هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كما قلنا في المقالة السابقة، الموسم هذه المرة في الانتخابات الأمريكية المقبلة، ليس موسما سياسيا عاديا، ولا استحقاقا عابرا، وإنْ كانت هذه الجملة ربما تقال عند حلول كل سباق رئاسي انتخابي في الموعد، ولا غرو، فهي أعظم وأهم استحقاق انتخابي عالمي، مع انتخابات الكونغرس بغرفتيه، لما يعنيه ذلك من آثار كبرى على كل دول العالم وقضاياه.
رأينا ماذا حدث في العالم حين وصل الرئيس الأمريكي
المؤدلج يساريا باراك أوباما، ثم أتى نقيضه الرئيس الحالي دونالد ترامب، ومن قبل
التناقض الذي حصل بين إدارتي الديمقراطي المثالي كارتر والجمهوري الحازم ريغان،
الذي يحاول ترامب الامتثال به اليوم.
نحن إزاء موسم كبير بعد أشهر قليلة، صحيح هو
شأن أمريكي لا دخل لنا به، حتى ولو أردنا، فإن ذلك غير ممكن، خاصة مع حملات العداء
الصارخة التي تشنها وسائل الميديا الأمريكية وبعض مراكز الأبحاث الخادمة للخط
الأوبامي، لأن التحالف المتشابك المعقد بين هذا الخط العقائدي السياسي الجامح،
بقيادة باراك أوباما، مع قوى الإسلام السياسي إلى جماعات الضغط الأخرى حتى جماعات
النسوية المتطرفة «الفيمينست»، إلى جماعات الحقوق الجنسية المثلية، إلى جماعات
البيئة المهووسة، كلها مضفورة بضفيرة واحدة ترقص على أكتاف هذا التيار اليساري الأمريكي
الجديد، والغني في نفس الوقت، بدرجة فاحشة!
من هنا أتفق تماما مع ما لاحظه الكاتب
والصحافي ممدوح المهيني، في مقالته المهمة بهذه الصحيفة، مؤخرا، وهو أيضا المدير
العام لقناتي «العربية» و«الحدث»، حين قال في مقالته المعنونة بـ«ترامب وأوباما..
وخفاش ووهان» قال بصيغة واضحة لا شبهة فيها: «نشهد هذه الأيام الظهور الحقيقي
للرئيس أوباما، بعدما كان متخفيا خلف رجاله طيلة هذه السنوات. فقد اختار الوقت
المناسب للدخول شخصيا في حملة بايدن للإطاحة بترامب بطريقة تكسر البروتوكول؛ حيث
يفضل الرؤساء السابقون البقاء بعيدا عن الصراع الحزبي للمحافظة على قيمة الرئاسة
وصورة الرئيس».
لماذا هذا التصرف الشاذ من الرئيس السابق
أوباما؟!
يجيب ممدوح: «ترامب أسقط عمليا كل المشروعات
التي أسس لها أوباما ورجاله في المنطقة، وحطم إرثهم السياسي وحدّ من مدّهم الأيديولوجي
اليساري. لنتذكر أن الاتفاق النووي وسليماني جثتان هامدتان. لكن الآن أوباما
وفريقه وجدوا فرصة سانحة بمساعدة لا تقدر بثمن من الخفاش الميت في ووهان للانتقام
وإعادة الساعة 4 سنوات للوراء».
ثم يختم بهذه الخلاصة التي أتمنى وصولها لصناع
القرار العرب المعنيين:
«الأقنعة أزيحت الآن على مرأى العالم، وسنشهد 6
أشهر قادمة ملتهبة، فلنستعد»!
(الشرق الأوسط اللندنية)