هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرح إطلاق عملية تشاورية جديدة حول سوريا بين قطر وتركيا وروسيا الخميس، تساؤلات حول أسباب غياب إيران، وما إذا كان ذلك يمهد لإخراجها من الملف السوري، تزامنا مع قرب حلول الذكرى السنوية العاشرة لاندلاع الثورة على نظام بشار الأسد، قبل أن تتحول إلى حرب طاحنة تسببت بقتل وتهجير الملايين.
وأكد البيان الختامي للاجتماع
الثلاثي القطري التركي الروسي المنعقد بالدوحة، بشأن الوضع في سوريا، التزام المشاركين
بـ"الحفاظ على السيادة السورية، واستقلالها ووحدة أراضيها"، وفق ميثاق الأمم
المتحدة.
وجاء في البيان الذي نشرته الخارجية
القطرية، أن المشاركين أعربوا عن "قناعتهم بعدم إيجاد حل عسكري للصراع في سوريا،
والالتزام بالدفع بعملية سياسية تسيرها الأمم المتحدة، لدعم الأطراف من أجل التوصل
لحل سياسي، وفق قرار مجلس الأمن 2254، وبيان جنيف لعام 2012".
وقرر وزراء خارجية قطر وتركيا
وروسيا، تكليف مبعوثي الدول الثلاث بمواصلة الجهود لتحقيق الأهداف المشتركة من وراء
الاجتماع.
محاولة روسية
وحول فرضية استثناء إيران
بالمرحلة المقبلة، يشدد المحلل السوري أحمد كامل على أن ذلك "صعب"، رغم
محاولة روسيا التصرف وحدها بالملف السوري، بحكم سيطرتها الجوية والسياسية بسوريا،
من خلال حق الفيتو بمجلس الأمن، وحاجة نظام الأسد للقوة الروسية.
ويستدرك كامل في حديثه
لـ"عربي21": "لكن على الأرض، إيران ومليشياتها هي التي
تقاتل"، مؤكدا أن "طهران تستطيع تعطيل أي مسار دولي يمكن أن
يستثنيها".
اقرأ أيضا: البيان الختامي لاجتماع الدوحة: لا حل عسكريا للأزمة بسوريا
ويتطرق إلى المسارات
السياسية المتعلقة بالملف السوري، مبينا أن "هناك أستانا بمشاركة روسيا
وتركيا وإيران، ومسار سوتشي بمشاركة روسيا وتركيا، وجنيف بمشاركة الأمم المتحدة
وأمريكا (..)، والمسار الجديد بمشاركة تركيا وروسيا وقطر".
ويتابع كامل قائلا:
"المسار الجديد يسعد الشعب السوري، لأنه على الأقل هناك دولتان صديقتان مع
الثورة السورية (قطر وتركيا)"، مستدركا: "هناك خوف من الاستعجال
والتفاؤل، تجاه هذا المسار الذي ربما يساعد في تحقيق الحرية التي يسعى إليها الشعب
السوري".
وفي قراءة مختلفة، يرى
المحلل السياسي طلال عتريسي أن "روسيا تحاول جمع أطراف أخرى في مواجهة سياسة
جو بايدن، التي تريد تطويق موسكو والالتفاف عليها، وجعلها هدفا استراتيجيا للتطويق
والحصار والعقوبات"، مضيفا أن "التصريحات الروسية تظهر خيبة أمل من
سياسة بايدن".
ضم قطر لا يسيء لإيران
ويؤكد عتريسي أن "ضم
قطر في عملية التشاور، لا يعني أن إيران أصبحت خارج الملف السوري"، مشيرا إلى وجود مسار
إيراني تركي روسي، ويعقد اجتماعات بشكل دوري، للبحث في الأزمة السياسية والعسكرية
في سوريا.
ويستكمل بقوله:
"الجديد ضم قطر، ولا أعتقد أن ذلك الأمر يسيء لإيران، لأن طهران والدوحة بينهما
علاقات إيجابية"، معتقدا أن "روسيا تعمل من أجل أن يكون لديها أوسع
دائرة من العلاقات والمسارات في حل شؤون المنطقة، بغض النظر إذا نجح هذا الأمر أو
لا".
اقرأ أيضا: عملية تشاورية جديدة حول سوريا بين قطر وتركيا وروسيا
ويشدد عتريسي على أن لقاء
الدوحة "اقتصر على الأبعاد الإنسانية وإرسال مساعدات"، وهذا الأمر لا
ينافس الدور الإيراني والتركي، موضحا أن "مثل هذا اللقاء التشاوري لا يعد
مسارا، وقد يستمر أو يتوقف، ولا يعني استثناء إيران".
ولم يستبعد محاولة روسيا
تجاهل أو تجنب أو إضعاف إيران، لكن حضور طهران في سوريا أساسي ولا تحدده موسكو،
بحسب تقديره.
ويختتم المختص بالشأن
الإيراني حديثه قائلا: "العلاقة الروسية الإيرانية مع النظام السوري متينة،
ولا يمكن إخراج إيران من هذه المعادلة (..)، ومن ثم لقاء الدوحة التشاوري لا
يؤسس لإخراج إيران من الشأن السوري؛ لأن حضور طهران قائم بذاته من جهة، وقائم من
خلال مسار أستانا والمسارات الأخرى مع روسيا وتركيا".