هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
* تركيا أكثر عروبة من الإمارات.. ومن حقنا التحدث باسم العرب
* الإمارات وفرنسا تحرّضان الجيش المصري على محاربة تركيا لكنّ هذا شيء مستحيل ولن يحدث
* الجيش المصري جيش عظيم نحترمه كثيرا ونعتبره جزءا من الجيش التركي
* أحاديث جامعة الدول العربية بشأن ما تصفها بالتدخلات التركية في شؤون العرب "موقف مُضحك"
* الإمارات باعت حقوق الفلسطينيين للصهاينة.. وجامعة الدول العربية لا تهمها حقوق العرب
* تركيا قادرة على الدفاع عن حقوقها.. ونحترم حقوق الجميع في البحر المتوسط
كشف
مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، ياسين أقطاي، أن "هناك
تقاربا وتفاهما بين تركيا ومصر في الملف الليبي، حسبما يسمع ويرى"، مؤكدا أنه
"لا بد أن يكون هناك تواصل بين الطرفين بغض النظر عن أي خلافات سياسية بين الرئيس
أردوغان والسيسي؛ فالحكومتان والشعبان يجب أن يتقاربا".
جاء
ذلك في الحلقة الثانية من مقابلته الخاصة ضمن سلسلة مقابلات مُصورة تجريها
"عربي21"، تحت عنوان (ضيف "عربي21").
وعبّر
مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية عن محبة الأتراك وتقديرهم للجيش المصري، قائلا إنه "جيش
عظيم، ونحن نحترمه كثيرا، ونعتبره جزءا من الجيش التركي"، منوها إلى أن "مَن
يُحرّض الجيش المصري على معاداة ومحاربة الجيش التركي هما دولتا الإمارات وفرنسا، لكن
هذا شيء مستحيل، ولن يحدث".
وانتقد
أقطاي بشدة موقف جامعة الدول العربية التي أدانت مؤخرا ما وصفتها بالتدخلات التركية
في الشؤون الداخلية للدول العربية، قائلا: "هذا موقف مُضحك، فمَن هم العرب؟ وهل
الإمارات – مثلا - أكثر عروبة من تركيا؟"، مضيفا أن "تركيا صاحبة الحق
الأكبر للتحدث باسم العرب، بسبب وقوفها مع القضايا
العادلة ونصرة المظلومين، بخلاف العديد من الدول العربية".
وتاليا نص الحلقة الثانية من المقابلة الخاصة مع "ضيف عربي21":
قلت إن لديكم معلومات تفيد بأن الجيش المصري لن يقاتل ضد تركيا أو ضد حكومة الوفاق الليبية.. فهل هناك ثمة تفاهم بين أنقرة والقاهرة بخصوص الملف الليبي؟
لا
توجد لديّ معلومات دقيقة في هذا الخصوص، ولكن حسبما أسمع وأرى فإن هناك تقاربا وتواصلا
بين الأطراف، ولابد أن يكون هناك تواصل بالفعل بغض النظر عن أي خلافات سياسية بين
الرئيس أردوغان والسيسي؛ فالحكومتان والشعبان يجب أن يتقاربا، ومن المستحيل أن يقوم
الجيش المصري بشنّ حرب ضد تركيا، فهذا أمر غير عقلاني بالمرة ولا يوجد له أي سبب
أو مبرر.
والجيش
المصري جيش عظيم، ونحن نحترمه كثيرا، لأنه جيش أشقائنا، بل ونعتبره جزءا من الجيش
التركي. ولكن هناك مَن يُحرّض الجيش المصري على معاداة ومحاربة الجيش التركي، ونعلم أن
دولة الإمارات، وربما فرنسا، يريدان أن يقوم الجيش المصري بمحاربة تركيا، لكنّ هذا
شيء مستحيل، ولن يحدث، ولا نتمنى ولا ننتظر منه أن يعادي تركيا، وهذا لا يعني أننا
خائفون من الجيش المصري، إلا أننا لا نريد أن نواجه أي دولة مُسلمة.
وموقفنا
وتواجدنا في ليبيا ليس إلا لإقامة الإصلاح والسلام، ولترك ليبيا لليبيين، وهذا ليس
احتلالا بأي صورة من الصور، ونأمل أن تتبنى مصر هذا النهج، وعلينا أن نُقيم السلام
بليبيا للحفاظ على وحدتها واستقرارها، وهذه الرؤية لا مجال للاعتراض عليها، ويجب
أن يتم التوافق على ذلك، ولو اتفقنا على هذا الأمر فستكون كل مصالح المصريين مصونة،
بينما يجب على المُحتلين الذين يريدون احتلال ليبيا أن ينسحبوا منها.
وزير الخارجية المصري سامح شكري دعا إلى "انتهاج سياسة عربية موحدة وحازمة ضد تركيا"، قائلا: "لن نقف مكتوفي الأيدي أمام أطماع تركيا بالمنطقة".. ما ردكم؟
نستغرب الأحاديث التي تتحدث عن موقف تركيا في المنطقة، فهل جاءت
تركيا إلى ليبيا جبرا أو احتلالا؟ بالطبع لا، لأنها جاءت تلبية لدعوة حكومة
الوفاق الليبية وبموافقتها، لأن تركيا تحترم حقوق كل الدول.
وتواجدنا
في البحر المتوسط ليس لمعارضة أو مهاجمة أحد، بل للدفاع عن أنفسنا وعن أرضنا وحقوقنا.
والحمد لله أن تركيا قادرة على الدفاع عن حقوقها، بينما نحترم حقوق الجميع، وبالطبع
لا نقول إن البحر المتوسط ملك لنا، بل نقول إن للجميع حقوقا فيه، سواء مصر أو
سوريا أو فلسطين أو لبنان أو اليونان أو تركيا، ولو تلاحظ فإن سواحل تركيا في البحر
المتوسط هي الأكبر، ولكن لا يُترك لها إلا أقل القليل.
جامعة الدول العربية أدانت مؤخرا ما وصفتها بالتدخلات التركية في الشؤون الداخلية للدول العربية.. كيف استقبلتم هذا الموقف؟
هذا
موقف مُضحك، فمَن هم العرب؟ هل الإمارات – على سبيل المثال- أكثر عروبة من تركيا؟ فعدد العرب المتواجدين في بلادنا يبلغ أكثر من 10 ملايين شخص، بينما عدد العرب في
الإمارات لا يتجاوز المليون مواطن، وهل نعتقد أن الإمارات الآن هي التي تدافع عن
حقوق العرب بينما هي التي باعت حقوق الفلسطينيين إلى الصهاينة؟ وجامعة الدول العربية
ليست عربية للأسف، ولا يهمها حقوق العرب، فلماذا لا تهتم – مثلا - بما يجري في
سوريا، وكل يوم هناك لاجئون جُدد فيها يذهبون إلى أوروبا بطريقة نراها عارا على العرب؟ ولماذا لا يلجأ اللاجئون إلى الإمارات أو السعودية أو مصر أو البحرين بينما يلجأون
إلى تركيا؟ وهذا يعطي حقا لتركيا بأن تتحدث باسم العرب أكثر من العديد من الدول
العربية، ويجب أن يُؤخذ هذا بعين الاعتبار.
ونؤكد
أن تركيا هي صاحبة الحق الأكبر للتحدث باسم العرب، بسبب وقوفها
مع القضايا العادلة ونصرة المظلومين، والإمارات – مثلا - ليس لها أي حق
لتتكلم باسم العرب خاصة بعد اتفاق التطبيع الأخير مع إسرائيل. وكل يوم في سوريا يُقتل
مواطنون، وتُنتهك أعراض النساء، بينما هؤلاء لا يهمهم حقوق إنسان أو غيره، ثم تقولون
إن هذا تدخل في شؤون العرب، ثم إن تدخل إيران أو روسيا أو الولايات المتحدة هذا
لا يهمكم، لكن عندما تتدخل تركيا للدفاع عن عرض وحياة العرب تقولون: لا شأن لتركيا
بذلك، ولا يحق لها التدخل في هذا الأمر.. لكن ذلك عدوان على تركيا، وهذا شيء يحتاج
إلى دراسة نفسية اجتماعية.
الحلقة الأولى: ياسين أقطاي لـ"عربي21": هذه حقيقة المصالحة بين مصر وتركيا