هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تعتزم
الحكومة الإيرانية تدشين مشروع "الربط السككي" بين إيران والعراق وسوريا،
خلال كانون الثاني/يناير الجاري، والذي سيتيح لطهران الوصول إلى البحر المتوسط
عبر ميناء اللاذقية على الساحل السوري.
ووقع
وزير الطرق وإعمار المدن الإيراني، رستم قاسمي، خلال زيارته إلى العراق، اتفاقا مع
الحكومة العراقية، يقضي ببدء الأعمال التنفيذية لمشروع "الربط السككي"
بين "شلمجة" الإيرانية و"البصرة" العراقية بعد توقف دام 20
عاما، وفق وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
وتزامن
إعلان تدشين المشروع، مع حديث وسائل إعلام إيرانية عن أهمية المشروع، خاصة أنه
سيسمح لشبكات السكك الحديدية الموجودة في العراق بربط إيران بسوريا، في طريق يمر
من البصرة إلى بغداد ومنها إلى مدينة القائم على الحدود العراقية- السورية.
وقالت
وكالة "أنباء الطلبة" الإيرانية، إن القوات الأمريكية الموجودة في قاعدة
"التنف" العسكرية على المثلث الحدودي بين العراق والأردن وسوريا، لم تعد
تشكل عائقا أمام إنجاز المشروع، موضحة أن المسار الحالي سيمر من القائم إلى دمشق
عبر محافظة حمص، وصولا إلى ميناء اللاذقية على البحر المتوسط.
وتعتمد
إيران في مشروع وصولها إلى البحر المتوسط على خطوط السكك الحديدية في العراق، خاصة الخط
الذي تم إنشاؤه حديثا في شمال بغداد، ويمر عبر الفلوجة والرمادي والحديثة، ويمتد
إلى منطقة القائم على الحدود مع سوريا.
ويربط
هذا المسار، العراق بالموانئ العربية على ساحل البحر الأبيض المتوسط في سوريا
ولبنان، إذ يحتوي المشروع على خطين للسكك الحديدية في سوريا، الأول يربط البوكمال مع
حلب وإدلب وأخيراً اللاذقية، فيما يربط الخط الثاني البوكمال مع حمص ودمشق، ومنها
إلى كل من اللاذقية ولبنان.
اقرأ أيضا: مخطط نفوذ إيراني بإنشاء "طريق حرير" عبر العراق وسوريا
وحول
مشروع "الربط السككي" قال الدبلوماسي السوري السابق في واشنطن، بسام
بربندي، إن المشروع سيكون بمثابة "استيلاء اقتصادي إيراني على المنطقة".
وأوضح
في حديث مع "عربي21"، أن إيران تريد من خلال المشروع تأسيس موانئ وسكك
حديدية خاصة بها، للابتعاد عن أي ضغوطات يمكن أن تفرض عليها، من الدول المطلة على
الخليج العربي، أو حتى تركيا التي تصلها مع أوروبا.
وأضاف:
"إصرار إيران على تنفيذ المشروع رغم أنه متوقف منذ 20 عاما، يدل على عدم
استقرار الممر المائي في الخليج العربي".
وبين
أن المشروع يربط ميناء "الخميني" على الخليج العربي، مع ميناء اللاذقية
على البحر المتوسط، عن طريق العراق ما يتيح لطهران بأن تكون مركز الثقل الاقتصادي
في منطقة الشرق الأوسط، في مرحلة ما بعد التوافق على حل الملف النووي إذا ما تم
ذلك، مشيرا إلى أن مشروع "الربط السككي" جزء من تمويل الصين لإيران وجزء
من خط الحرير الذي يعتبر من أسس السياسة الصينية.
وأكد
استعداد إيران لإنفاق المليارات مقابل إنجاح المشروع لما سيحققه من مكاسب اقتصادية
وسياسية كبيرة، حيث يمكن أن يشكل مشروع "الربط السككي" طريقا تجاريا يمتد
من الصين وآسيا الوسطى إلى تركيا وأوروبا، مرورا بإيران والعراق وسوريا.
ونبه
إلى أن رفع العقوبات الأمريكية عن إيران في حال إعادة إحياء "الاتفاق
النووي"، يسهل على طهران عملية إنجاز المشروع، خاصة أنها ستستعيد مليارات
الدولارات المجمدة.
وشدد
على أن مشروع "الربط السككي"، "يكرس الوجود الإيراني في سوريا
والعراق"، مؤكدا أن استمرار وجود النظام السوري سيكون السبيل الأهم لإنجاح
المشروع، رغم أن طهران تسعى من خلال المشروع إلى تكريس سيطرتها في المنطقة ككل
وليس فقط في سوريا.
وتوقع
الدبلوماسي السابق، ألّا تؤثر العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران والنظام
السوري على طبيعة عمل المشروع، موضحا أن تعاملات طهران مع دمشق تعتمد على مبدأ
المقايضة غير الخاضع للعقوبات، كما يمكن تمويل المشروع من خلال طرح سندات خزينة
داخلية للاستثمار حسب المصادر الرسمية الإيرانية.
وتبلغ
المسافة المتوقع أن يغطيها مشروع "الربط السككي" نحو 1800 كيلو متر،
انطلاقا من ميناء الخميني الواقع على الجانب الإيراني من مياه الخليج، إلى ميناء
اللاذقية السوري على البحر المتوسط.
وكان
الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني، اعتبر، في أيار الماضي، أن المشروع مهم
للغاية، وأنه سيربط إيران بالعراق وسوريا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، ما سيسهم
في تحقيق تغيير كبير بالمنطقة.