هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار الاعتذار السعودي المفاجئ
عن استقبال رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي في الرياض، الاثنين، تساؤلات عن الأسباب
الحقيقية وراء تأجيل الزيارة، فهل الأمر مرتبط بصحة الملك سلمان؟ أم ثمة أسباب أخرى
وراء القصة؟
وفي الوقت الذي كان باديا حرص
السعودية على إظهار أن تأجيل استقبال الكاظمي جاء لأسباب صحية فقط، وأن السعودية حريصة
على استقبال الكاظمي بأعلى مسؤول في البلاد وهو الملك سلمان، كشف عضو في لجنة العلاقات
الخارجية ببرلمان العراق عن أسباب أخرى وراء التأجيل.
زيارة ظريف
وقال عضو اللجنة النائب مختار
الموسوي، في حديث لـ"عربي21"، إن "ما نسبته 5 بالمئة فقط ربما يكون الملك
سلمان بالفعل تعرض إلى عارض صحي مفاجئ، لكن الـ95 بالمئة المتبقية تؤكد أن قدوم وزير
الخارجية الإيراني إلى بغداد كان سببا في تأجيل زيارة الرياض".
وأوضح أن "زيارة جواد ظريف
غيّرت برنامج الطرفين في بغداد والرياض، لأن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي كان يتوقع
أن تكون الرسالة التي يحملها من الجانب الإيراني إلى الرياض سهلة وبسيطة، لكن باعتقادي
كانت صعبة وشديدة جدا"، دون أن يفصح عن فحوى الرسالة.
ورأى الموسوي أن "محمد بن
سلمان هو من يدير شؤون السعودية منذ أن أصبح وليا للعهد، وبالتالي فإن عذر تأجيل الزيارة
بحجة دخول الملك سلمان إلى المستشفى غير مقنع، إضافة إلى أن زيارة الكاظمي تستمر ليومين، فريثما يلتقي الأخير بالمسؤولين السعوديين يكون الملك قد تعافى".
ولفت عضو تحالف "الفتح"
في البرلمان العراقي إلى أن "الكاظمي كان من المقرر أن يزور الرياض وطهران، ويحمل
رسائل من كلا الطرفين قبل أن يذهب بعدها إلى الولايات المتحدة، لكن تأجيل السعودية
للزيارة يمكن فهمها أنها أوصدت الباب بوجه من كان يحمل الرسالة".
وفي الوقت ذاته، كشف النائب مختار
الموسوي أن معلومات وصلت إليه تفيد بأن "المسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية
غير مستعدين لاستقبال رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي في الوقت الحالي، وربما
أيضا تؤجل ذلك إلى وقت آخر".
تحديد العلاقة
من جهته، قال الباحث في الشأن
السياسي العراقي نهاد البدري، لـ"عربي21"، إن "الإعلام العراقي يتحدث
عن وساطة عراقية بين إيران والسعودية، ولا أجد تغطية عربية أو غربية لهذا العنوان، ولذلك
فهذا تغطية على هدف الزيارة الأصلي".
وأضاف البدري أن "سلطنة
عُمان هي المؤهلة دائما للعب دور الوساطة، وأعتقد أن زيارة الكاظمي للرياض هي لتحديد
حدود العلاقة مع السعودية بما لا يؤثر على العلاقة مع إيران أو مصالح طهران في العراق".
ورأى الباحث أن "سقوط الصواريخ
على المنطقة الخضراء قد يشير إلى عدم رضا إيراني عن نتائج الزيارة، ومن الملاحظ أن
ظريف زار إضافة إلى الرئاسات كلا من هادي العامري وعمار الحكيم، فما هي الدلالات؟".
ونوه البدري إلى أن "لقاء
الرئاسات العراقية الثلاث، جرى مباشرة بعد مغادرة ظريف العاصمة بغداد، إضافة إلى أن
التصريحات الرسمية العراقية والإيرانية لم تحمل الكثير".
وأشار إلى أن "موقف الإعلام
الإيراني وهو يروج لرغبة إيران في التقارب مع السعودية وحل المشاكل بينهما له
بعدان، الأول بين السعودية وإيران، والثاني بين إيران وأمريكا، فالرياض ترغب في التفاهم
مع طهران، خاصة في ملف اليمن، أما واشنطن فلديها ملفاتها الأخرى مع إيران".
وكان وزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف، قد اختتم فجر الاثنين زيارته إلى العراق، بدأها صباح الأحد بزيارة
بغداد ولقائه برؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان والقضاء الأعلى، إضافة لاجتماعه
بقادة كتل سياسية، ثم التقى المسؤولين في إقليم كردستان العراق.
اعتذار لافت
أعلنت السلطات السعودية، الاثنين،
على لسان ثلاثة مسؤولين بارزين تأجيل زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى
المملكة، بسبب دخول العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز المستشفى.
وقال وزير الخارجية السعودي، فيصل
بن فرحان، في تغريدة له على "تويتر": "تقدر المملكة اختيار رئيس الوزراء
العراقي زيارتها كأول دولة بعد توليه منصبه".
وتابع قائلا: "واحتفاء بهذه
الزيارة بالغة الأهمية، ورغبة في توفير كل سبل النجاح لها، آثرت قيادتنا الرشيدة، بالتنسيق مع أشقائنا في العراق، تأجيل الزيارة إلى ما بعد خروج خادم الحرمين الشريفين
من المستشفى".
من جهته، قال نائب وزير الدفاع
السعودي، خالد بن سلمان، في تغريدة له على حسابه في "تويتر"، إن "العراق
يمثل بعدا استراتيجيا هاما للمملكة، والعكس؛ لذلك كان طبيعيا أن تحل الرياض محطة أولى
في جدول زيارات السيد مصطفى الكاظمي".
وأضاف: "آثرت قيادة البلدين
تأجيلها إلى ما بعد خروج مولاي خادم الحرمين حفظه الله من المستشفى؛ لمنحها المكانة
اللائقة التي تستحقها كزيارة دولة من الطراز الرفيع".
كما غرّد وزير الدولة للشؤون
الخارجية، عادل الجبير، قائلا إن "العلاقات السعودية العراقية شهدت نموا في جميع
المجالات، ولدى القيادة في البلدين رغبة مشتركة لتعزيز هذه العلاقة الإستراتيجية، بما
يليق بالروابط التاريخية، وبما يجمعنا من مشتركات، ونتطلع بإذن الله إلى زيارة رئيس
الوزراء العراقي الذي أراد أن تكون المملكة وجهته الأولى، في القريب العاجل".
بدوره، أعلن مكتب رئيس الحكومة
العراقية، تلقي الكاظمي "بتضامن وتفاعل أخوي" نبأ تعرض الملك سلمان بن عبد
العزيز آل سعود لوعكة صحية طارئة.
وذكر بيان حكومي: "مع وجود
موعد مسبق لزيارة الكاظمي إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة، تقرر تأجيل الزيارة إلى أقرب موعد ممكن يتفق عليه الجانبان".
ونقل البيان عن الكاظمي تأكيده
في اتصال هاتفي مع ولي العهد محمد بن سلمان "تمنياته الحارة للملك سلمان بن عبد
العزيز بموفور الصحة والسلامة، وللشعب السعودي الشقيق دوام الازدهار والسلام".