هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ناشدت 192 منظمة حقوقية حول العالم، مجلس الأمن بالأمم المتحدة لدعم مبادرة وقف إطلاق النار عالميا، التي أطلقها الأمين العام بهدف كبح انتشار وباء
كوفيد-19، مُطالبين "الأطراف المتحاربة ومؤيديها الدوليين ببدء التعبئة فورا لأجل
وضع حد للصراعات التي تهدد حياة المدنيين في جميع أنحاء العالم وتجعلهم أكثر عرضة للوباء".
وقالوا، في بيان مشترك نشره، السبت، مركز القاهرة لدراسات حقوق
الإنسان، واطلعت عليه "عربي21": "لقد أدت سنوات من القتال والأعمال
العدائية في سوريا وليبيا واليمن، حيث الهجمات المكثفة على المرافق الصحية، إلى تدمير
البنية التحتية للرعاية الصحية، التي تعجز اليوم عن مواجهة انتشار وباء كوفيد-19 أو
التعامل معه".
وأشاروا إلى أن النازحين يعيشون "جراء هذه النزاعات
في مساكن معيبة ومزدحمة وخيام وملاجئ مؤقتة، وغالبا ما يفتقر هؤلاء إلى الموارد الأساسية
للصرف الصحي والنظافة، بما في ذلك المياه".
اقرأ أيضا: نظام الأسد يهاجم تقرير منظمة الأسلحة الكيميائية.. "مفبرك"
ومؤخرا، دعا الأمين العام للأمم المتحدة "أولئك الذين
يقاتلون في اليمن لوقف الأعمال العدائية على الفور، والتركيز على الوصول إلى تسوية
سياسية لمواجهة اندلاع محتمل لكوفيد-19 في اليمن؛ إذ يعاني المدنيون اليمنيون من أسوأ
كارثة إنسانية في العالم، ويحتاج أكثر من 80% منهم إلى المساعدة الإنسانية من أجل البقاء
على قيد الحياة. كما يُقدّر عدد السكان المهددين بالجماعة بنحو 10 ملايين شخص، بينما
يعاني 7 ملايين من سوء التغذية".
وبالمثل، دعا الأمين العام الأطراف المتحاربة في ليبيا لتوحيد
قواها من أجل التصدي للوباء العالمي، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى
جميع أنحاء البلاد، وذلك بالنظر إلى الوضع الإنساني المتردي بالفعل إلى جانب التأثير
المحتمل لوباء كوفيد-19.
وكرر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في
حالات الطوارئ، مارك لوكوك، دعوة الأمين العام إلى "وقف كامل وفوري لإطلاق النار
في جميع أنحاء سوريا لتعزيز الجهود الرامية لمواجهة الوباء"، لافتا إلى أنه على
مدى عشر سنوات من الصراع، نزح 6.2 ملايين شخص داخل سوريا، بينهم 2.5 مليون طفل.
وأضاف لوكوك: "منذ نيسان/ أبريل 2019، تعرضت أكثر من
60 منشأة طبية في شمال غرب سوريا للهجوم من قبل الحكومة السورية وحلفائها. بينما في
شمال شرق سوريا، قطعت السلطات التركية إمدادات المياه عن المناطق التي يسيطر عليها
الأكراد، ما أعاق قدرة الوكالات الإنسانية على إعداد وحماية المجتمعات الضعيفة من انتشار
كوفيد-19".
وكان مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، بهي الدين
حسن، قد رحب بمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة، لافتا إلى أهميتها بالنسبة لمنطقة
الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وحذر حسن من أن "التباطؤ في الاستجابة لهذه الدعوة يجعل
المدنيين أكثر عرضة لهذا الوباء في مناطق الصراع"، مؤكدا على ضرورة "منح الأولوية
للعمل ضد الجائحة العالمية وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين الضعفاء
في مناطق النزاع المختلفة عبر المنطقة".
وبحسب بهي الدين حسن، "إذا اجتمع المجتمع الدولي
لدعم نداء الأمين العام، فسيمكن إنقاذ عشرات الآلاف من الأرواح وتجنب الأزمات الإنسانية
الأسوأ في مناطق النزاع التي عانت طويلا عبر منطقتنا".