هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أحيت فصائل "الجيش الوطني السوري" المعارض، الذكرى الأولى لعملية "نبع السلام" التي مرت قبل أيام، في حين طالبت بعضها وفق مراسل "عربي21"، بإعادة إحيائها واستكمالها مجددا.
وعملية "نبع السلام"، نفذتها الفصائل المعارضة بدعم وتنسيق مباشر مع الجيش التركي، في مناطق شرقي الفرات، ضد ما يعرف بـ"وحدات الحماية الكردية"، التابعة لحزب "العمال الكردستاني"، المصنف "إرهابيا" على اللوائح التركية والدولية، وعلقت منذ عام كامل.
وبحسب ما تابعت "عربي21"، فقد طالبت الفصائل باستكمال عملية "نبع السلام"، وذلك نظرا لـ"التهديد الأمني الذي يشكله تواجد عناصر المليشيات على مقربة من خطوط التماس"، وهو ما يتعارض مع جوهر اتفاق سوتشي التركي-الروسي حول المنطقة، وتعهد روسيا بإبعاد المقاتلين الأكراد عن كامل الشريط الحدودي التركي-السوري، لمسافة تصل إلى 32 كيلومترا، باستثناء القامشلي، وفق قولها.
اقرأ أيضا: عام على "نبع السلام".. ما مكاسبها والتحديات بعدها؟
وأكد رئيس المكتب السياسي في "لواء المعتصم"، مصطفى سيجري، أنه لا بد من استكمال عملية "نبع السلام"، وأنه "من الضروري التحرك لضرب بؤر الإرهاب، التي تضرب المنطقة المحررة بشكل دائم، خصوصا أن منطقة نبع السلام محاطة بقوى الإرهاب، وهذه القوى تمتهن الإرهاب لتمرير أجندتها"، بحسب قوله.
وقال في حديثه لـ"عربي21" إن "عدم استكمال العمليات العسكرية يعرض أهلنا وشعبنا لخطر الهجمات الإرهابية".
وأضاف سيجري، أن عدم استكمال العملية، والسيطرة على كامل الشريط الحدودي، يعني أن "مطامح حزب العمال الكردستاني في اقتطاع أجزاء من الأراضي السورية، تبقى قائمة".
وبهذا المعنى، رجح القيادي أن تعلن تركيا قريبا عن استكمال "نبع السلام"، قائلا: "ما لم يتم الوفاء بالوعود الروسية المقدمة إلى تركيا حول إخراج عناصر "العمال الكردستاني" من المناطق الحدودية وبعمق 32 كيلومترا، فسوف تستكمل العمليات العسكرية".
من جهته، قال المحلل والباحث السياسي، سعد الخطيب، إن "إنهاء تواجد الوحدات الكردية، يعد مطلبا شعبيا سوريا، وتركيا، لما تشكله من تهديد أمني للشعبين".
وأضاف لـ"عربي21"، أن الشرط الرئيس للاتفاق التركي-الروسي الذي أوقف "نبع السلام"، لم ينفذ للآن، رغم مرور عام كامل، فما زال عناصر الوحدات على تخوم المنطقة، وما زالوا يرسلون المفخخات الهادفة إلى ضرب الاستقرار الوليد في المنطقة، بحسب تعبيره.
اقرأ أيضا: فصائل في "نبع السلام" تتوافق على قائد لها.. لماذا؟
وتابع الخطيب بأن العملية لم تكتمل رغم كل المكاسب، والأمل قائم في أن يتم استكمالها، حتى يتم إفساح المجال لعودة قسم كبير من اللاجئين والنازحين، مبينا أن "استكمال نبع السلام، يعد مصلحة مشتركة تركية وسورية".
ولفت الباحث إلى تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قبل أيام، بشن عملية عسكرية جديدة في الشمال السوري.
وفي السياق ذاته، أشاد رئيس الائتلاف الوطني السوري نصر الحريري، بمشاركة الجيش التركي في "دحر التنظيمات الإرهابية في الشمال السوري"، وقال خلال زيارة أجراها الحريري إلى والي إسطنبول، الثلاثاء: "قبل أيام كانت الذكرى السنوية الأولى لعملية نبع السلام التي تكللت بنصر كبير على تنظيمات العمال الكردستاني".
وأضاف الحريري أن الائتلاف الوطني يعتبر أن "المشروعات الإرهابية شرق سوريا، تشكل خطرا كبيرا على وحدة الشعب السوري ووحدة الأراضي السورية وعلى دول الجوار وأمنها، داعيا إلى القضاء عليها وإخراجها من سوريا بشكل كامل".
وفي 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، بدأت تركيا عملية "نبع السلام"، وعلقت العملية في الـ17 من الشهر ذاته، وفق اتفاق تركي-أمريكي، أعقبه بأيام اتفاق تركي-روسي، بعد أن أدت إلى تحرير منطقة تزيد مساحتها على 4 آلاف كيلومتر مربع، بطول يصل إلى 150 كيلومترا، وتضم قرابة الـ600 منطقة سكنية، موزعة على أرياف محافظة الرقة الشمالية، ومحافظة الحسكة الغربية.