هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تشهد أرياف الرقة الشمالية المتاخمة لمنطقة "نبع السلام" تحركات عسكرية، متمثلة بقيام قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بحفر عدد من الأنفاق في محيط مدينة عين عيسى الاستراتيجية.
وفي التفاصيل، أفادت مصادر محلية بزيادة عمليات حفر الأنفاق من قبل "قسد" على طول المناطق المحاذية للجبهات مع "الجيش الوطني" في منطقة "عين عيسى".
يأتي ذلك، غداة قصف مدفعي تركي بدأ منذ مساء الأربعاء، على النقاط العسكرية التابعة لـ"قسد"، في محيط عين عيسى، وسط تأكيد تركي رسمي بأن القصف المدفعي يأتي في إطار الرد على قصف مناطق عملية "نبع السلام".
وأكد مدير موقع "الخابور" إبراهيم الحبش، في حديث خاص لـ"عربي21"، أن "قسد" استقدمت عشرات الشبان من المخيمات العشوائية في الرقة، للقيام بعمليات حفر الأنفاق والخنادق بمحيط عين عيسى.
وأوضح لـ"عربي21" أن "قسد" تتخوف من قيام الجيش الوطني، مدعوما بالجيش التركي، بشن عملية عسكرية؛ بهدف السيطرة على "عين عيسى".
اقرأ أيضا: روسيا تعزز وجودها العسكري شرق الفرات.. الانسحاب غير وارد
ولفت الحبش إلى قيام "قسد" بإنشاء نقاط طبية في المنطقة، وكذلك إلى قيامها برفع السواتر الترابية.
من جانبه، أشار الناشط الإعلامي، صهيب اليعربي، إلى تحركات عسكرية تقوم بها فصائل "الجيش الوطني"، تأتي في إطار الاستعداد لعمل عسكري في المنطقة.
ولفت خلال حديثه لـ"عربي21"، إلى سحب النظام السوري لعدد كبير من قواته التي كانت متمركزة في "اللواء 93"، وتحديدا السلاح الثقيل، وقال: "المنطقة محكومة بالتفاهمات التركية- الروسية، ومن غير المستبعد أن تقوم تركيا بشن عمل عسكري في الجهة الشمالية للطريق الدولي M4".
وأوضح اليعربي، أن الروس لا يتواجدون شمال الطريق الدولي، وتواجدهم مقتصر على الجهة الجنوبية منه، ما يعني عدم تعارض العمل العسكري المدعوم تركيا، والمحدود، مع الوجود الروسي في عين عيسى.
وكانت فصائل "الجيش الوطني" طالبت تركيا باستئناف عملية "نبع السلام"، وذلك بسبب التهديد الأمني الذي يشكله وجود عناصر "قسد" على مقربة من خطوط التماس لاستقرار المنطقة.
من جانب آخر، أكد اليعربي قيام الجيش التركي بإزالة مقاطع إسمنتية من الجدار الحدودي المقابل لمدينة الدرباسية في ريف الحسكة، وقال: "المؤشرات هذه تؤكد أن هناك تحركا تركيا قادما".
وانتشرت قوات النظام وقوات من الشرطة العسكرية الروسية في عين عيسى في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وذلك في إطار اتفاق "سوتشي" التركي- الروسي.
وتنبع أهمية عين عيسى من وقوعها على مفترق طرق تؤدي إلى مدينة الرقة من جهة وتل أبيض وريف الحسكة من جهة وعين العرب (كوباني) ومنبج من جهة أخرى.
وتمتد منطقة "نبع السلام"، التي تقع تحت السيطرة التركية، من تل أبيض بريف الرقة الشمالي، إلى مدينة رأس العين بريف الحسكة الغربي، وكانت المعارك توقفت فيها إثر اتفاق تركي –أمريكي، أعقبه بأيام اتفاق تركي- روسي مماثل، في أواخر تشرين الأول/ نوفمبر 2019