ملفات وتقارير

ما وراء تعزيز النظام قواته بمحيط جبل الزاوية وقرى إدلب؟

التعزيزات تصاعدت بعد تفجير المدرعة الروسية على طريق أم فور- جيتي
التعزيزات تصاعدت بعد تفجير المدرعة الروسية على طريق أم فور- جيتي

أثارت تصريحات لهيئة تحرير الشام، في إدلب بشأن تحشيد واستعدادات لقوات النظام، مدعومة روسيا، من أجل عملية عسكرية في جبل الزاوية، واحتمالية تدهور الهدوء على الأرض في أية لحظة، تساؤلات، حول توقيت التحرك.

ونقلت شبكة "إباء" الإعلامية التابعة للهيئة، عن المتحدث باسم جناحها العسكري المدعو أبا خالد الشامي، قوله: "إن النظام أجرى عمليات تمويه على أسلحته، وقام بترميم تمركزاته، استعدادا لعمل عسكري في أية لحظة".

وأشار إلى أن تنظيمه يراقب جبل الزاوية، ولوحظ استقدام عدد كبير من القوات على تخوم جبل الأربعين وجبهات كبانة بريف اللاذقية، وسراقب، رغم اتفاق التهدئة الموقع في شهر آذار/ مارس الماضي، والذي أبعد شبح عملية عسكرية شاملة في الشمال.

وتقع المناطق المذكورة ضمن اتفاق التهدئة، والذي على أساسه يتم تسيير دوريات عسكرية مشتركة، روسية وتركية، على الطريق الدولي المعروف بـ"أم فور".

 

إقرأ أيضا: الكشف عن تفاصيل جديدة لاستهداف دورية روسية بإدلب (شاهد)


لكن في المقابل، لم تتوقف خروقات النظام، على تلك المناطق، وسبق أن استهدفت العديد من القرى والبلدات بالقصف المدفعي وراجمات الصواريخ خاصة جبل الزاوية.

وزاد من توتر المنطقة، عملية التفجير التي تعرضت لها الدوريات المشتركة، والتي أصابت مدرعة روسية بأضرار كبيرة، وجرح 3 جنود روس، ليشن الطيران الروسي غارات عنيفة على كبانة التابعة لريف اللاذقية، وقرى بجبل الزاوية، ما أسفر عن وقوع ضحايا وإصابات في صفوف المدنيين.

وقالت مواقع تابعة للمعارضة، إن النظام استقدم تعزيزات، على كافة محاور إدلب، ونشر مرابض مدفعية في عدة نقاط، استعدادا لعمل عسكري ما.

وتسببت جولات التصعيد الأخيرة في مناطق إدلب، بنزوح قرابة مليون مدني، من القرى والبلدات، باتجاه مركز المحافظة، والمناطق القريبة من الحدود التركية، الأمر الذي هدد بكارثة إنسانية، وتخوفات تركية من موجة لجوء كبيرة.

المحلل العسكري العقيد أحمد الحمادي قال إن الحشود العسكرية "لم تتوقف، منذ الاتفاق الأخير، والهجمات منذ 5 آذار/مارس، طالت جبل الزاوية وامتدت لأريحا بذريعة المفخخة، التي استهدفت الدورية الروسية، والتي من المرجح أن عملاء النظام يقفون وراءها".

وأضاف الحمادي لـ"عربي21"، تفجير الدورية الروسية، "كان محاولة لخلق ذريعة، من أجل تصعيد الاعتداءات، في ظل التوتر الروسي التركي، الممتد من عربين، إلى ليبيا". مشددا على أن هناك "معركة سياسية، تستخدم فيها أوراق متفرقة، من أجل الضغط".

واعتبر أن حشودات النظام، "لا قيمة لها ما لم يكن هناك ضوء أخضر روسي، لتتقدم، فضلا عن أن تكون هيئة تحرير الشام بمقدورها اتخاذ قرار مماثل بالتحرك، لأن إشعال معركة هو بيد الروس حصرا كونها الآمر الناهي الآن للنظام، وهي التي تعقد اتفاقات التهدئة وتتخذ قرارات التصعيد دون مشورة النظام".

وأكد الحمادي، وجود ضغوطات روسية على تركيا، "وإلا لما رأينا غارات على منطقة الباب ومناطق بعملية غصن الزيتون ودرع الفرات، لأجل موضوع الجفرة وسرت والهلال النفطي في ليبيا"، وتابع "رغم أن الضغوطات لا تظهر بالطرق الدبلوماسية، إلا أن القراءة على الأرض يفهم منها ما يجري بشأن الملفات العالقة بين الطرفين في مجمل المنطقة".

 

 

اقرأ أيضا: إصابات بانفجار طال دورية روسية تركية على طريق "M4" بإدلب


وشدد على أن كل العمليات التي حصلت على الطريق الدولي "أم فور"، هي من صنع النظام والمليشيات الإيرانية، لتفجير الأوضاع، لأنه من صالحهم، وقال: "الوصول إلى حل سياسي يعني انتهاء عمل هؤلاء، وسيكونون الضحية، وبالمقابل سكان إدلب يدركون أن العالم في وضع لن يساعدهم في حال وقوع تصعيد لكن يحرصون على استدامة الهدوء تجنبا للأسوأ".

من جانبه قال الباحث والمحلل السياسي السوري، ياسر النجار، إن النظام يستهدف إبقاء مناطق جبل الزاوية وإدلب عموما، تحت خطر الاجتياح والعمل العسكري، لذلك يقوم بحشد قواته بالقرب منها.

وأشار النجار لـ"عربي21": إلى أن اتفاق سوتشي الأخير، بين تركيا وروسيا، منح المنطقة هدوءا نسبيا، كذلك مع تسيير الدوريات، أعطى مؤشرا على مدى التوافق بين الدولتين، وأضاف: "لكن تركيا كانت واضحة، بأن أي تحرك سيواجه برد عنيف على النظام، لذلك كان لا بد من ذريعة لتحرك روسي تمثل بتفجير المدرعة خلال الدوريات المشتركة".

واتفق مع الحماد، على أن الحشودات، قرب جبل الزاوية، لا تنفصل بحال من الأحوال عن "التصعيد الجاري بين أذربيجان وأرمينيا وكذلك الوضع في ليبيا، وتقوم روسيا بتحريك كل الأوراق التي تملكها لمزيد من الضغط، لكن بالمحصلة المدنيون في الشمال السوري يدفعون الثمن".

ورأى أن روسيا لا تريد خسارة تركيا بشكل كامل، وأي تدهور للأوضاع على الأرض، ستكون له تبعات كبيرة، خاصة مع التواجد العسكري التركي الكبير في مناطق الشمال السوري، فضلا عن احتمالية تدفق اللاجئين في حال شن النظام اعتداءات على إدلب وريفها.

وأضاف: "موسكو تريد من وراء التصعيد الحصول على تفاهمات جديدة، حول الوضع في سوريا، ولا تريد بقاء الوضع على ما هو عليه، لأنها تدرك أن ذلك ليس لصالحها، لكن في الوقت ذاته لا تسعى لحل صفري مع تركيا لأنها فاعل مهم في المعادلة، وهناك ملفات معقدة بين الجانبين داخل وخارج سوريا".

التعليقات (0)