هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في خطوة تهدف إلى زيادة الحضور الإيراني في الجنوب السوري، عرضت شخصية عسكرية مدعومة من طهران، إلغاء الحجز على الممتلكات التي طالت معارضي النظام في درعا السورية، في حال الالتحاق بالمليشيات الإيرانية.
جاء ذلك، في تسجيل صوتي متناقل، منسوب لمتزعم مليشيا مدعومة من إيران، يدعى وسيم عمر المسالمة، قال فيه إن القوانين الأخيرة أعطت الصلاحيات لقادة المجموعات الإيرانية بالحجز على أملاك المعارضين ومصادرتها من دون الرجوع إلى المحاكم.
وأضاف أن كل عناصر وقادة المجموعات الإيرانية لديهم القوة والحق في الحفاظ على ممتلكاتهم وعدم المساس بها من أي جهة كانت، وتعطى هذه الميزات للمنتسبين الجدد لتلك المليشيات من دون النظر إلى تاريخ المنتسب سواء كان من المعارضين أو من المدنيين الذين لم يسبق لهم الانضمام إلى الفصائل المسلحة.
وأعطى المتحدث مدة أسبوعين للبدء بقوائم أسماء وأوراق من تقدم لرفع الحجوزات عن منازلهم وعقاراتهم.
اقرأ أيضا: مصادر: عناصر "التسوية" يرفضون أوامر روسية لقتال "داعش"
وفي تعليقه على ما جاء في التسجيل، أشار الناطق باسم "تجمع أحرار حوران" أبو محمود الحوراني، إلى تأكيد أكثر من مصدر أن التسجيل يعود للمسالمة، القيادي الذي يعمل مع إيران منذ العام 2015.
وأضاف لـ"عربي21"، أن المسالمة الذي يتزعم مليشيا "قوات العرين" الممولة من الحرس الثوري الإيراني، له ارتباط واضح مع إيران، وله نشاط واضح في دعم إيران، وتقوية نفوذها في الجنوب السوري.
ويدلل لجوء إيران إلى أساليب ترويج غير معهودة للانضمام إلى المليشيات التابعة له في الجنوب السوري، على الأهمية الكبيرة التي توليها لهذه المنطقة الاستراتيجية، وفق المحلل السياسي، الدكتور نصر فروان من درعا.
وقال لـ"عربي21": "لا يخفى على أحد أن لإيران مصالح جيوسياسية وثقافية واقتصادية كبيرة في سوريا والجنوب، ولا زالت طهران تعرف أن وجودها العسكري المباشر في الجنوب غير مضمون بسبب الرفض الإسرائيلي والأمريكي".
ولذلك، وفق فروان، لجأت إيران إلى أساليب متعددة لحماية مصالحها في المستقبل، ومنها حملة التشيع مستغلة الأحوال الاقتصادية المتردية للناس نتيجة الحرب والحصار الاقتصادي، فقامت ببناء الحسينيات والمدارس الدينية، كما عملت على تشكيل فصائل عسكرية موالية لها حتى تكون ضمانة لمصالحها السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
اقرأ أيضا: ماذا قال أهالي درعا بعد عقد على انطلاق شرارة الثورة السورية؟
من جانبه، قال الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد، إن من الواضح أن هناك اتفاقا بين النظام وإيران على زيادة التضييق على الأهالي في الجنوب، من خلال إصدار الحجوزات الاحتياطية على الممتلكات، لدفع أكبر عدد ممكن منهم إلى المليشيات الإيرانية للحماية.
وفي حديثه لـ"عربي21"، لم يستبعد السعيد أن تكون قرارات النظام بمصادرة ممتلكات المعارضين، هي بإيعاز إيراني مباشر، وذلك لمواجهة المخطط الروسي الذي يهدف إلى الحد من تواجد إيران في الجنوب السوري.
وتعيش درعا على وقع فلتان أمني، منذ صيف العام 2018، وسط اتهامات لأجهزة النظام والمليشيات الإيرانية باستهداف كل من يعارض بسط سيطرة النظام الكاملة على المنطقة.
ولا يتيح اتفاق "التسوية" لقوات النظام السوري التواجد في كل المناطق، وتتولى مسؤولية الأمن عناصر من فصائل الجيش الحر سابقا، بعد أن انضموا لـ"اللواء الثامن" التابع لـ"الفيلق الخامس" المدعوم روسيا.