هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت مصادر خاصة لـ"عربي21" عن زيادة واشنطن الضغط على قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، لحملها على الإعلان عن فك ارتباطها بحزب "العمال الكردستاني"، وعدم وضع العراقيل أمام المفاوضات "الكردية- الكردية".
وسبق أن أكدت مصادر كردية، توقف المفاوضات بين "قسد" و"المجلس الوطني الكردي" التي ترعاها الولايات المتحدة وفرنسا.
وقال الصحفي الكردي شيرزان علو، لـ"عربي21"، إن واشنطن أبلغت "قسد" أنها عازمة على إنهاء تواجد "العمال الكردستاني" في منطقة شرق الفرات.
وأشار علو، إلى تجديد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، الإشارة إلى تصنيف بلاده لـ"العمال الكردستاني"، منظمة إرهابية.
وكان جيفري قد أكد الاثنين، على ضرورة مغادرة عناصر "العمال الكردستاني" للأراضي السورية، وقال في تصريحات لموقع "سوريا على طول": "نحن نعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، ونريد أن نرى أفراده يغادرون سوريا".
اقرأ أيضا: الانتخابات الأمريكية تجمد المفاوضات بين الوحدات الكردية
وأضاف أن وجود "العمال الكردستاني" في الشمال الشرقي لسوريا سبب رئيسي للتوتر الحاصل بين الولايات المتحدة وتركيا، وقال، إن "مخاوف تركيا إزاء تركيبة قوات سوريا الديمقراطية وتواجد حزب العمال الكردستاني حقيقية".
وتابع جيفري: "لهذا السبب ندعم المحادثات الكردية، لكن هذه المحادثات ليست محادثات لحكم شمال شرق سوريا، والأمر يتطلب بالطبع دورا للمجتمع العربي في المنطقة".
وفي هذا الإطار، أكد شيرزان علو، أن تصريحات جيفري، جاءت بعد أنباء عن رفض "العمال الكردستاني" مغادرة شمال شرق سوريا، وكذلك بعد الحديث عن فشل المفاوضات بين "قسد" و"المجلس الوطني الكردي".
من جانبه، قال نائب رئيس "رابطة المستقلين الكرد السوريين"، المحامي رديف مصطفى، لقد صنفت الولايات المتحدة منذ زمن طويل "العمال الكردستاني" كمنظمة إرهابية، لكنها غضت النظر عن ذلك في سوريا، وذلك لاستخدام أذرع الحزب في سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وتذرعت بحجج واهية وغير مقنعة بأن "قسد" تشكيل سوري.
وأضاف لـ"عربي21": "يعلم الجميع بأن كوادر "العمال الكردستاني" هم أصحاب القرار في "قسد" وهم أيضا أصحاب القرار الفعلي في ما يسمى بـ"الإدارة الذاتية"".
وقال مصطفى: "لم تهتم الولايات المتحدة، إلا بالجانب العسكري، وتحديدا استخدام هؤلاء في الحرب على تنظيم الدولة، وبعد إعلان الانتهاء من الأخير، أرادت الولايات المتحدة سحب قواتها من الجزيرة ثم تراجعت في مقاربة سياسية إلى جانب العمل العسكري ضد خلايا التنظيم المتبقية وهذه المقاربة السياسية الأمريكية تجلت في رعاية ما سمي بالحوار الكردي، بالتالي العمل على خلق حالة خاصة بالجزيرة السورية".
اقرأ أيضا: هل تتغير استراتيجية أمريكا في سوريا بعد انتخابات ترامب وبايدن؟
وأردف بقوله: "لكن واشنطن، إلى الآن تواجه تحديات كبيرة منها أن قوى المعارضة والثورة ترفض "قسد" نظرا لعلاقتها مع النظام ومعاداتها للثورة، فضلا عن عدم استجابة "قسد" والإدارة الذاتية، لطلب فك الارتباط مع "العمال الكردستاني"، يضاف إلى الموضوع رفض تركيا لأي نفوذ لـ"العمال الكردستاني" في الحدود التركية".
وبهذا المعنى، يعتقد مصطفى أن الولايات المتحدة تقترب نوعا ما من الواقعية، في طرحها الذي ينص على ضرورة إنهاء نفوذ "العمال الكردستاني"، مستدركا: "المطلوب ليس فقط إخراج كوادر "العمال الكردستاني" من سوريا، بل ضمان فك الارتباط بين "قسد" والنظام السوري".
وكانت الجولة الأولى من المفاوضات الكردية-الكردية التي انطلقت في نيسان/ أبريل الماضي، بدعم أمريكي وفرنسي، أفضت إلى التوصل إلى رؤية سياسية حول خمس نقاط سياسية حسب إعلان أطراف الحوار من المباحثات الكردية- الكردية.
ومن ثم بدأت المرحلة الثانية في حزيران/ يونيو الماضي، بحضور زعيم "قسد" مظلوم عبدي، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، بالإضافة إلى ممثلين عن "المجلس الكردي"، وانتهت بالإعلان عن تشكيل "المرجعية السياسية الكردية".