هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
واجهت الدوريات الروسية التركية على الطريق الدولي M4، اعتصامات شعبية ما أدى لاقتصارها على منطقة سراقب شمال غرب سوريا.
ونظم عدد من ناشطي المعارضة اعتصامات شعبية، ضد الدوريات الروسية، كون موسكو هي من قامت بتهجير أهالي تلك المناطق.
ويرى الصحفي المختص بالشأن التركي أحمد حسن، أن أنقرة التزمت بهذه الاتفاقية لدحض مبررات الروس أن سبب قيامها بمعركة إدلب هو أهمية الطرق الدولية، لذا تم الاتفاق على تسيير دوريات مشتركة هناك، هدفها تحقيق فتح الطرق الدولية أمام الحركة التجارية والإنسانية وحركة المدنيين.
ويقول الصحفي في حديث لـ"عربي21": إن "جهود الناشطين حاليا تركز على منع تسيير تلك الدوريات، لكن المعتصمين في المنطقة مختلفون فيما بينهم حول سبب منعها، فمنهم من يرى في ذلك هدفا إنسانيا، والآخر هدفه تصفية حسابات مع تركيا وخاصة "حزب التحرير"، وهو حزب بات يشكل مشكلة في إدلب لمعظم الناشطين الثوريين، لذلك لا أتوقع بشكل ما استمرار ثبات الاعتصامات، بسبب خوف الناشطين من استغلالها لما يسيء للثورة".
كما اعتبر أن سبب الاعتصامات هو حالة التحريض التي حصلت على الاتفاق، بسبب المعلومات المضللة التي قدمت عن انسحاب الفصائل من جنوب الأوتوستراد، وتتحمل تركيا جزء من المسؤولية بخصوص عدم الوضوح، لكن توضيح أهداف الدوريات وعدم وجود الانسحاب سيقنع المعتصمين بتمريرها، في حال لم يتم استغلال هذه الاعتصامات من مجموعات مخترقة من النظام أو أعداء تركيا.
اقرأ أيضا: مخاوف من عواقب عرقلة دوريات "M4".. ومهلة روسية لتركيا
وحول موقف الفصائل من تسيير الدوريات الروسية، يقول الصحفي حسن: "الفصائل بالمجمل هي مع الاتفاق، وحتى هيئة تحرير الشام ولو كانت البيانات والتصريحات مختلفة".
وأضاف أن "الاتفاق كان نتيجة طبيعية لسوء تنظيم فصائلي لم يستثمر في الدعم العسكري التركي، وقد تشهد المرحلة القادمة إعادة هيكلة، وربما محاسبة داخلية أو محاسبة وتقييم تشارك فيه تركيا، وربما استقالات تضاف لاستقالات اليوم في الجبهة الوطنية".
فيما يرى الناشط الإعلامي سلطان الأطرش، أن هناك اتفاقا بين تركيا وروسيا ينص على تسيير الدوريات، وأن الكلمة الفصل تعود للفصائل، وليس للاعتصامات.
ويقول الأطرش في حديث لـ"عربي21": إن "تركيا دولة ضامنة للمعارضة من واجباتها أن توضح ماهية الاتفاقيات، التي أبرمتها مع روسيا، وأهم أهداف هذه النشاطات مطالبة تركيا بوضع الناس والأهالي بحقيقة ما يجري وسيجري".
من جانبه، يؤكد المحلل العسكري النقيب عبد السلام عبد الرزاق، أن الاعتصامات هي تعبيير عن موقف ورفض لدخول المحتل الروسي لعمق الأراضي المحررة، وهي مهمة في إيصال رأي الشارع المعادي لروسيا إلى المجتمع الدولي.
ويقول المحلل العسكري في حديث لـ"عربي21"، إن "الاتفاق التركي الروسي يرتبط بعدة أمور وليس الدوريات فقط، ومن المصلحة عدم إجهاض الاتفاق، لذلك على الفصائل وأصحاب القرار في الشمال المحرر دراسة خطواتهم بدقة بالتشاور مع الحليف التركي، لأنه لا يمكن أن نستمر بمفردنا في مواجهة عسكرية مع إيران وروسيا وميليشيات من كل أصقاع الأرض، فعلينا التنسيق في كل الخطوات مع الحلفاء والأصدقاء".
واعتبر أن توجيه الشارع من حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي هو خطوة خطيرة، متسائلا: "أين تلك الأصوات منذ أيام، حين كان كامل المحرر في مهب الريح؟ وكل شبر يتعرض للتدمير من الطيران الروسي ومدفعية النظام؟".
اقرأ أيضا: سوريون يرفضون دوريات روسية على "M4".. قبل بدء تسييرها
وأضاف، لذلك فإن التعبير عن الرأي أمر صحي وضروري لإيصال رسائل إلى وروسيا والمجتمع الدولي، لكن محاولة الاصطدام مع الأصدقاء الأتراك هو تصرف أحمق لا يهتم بأرواح ملايبن السوريين.
وفي هذا السياق، يعتبر الصحفي إيهاب البكور، أن الدوريات من المقرر أن تبدأ في 15 آذار، وحتى الآن لم تصدر الفصائل أي بيان يوضح موقفها من هذه الدوريات، و لم نر حشودا عسكرية لها متوجهة لإغلاق الطريق أمام الروس.
ويقول الصحفي في حديث لـ"عربي21": "لا فائدة من الدوريات المشتركة، ما لم يتم انسحاب جيش النظام إلى حدود اتفاقية سوتشي وعودة المهجرين إلى قراهم، وما دون ذلك يعتبر دوامة سياسية غير مفهومة لدى الشعب، وعلى العموم فإن الإتفاق الأخير بين روسيا وتركيا فيه الكثير من النقاط التي تحتاج للتوضيح، ولا بد لتركيا أن توضح بشكل أكبر ماذا بعد تسيير الدوريات المشتركة".
وأوضح أن موضوع خطوط التماس بين المعارضة والنظام كل جهة تفسرها على ما يوافق هواها، فروسيا تعتبر خطوط التماس هي الخطوط بين مناطق المعارضة ومناطق سيطرة النظام الحالية، بينما تركيا تعتبر خطوط التماس هي الخطوط المحددة بالخط الواصل بين نقاط المراقبة التركية، وهنا تتجلى بوضوح ضبابية الاتفاق المبرم بين تركيا وروسيا، فهو يحتاج لمزيد من التوضيح.