ملفات وتقارير

جمعية العلماء في الجزائر ترفض الهجوم على الأمير عبد القادر

استياء عام في الجزائر رفضا للتشكيك في وطنية الأمير عبد القادر- (عربي21)
استياء عام في الجزائر رفضا للتشكيك في وطنية الأمير عبد القادر- (عربي21)

دعت جمعية العلماء المسلمين في الجزائر، العاملين في الشأن العام إلى احترام رموز الأمة عامة والجزائر خاصة، والالتزام بالحد الأدنى من الموضوعية والاحترام الواجب تجاهها في حال التعرض لتاريخها.

وظهر آيت حمودة في برنامج تلفزيوني أول أمس الخميس على قناة "الحياة" التلفزيونية في الجزائر، وعلق بسخرية على مبادرات الأمير في المصالحة بين المسيحيين والمسلمين في المشرق، مشيرًا إلى أنه "أنقذ المسيحيين الذين كانوا يقتلون أبناء شعبه في الجزائر".

واتهم آيت حمودة صراحة الأمير عبد القادر بأنه انتقل من القتال مع الجزائريين ضد فرنسا إلى القتال مع الفرنسيين.. بل وتحدث عن أن أحد أبناء الأمير عبد القادر متزوج إسرائيلية وأنه زار منطقة القبائل عام 1963 برفقة عدد من الإسرائيليين وأن السلطات الجزائرية اكتشفت ذلك وأعادته من حيث أتى.. 

وذهب هذا السياسي المثير للجدل، إلى حدّ المطالبة بإخراج جثمان الأمير عبد القادر من مقبرة العالية، حيث يخصّص له حيز كبير في مقام الشهداء مع بقية المقاومين وشهداء الثورة التحريرية.

وانتقد رئيس جمعية العلماء المسلمين بالجزائر الدكتور عبد الرزاق قسوم في حديث خاص لـ"عربي21"، تصريحات النائب البرلماني السابق في الجزائر، نور الدين آيت حمودة، التي طعن فيها في تاريخ الأمير عبد القادر، واتهمه فيها بالخيانة والانضمام إلى صف الاستعمار الفرنسي ضد أبناء بلده، وفق زعمه، وأكد أنها "لا يمكن أن تصدر عن وطني جزائري عاقل".

وأضاف: "اتهام الرمز الوطني الجزائري الأمير عبد القادر بالخيانة، وهو الذي حمل السلاح 18 سنة من أجل كلمة الله والوطن، لا يقوله عاقل، ولا يصدر إلا عن شخص فقد الحد الأدنى من الصواب والوطنية والأخلاق".

وتساءل قسوم: "لماذا الآن وبعد 60 سنة من الاستقلال أصبح الأمير عبد القادر خائنا؟ ولماذا لم يتوقف الأمر عند الأمير عبد القادر بل امتد إلى مصالي الحاج وبومدين؟".

وأضاف: "نحن ندعو كل من تسول نفسه المساس برموز الأمة والوطن أن يكفوا عن هذا العمل لأنهم يخلقون البلبلة في صفوف الأجيال الجديدة ويفتتون وحدة البلاد.. الحد الأدنى من الاحترام عند الحديث حول الزعماء لا يجب أن نخل به"، وفق تعبيره.

من جهته رفض رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية "حمس" عبد الرزاق مقري اتهامات آيت حمودة للأمير عبد القادر، وقال في تغريدة نشرها في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "ما قاله آيت حمودة عن الأمير عبد القادر مقرف وظالم وينم عن جهل كبير بالحقائق التاريخية، كما أن خلفيته في الاعتداء على الأمير وشتم مصالي الحاج وبومدين خلفية أيديولوجية تزيد في نشر العداوة والاستقطاب والتوترات الاجتماعية في بلادنا"، وفق تعبيره.

 

ما قاله آيت حمودة عن الأمير عبد القادر مقرف وظالم وينم عن جهل كبير بالحقائق التاريخية، كما أن خلفيته في الاعتداء على الأمير وشتم مصالي الحاج وبومدين خلفية أيديولوجية تزيد في نشر العداوة والاستقطاب والتوترات الاجتماعية في بلادنا (وسأعود للموضوع لاحقا).



وقررت عائلة الأمير عبد القادر ومجموعة من المحامين مقاضاة نجل العقيد عميروش نور الدين آيت حمودة على إثر التصريحات التي أطلقها تجاه مؤسس الدولة الجزائرية.

وكتبت عتيقة بوطالب حفيدة الأمير عبد القادر في منشور عبر حسابها على موقع فيسبوك: "وصف نور الدين آيت حمودة على قناة الحياة اليوم الأمير عبد القادر بالحركي و مصالي الحاج بالخائن و الرئيس الراحل هواري بومدين بالخبيث. لذا أعلن التحاقي بمجموعة من المحامين والمثقفين والسياسيين لرفع دعوى قضائية ضد نور الدين آيت حمودة لإساءته لرموز الوطن على قناة الحياة، وهذا طبقا لما نص عليه الدستور وقانون المجاهد والشهيد وقوانين الجمهورية".

 



وقالت المحامية حسنة بورنان إن حفيدتي الأمير عبد القادر، عتيقة بوطالب وزهور آسيا بوطالب، وعدد كبير من المواطنين بالمئات تأسسوا مع محامين كطرف مدني في قضية إساءة آيت حمودة لمؤسس الدولة الجزائرية وعدد من رموز الوطن.

وقد حذفت قناة "الحياة" الحوار من موقعها بعد حملة الاستياء التي أثارتها تلك التصريحات.

والأمير عبد القادر الجزائري هو قائد سياسي وعسكري جزائري، عرف بمحاربته للاحتلال الفرنسي للجزائر وقاد مقاومة شعبية لخمسة عشر عاما أثناء بدايات غزو فرنسا للجزائر. ويعتبر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورمزا للمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار والاضطهاد الفرنسي. نفي إلى دمشق حيث تفرغ للتصوف والفلسفة والكتابة والشعر وتوفي فيها يوم 26 مايو 1883، ودفن في دمشق وظل فيها إلى العام 1966 حيث تمت إعادة رفاته إلى الجزائر.


التعليقات (0)