هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعد مرور 81 يوما من الإضراب المتواصل عن الطعام وتعنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تدهورت الحالة الصحية للأسير الفلسطيني ماهر عبد اللطيف الأخرس، بشكل كبير وسط توقعات باستشهاده في أي لحظة.
تدهور سريع
والأسير الأخرس (49 عاما)، لديه ستة أبناء (3 أولاد و3 بنات)، من سكان مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة، دخل إضرابه المفتوح عن الطعام، احتجاجا على سجنه إداريا أربعة أشهر دون توجيه أي تهمة.
وللوقوف على حقيقة الوضع الصحي للأسير، تواصلت "عربي21" مع زوجته تغريد الأخرس "أم إسلام" (41 عاما)، التي تتواجد إلى جانبه في مستشفى "كلابان" الإسرائيلي والتي أكدت أن هناك "تدهورا سريعا في صحة الأسير، وآلام الرأس والمعدة والصدر تزداد بشدة، إضافة إلى تشنجات تنتابه بين الحين والآخر".
وأوضحت في حديثها لـ"عربي21"، أن "زوجها دخل في حالات غيبوبة لبعض الوقت بشكل متقطع، وأوجاعه تزداد من لحظة لأخرى، وهناك تراجع كبير في وضعه الصحي".
ونبهت "أم إسلام" إلى أن "الأطباء يؤكدون أنه في حال استمر في إضرابه عن الطعام، فمن المتوقع أن يفقد حياته في أي لحظة، وهذا كان آخر حديث للأطباء معنا".
اقرأ أيضا: وقفة تضامنية بغزة مع أسير مضرب عن الطعام منذ 76 يوما
وعن الرسالة التي يؤكد عليها الأسير الأخرس من على سريره في مستشفى "كلابان"، قالت: "هو يؤكد دائما، أنه لا تفاوض مع الاحتلال؛ ويقول: ’أنا لن أنكسر، ولن أكسر شعبي، لأن انكساري هو انكسار لشعبي، فإما الإفراج أو الشهادة‘".
وحول تطورات الوضع من قبل الاحتلال أو مبادرات لأنهاء إضراب الأسير بالإفراج عنه من قبل أطراف أخرى، قالت زوجة الأسير: "نسمع أن هناك تدخلات من الأمم المتحدة والسفير الروسي، ولكن لا نتائج على الأرض، والأسير تتدهور حالته الصحية باستمرار".
الإفراج الفوري
في السياق ذاته، نقل نادي الأسير الفلسطيني، عن الأسير الأخرس قوله في رسالة وجهها الأربعاء: "أنا ثابت على قراري ولن أتناول أي طعام إلا في بيتي".
وطالب الأسير عبر رسالته بالسماح له بأن يرى أمه وأطفاله، بعد أن وصل إلى مرحلة صحية خطيرة، مع استمرار الاحتلال رفضه الاستجابة لمطلبه المتمثل بإنهاء اعتقاله الإداري فورا.
وقال: "أنا ثابت على قراري ولن أتناول أي طعام إلا في بيتي، ولن أكسر إرادتي، لا أتناول سوى الماء، وسأظل على هذا الأمر حتى أرجع إلى بيتي، سلامي للأهل، سلامي إلى أمي الغالية، وسلامي إلى أطفالي، إني أحبكم كثيراً، فرسالتي للعالم الحر أن أرى أمي وأطفالي".
وأكد نادي الأسير في بيان له وصل "عربي21" نسخة عنه، أن "الأسرى في سجون الاحتلال أعلنوا مساء أمس، عن تصعيد خطواتهم الاحتجاجية بعد فشل الحوار مع إدارة السجون، حول إنهاء عزل الأسير وائل الجاغوب ومجموعة من الأسرى، ورفض الاحتلال الإفراج عن الأسير الأخرس".
واعتقل الأسير الأخرس في 27 تموز/ يوليو 2020، وهو متزوج وأب لستة أبناء، يعمل في الزراعة، وكان قد تعرض للاعتقال عدة مرات منذ عام 1989، وقضى ما مجموعه في سجون الاحتلال بشكل متفرق نحو خمس سنوات.
اقرأ أيضا: فلسطينيون يطالبون بإنقاذ حياة المعتقل "الأخرس"
يشار إلى أن المحكمة العليا للاحتلال، رفضت عدة طلبات تقدمت بها محاميته للإفراج الفوري عنه، وأبقت على قرار تجميد اعتقاله الإداري، وفي 23 من أيلول/ سبتمبر 2020، أصدرت المحكمة قرارا بتجميد اعتقاله الإداري، الأمر الذي اعتبره الأسير الأخرس خدعة ومحاولة للالتفاف على إضرابه.
وفي الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 2020، رفضت المحكمة مجددا طلب الإفراج الفوري عنه، ومجددا في الثاني عشر من تشرين الأول/ أكتوبر 2020، رفضت طلب الإفراج عنه، وقدمت مقترحا في جوهره، يمثل "محاولة جديدة للالتفاف على إضرابه، الأمر الذي رفضه الأسير الأخرس وأعلن استمراره في الإضراب"، بحسب نادي الأسير.
وقفة تضامنية
في سياق متصل، شارك فلسطينيون في قطاع غزة، الخميس، في وقفة أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تضامنا مع ماهر الأخرس، المُعتقل المضرب عن الطعام، داخل السجون الإسرائيلية.
ورفع الفلسطينيون خلال الوقفة، لافتات تُطالب المجتمع الدولي بالتدخل للإفراج عن الأخرس، وبقية المعتقلين.
وتحذر مؤسسات حقوقية ومسؤولين فلسطينيين من الخطر الذي يهدد حياة الأخرس، في ظل رفض إسرائيل الاستجابة لمطلبه والإفراج عنه.