" وجب الآن على الشعب المصري
أن يحدد ويعرف من هو عدوه الحقيقي الذي يسرق أمواله ومقدراته الذي لابد من التعامل
معه وتحييده، وبل محاكمته، وليكن هذا في مقدمة أولويات أهداف ثورتنا المنشودة".