هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يتكرر المشهد من جديد في حي آخر من أحياء مدينة القدس، فبعد حي الشيخ جراح يخوض حي بطن الهوى في داخل قرية سلوان الواقعة جنوبي المسجد الأقصى خارج أسوار البلدة القديمة في مدينة القدس، معركة تهجير عشرات العائلات الفلسطينية من منازلها ومنحها للمستوطنين بهدف تهويد بلدة سلوان بكاملها والبالغ عدد سكانها نحو 55 ألف نسمة.
مدخل حي بطن الهوى في سلوان
وتصدر وسم "#أنقذوا_حي_سلوان" مواقع التواصل الاجتماعي في عدد من الدول العربية، وذلك بعد الكشف عن حملة تهجير جديدة يسعى الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذها بحق السكان الفلسطينيين في الحي الواقع شرقي القدس.
ومرة أخرى يزعم الاحتلال أن النزاع هو "نزاع عقاري" وليس صراعا على الهوية والحقوق.
ويعتبر حي أو جبل بطن الهوى امتداد لـجبل الزيتون، ويقع في الزاوية الشرقية للقدس حيث يفصله عنها وادي سلوان الذي يتصل بوادي قدرون في النقطة نفسها.
وبعد احتلال قرية سلوان عام 1967 صادر الاحتلال ما يزيد على الـ73 ألف دونم من أراضيها لغاية إقامة المستوطنات والطرق الالتفافية.
وبدأ الاستيطان في بلدة سلوان ببؤرتين في حي بطن الهوى عام 2004، أضيف لها مركز شرطي للحراسة، ثم تصاعد عام 2014 ليبلغ عدد البؤر الآن ستة تعيش فيها 23 أسرة من المستوطنين. وفي عام 2017 ارتفع العدد إلى ثلاثين عائلة.
والآن تخطط سلطات الاحتلال لعملية تهجير عرقي واسعة النطاق في حي بطن الهوى، بهدف تهويد سلوان، حيث تنوي السلطات الإسرائيلية إصدار قرار بتهجير العائلات الفلسطينية.
استفزازات وتحرشات استيطانية يومية يواجهها أهالي
الحي
وكما انتصر العرب والفلسطينيون وأحرار العالم لحي الشيخ جراح وهب الجميع لإنقاذه باعتباره الحامية الشمالية للمسجد الأقصى، فقد طالب أهالي "بطن الهوى" بنصرتهم والوقوف معهم في بلدة سلوان الحامية الجنوبية للمسجد، بخاصة أن خطط الاحتلال تستهدف 7 آلاف مقدسي مهددين بالتهجير، إما بسبب هدم منازلهم بحجة بنائها دون ترخيص أو إخلائها لمصلحة المستوطنين الذين يدعون ملكيتهم للمنازل.
رئيس لجنة حي بطن الهوى ببلدة سلوان زهير الرجبي ذكر أن عدد أوامر إخلاء المنازل في بطن الهوى وصل إلى أكثر من 87 أمرا، ويسكن هذه المنازل 700 مقدسي يعيشون على مساحة 5 دونمات و200 متر..
وتزعم جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية أن ملكية المنازل في الحي تعود ليهود اليمن قبل عام 1948، وافتتحت عام 2018 في الحي "مركز تراث يهود اليمن" بادعاء أن كنيسا يعود ليهود اليمن كان قائما بالمكان وحمل اسم "بيت العسل" قديما.
ويستهدف الاحتلال بلدة سلوان بمشاريع استيطانية عدة، ويرى أن تهجير أهالي حي بطن الهوى سيؤدي إلى تحويله إلى مستوطنة ضخمة تتصل مباشرة بمستوطنة رأس العامود شرقا وبالبؤر الاستيطانية في حي وادي حلوة غربا.
ما يجري في أحياء القدس يعني أن 45% من مجموع الأسر يتهددها خطر سلب بيوتها على أساس عرقي عنصري من أجل خلق واقع ديمغرافي وجغرافي يفرض أمرا واقعا على الأرض.
حي بطن الهوى في سلوان بالقدس المحتلة
ووفقا لمنظمتي "السلام الآن " و"عير عميم" الإسرائيليتين، فقد حصلت قفزة ما بين عام 2009 و2016 بنسبة 70% في عدد المستوطنين الذين يعيشون في الأحياء الفلسطينية في البلدة القديمة في القدس، كذلك، حصلت زيادة بنسبة 39% في عدد من مجمعات البناء الاستيطانية الجديدة في الأحياء الفلسطينية شرقي القدس.
وخلال تلك الفترة، أخلي 68 منزلا في حي الشيخ جراح وسلوان والحي الإسلامي من الأسر الفلسطينية.
إن الحملة الاستيطانية المدعومة بجميع مؤسسات سلطة الاحتلال والتي تصاعدت في السنوات الأخيرة تكشف عن معاناة الفلسطينيين في القدس الصامدين في مواجهة مخطط نهب أملاكهم وتهويد أراضيهم وسرقة تاريخهم وتراثهم، وهو مخطط بدأ تنفيذه منذ "نكبة" 1948 واستمر بعد "نكسة" 1967 وما يزال يتصاعد حتى يومنا هذا، ولا توجد أية مؤشرات على توقفه عند حد، في ظل التراخي والضعف العربي، وتفكك المجتمع الدولي الذي لا يمارس أي دور حقيقي لوقف النزيف الفلسطيني.
المراجع
ـ الموقع الرسمي لمنظمة بتسيلم (المركز الإسرائيلي للمعلومات عن حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة).
ـ "بطن الهوى" المقدسي... معركة جديدة في وجه التهويد والاستيطان، العربي الجديد، 26 أيار/ مايو 2021.
ـ 7 آلاف مقدسي مهددون بالتهجير من سلوان، الجزيرة نت، 26 أيار/ مايو 2021.
ـ الباحث عــلاء محـاجنــة، حي "بطن الهوى": نكبة مستمرة، حزيران/ يونيو 2016.