هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعد أن تفاعل الناس في مصر وخارجها مع حادثة مقتل شاب أجبر على النزول من القطار، وإصابة آخر، فوجئنا بموجة تتصدر السوشيال ميديا بسبب تناول إعلامية شابة لموقفها من فضيلة العلامة الشيخ الشعراوي، وأن لها موقفا منه، ثم غضب محبو الشيخ، فاعتذرت، وأحسنت في اعتذارها، وانتهى الأمر.
ليس حبا بالأشخاص
لكن للأسف وجدنا من قام من اتجاهات شتى يبرر الهجوم على الرجل، وقد تكلمت الإعلامية عن أن الشعراوي متطرف في رأيه، واعتذرت كما ذكرت، لكن قام من يبرر لها، بل من راح ينبش في قبر الرجل وحياته، فمرة ينكرون موقفه من غير المسلمين، ومرة ينكرون موقفه من تارك الصلاة، وتارة التفتيش عن علاقته بالسلطة، ولا أدري هل كل هذا جديد على من يقرأون للشعراوي، ويتابعون برامجه؟
يا سادة: معركتكم مع من يسكنون القصور، لا القبور، إن كنتم أصحاب نضال صادق.
الشعراوي وبابا شنودة
ثم برر البعض هجومه على الشعراوي بمواقفه الدينية، فهل سيتم تناول شنودة بنفس المنطق؟ نحن بانتظار كل من تكلم عنه من المنطق الديني، وسوف أسهل عليهم المهمة، وأسرد لهم بعض المواقف الدينية للبابا الراحل. فهو يرى أن كل معتنق لديانة غير المسيحية، فهو كافر، وفي النار، وكل معتنق للمسيحية بغير مذهبه (الأرثوذكسي) نفس الموقف منه.
بل عندما زار بابا الفاتيكان مصر، وأراد أن يتم استقباله في الكاتدرائية المرقصية في العباسية، رفض شنودة أن يتم استقباله في مكان العبادة عندهم، لأنه يراه وثنيا وليس مؤمنا بنفس إيمانه، وقرر أن يتم استقباله في أي مكتب من مكاتب الكاتدرائية.
ومن مواقفه وهو شاب، وكان اسمه (نظير جيد) قبل اسمه الكهنوتي، قام بعملية إرهابية، فقد قام مع مجموعة من الشباب باختطاف الأنبا يوساب الأول وذلك في عام 1953م، وذلك لإجباره على التنازل عن البابوية، وذلك عندما كان منضما لتنظيم الأمة القبطية.
وعندما أسلمت زوجة راهب وهي مواطنة مصرية اسمها: وفاء قسطنطين، قام بالضغط على الدولة، وأصر على أن تسلمه المواطنة التي أصبحت مسلمة، وأُخِذتْ السيدة إلى مكان لا يعلمه أحد حتى الآن، فلو أن الشعراوي أفتى فقط لأحد باختطاف مواطن، ماذا سيكون موقف القوى والأقلام التي هاجمته؟ ألم يشهد كل الذين هاجموا الشعراوي هذه الحادثة التي قام بها شنودة على مرأى ومسمع من الجميع؟! تحت أي موقف فكري وسياسي يصنف هذا التصرف؟!
أما عن الثورة المصرية، فموقفه من تأييد مبارك معلن ومعروف، في برنامج مع لميس الحديدي يوم 22 يناير، يعلن عن رفضه التام لنزول مظاهرات ضد مبارك. وأحداث ماسبيرو نفسها حدثت، وموقفه وموقف المؤسسة الدينية المسيحية معروف، فضلا عن مواقف أخرى.
لو كان الحديث عن الشعراوي أو غيره من الرموز، حديثا علميا، فلا يمكن لنا أن نرفضه، أو حديثا له سياق ومناسبة، لكان مقبولا، لكنه للأسف لا نراه يدخل إلا في باب: ثقافة نبش القبور، والهجوم على الموتى، وساكني القبور، وليس عن كل ساكني القبور، بل على ساكنيها من طرف ديني واحد، وفي الوقت الذي يتم فيه الحديث عن ساكني القبور، يتم الصمت عن ساكني القصور (السيسي وأمثاله). وحتى مع ساكني القبور ونبش قبورهم، فهي ثقافة انتقائية.
يا سادة: معركتكم مع من يسكنون القصور، لا القبور، إن كنتم أصحاب نضال صادق.
[email protected]