هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلطت صحيفة "نيويورك تايمز"، الضوء على نهج حكومة "إسرائيل" الحذر تجاه غزو روسيا لأوكرانيا والدور السياسي والاجتماعي الذي لعبه الإسرائيليون الناطقون باللغة الروسية، خاصة رجال الأعمال الإسرائيليين الروس المرتبطين بالكرملين.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير المالية لدى حكومة الاحتلال،
أفيغدور ليبرمان، أدان الفظائع في بوتشا بأوكرانيا، لكن الوزير السوفييتي المولد
كان حريصا على عدم إلقاء اللوم على روسيا.
وقال ليبرمان لمحطة إذاعية الاثنين الماضي: "روسيا
تتهم أوكرانيا وأوكرانيا تتهم روسيا"، وعلى إسرائيل أن تتجنب الحكم بطريقة أو
بأخرى.
وأضاف: "نحن هنا بحاجة للحفاظ على الموقف الأخلاقي
لإسرائيل من ناحية، ومصالح إسرائيل من ناحية أخرى".
وأوضحت الصحيفة أنه من بين 9.2 مليون شخص في إسرائيل،
هناك حوالي 13 بالمئة من الاتحاد السوفييتي السابق مؤهلين للحصول على الجنسية من خلال
أصولهم اليهودية.
وبينت أن بعض هؤلاء مثل ليبرمان أو زئيف إلكين، باتوا شخصيات
سياسية بارزة، بينما آخرون، مثل يتسحاق ميريلاشفيلي، الذي يملك قناة تلفزيونية
إسرائيلية يمينية، يسيطر على وسائل الإعلام التي تساعد في تشكيل الخطاب العام.
ونبهت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت،
تجنب بوجه عام الانتقاد المباشر لروسيا، تاركا بشكل واضح الإدانات الموجهة
للكرملين لوزير الخارجية، يائير لابيد، آخرها يوم الأحد، عندما أدانت الخارجية
الإسرائيلية الغارة الجوية الروسية الأخيرة التي قتلت ما لا يقل عن 50 شخصا في
محطة قطار أوكرانية.
ورأت "نيويورك تايمز" أن هذا التوازن الدقيق
ينظر إليه على أنه محاولة للسماح لإسرائيل بالوساطة بين الجانبين، بهدف الحفاظ على
علاقة البلاد الحساسة مع الجيش الروسي في سوريا.
وقال ليونيد نيفزلين، الملياردير الروسي الإسرائيلي إن
موقف الاحتلال بشأن أوكرانيا يستند إلى "الرأي العام للمؤسسة
الإسرائيلية"، مضيفا أن "الأولوية الرئيسية هي مصالح دولة إسرائيل".
من جانبه، قال ميتشل باراك، المحلل الإسرائيلي الذي يجري
أبحاثا للرأي العام في كل من إسرائيل وروسيا، إن القلة اليهودية المولودة في
الاتحاد السوفييتي بشكل عام تحظى باستقبال أكثر دفئا في إسرائيل مقارنة ببعض
البلدان الأخرى؛ لأن تراثهم اليهودي يعني أنهم لا يُعتبرون بالضرورة غرباء.
وأضاف: "يشعر الأوليغارشية بوجود صلة حقيقية
بإسرائيل، تاريخيا وثقافيا ودينيا. إنهم يشعرون أيضا بالأمان هنا، وتتيح لهم
أعمالهم الخيرية الوصول والقبول بين جميع شرائح المجتمع الإسرائيلي".