آخر شيء كان يتمناه الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن يودع، دوليا، بمثل هذه الحفاوة، من آسيا!
آسيا التي راهن استراتيجيا على الالتفات لها، وترك الشرق الأوسط يلعق جراحه وحده، بتوهم أنه يمكن فصل منطقة الشرق الأوسط، كقطعة ملعونة، عن هذا الكوكب، تحلق وحدها بعيدا عن بقية سكان الأرض!
في تقرير عرضته فضائية «الحرة» الأمريكية الناطقة بالعربية، ظهر الرئيس أوباما يتلقى الإهانات من أكثر من دولة، على المستوى البروتوكولي، وهو لا يرد، وكانت قمة العشرين الأخيرة في جنوب الصين مثالا صارخا، حافلا بالإشارات غير الودية أو الاستقبال «غير الميمون»، كما عبرت «الحرة».
عدم فرش السجاد الأحمر، وإنزال الرئيس من الباب الإضافي للطائرة الرئاسية وليس من الباب الرئيسي؛ لأن البرتوكول الصيني لم يقدم السلم الخاص عند الباب الرئيسي، مرورا بعدم السماح لمستشارة أوباما الأمنية سوزان رايس بالمرور، وصولا لمنع صحافيي البيت الأبيض المرافقين من تجاوز منطقة محددة لهم، وصراخ الضابط الصيني بوجه الوفد: «هذه بلادي. هذا مطاري»!
انضم لحفلة التنمر الآسيوية الرئيس الفلبيني الجديد (رودريغو دوتيرتي)، الذي أطلق سيلا من الشتائم الشوارعية ضد أوباما؛ بسبب النقد الأمريكي له؛ جراء حربه ضد تجار المخدرات بالفلبين، أودت حتى الآن بنحو 2400 قتيل، منذ توليه الرئاسة حزيران/ يونيو الماضي.
الرئيس الفلبيني توعد أوباما بـ«علقة ساخنة» من الشتائم إن هو فتح معه موضوع حقوق الإنسان بقمة لاوس لدول جنوب شرقي آسيا، وقال له بالنص: «سألعنك في المنتدى. سنتمرغ في الوحل معا كخنزيرين إذا فعلت ذلك بي».
أوباما «لمّ الليلة» حسب التعبير المصري، وقال: «الرجل غير موزون»، ثم صدر عن البيت الأبيض ما يفيد بأن أوباما ألغى الاجتماع.
وداع آسيوي غير ميمون، لرئيس نظر كثيرا إلى التحول نحو آسيا!
الشرق الأوسط اللندنية