هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عادت التوترات مجددا إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في مدينة دير الزور، شرق سوريا.
وخلال الساعات الماضية، شهدت مناطق دير الزور الشمالي حملات اعتقال كبيرة نفذتها "قسد" بحق عشرات الشبان، ما دفع الأهالي لإغلاق الطرقات والهجوم على عدد من الحواجز العسكرية التابعة لـ"قسد".
وبحسب مصادر "عربي21" هاجم محتجون من أبناء العشائر العربية عدداً كبيراً من حواجز "قسد" في مناطق برشم والتوامية و الحجنة و حريزة.
وقال الكاتب والصحافي فراس علاوي من دير الزور، إن التوتر خيم على المنطقة على أثر قيام "قسد" بمحاولة اقتحام قرية "برشم" بغية اعتقال أشخاص بتهم تخريب أعمدة الكهرباء التي تغذي محطات ضخ مياه الري، لتندلع بعدها اشتباكات بين "قسد" والأشخاص المطلوبين، قتل خلالها عنصر من الأولى وأصيب عدد آخر بجروح.
وفي حديثه لـ"عربي21" أشار علاوي، إلى أن هناك انقساما داخل العشائر العربية الواحدة بين قسم موال لـ"قسد"، وقسم ثان يتعامل مع "قسد" على أنها قوة محتلة، وهو ما يجعل المنطقة عرضة للانفجار بشكل دائم.
كذلك، لفت علاوي إلى "فساد" إدارة "قسد"، وتحديداً في الشأن المالي، حيث يؤسس هذا الفساد لحالة شبه دائمة من الاعتراض لدى الأهالي، إلى جانب حالة الفلتان الأمني، منوها كذلك بالدور التحريضي الذي يقوم به النظام والمليشيات المدعومة من إيران في ريف دير الزور.
ومثل علاوي، تشير الناشطة الحقوقية ياسمين مشعان، من دير الزور، إلى تسبب حالة الفلتان الأمني والاغتيالات والتصفيات لوجهاء العشائر، في استدامة التوتر والاحتجاجات في مناطق دير الزور.
وتتهم خلال حديثها لـ"عربي21"، "قسد" بالتمييز بين أبناء المنطقة، مبينة أن ذلك أدى إلى الفساد المالي الذي منح مناطق خدمات على حساب مناطق أخرى، ولم يتسن لـ"عربي21" الحصول على رد من "قسد".
التوتر إلى أين؟
ومجيبة على ذلك، ترى مشعان أن الوضع على وشك الانفجار، وتستدرك: "ربما ليس بالأيام القادمة، لكن إذا استمرت تغذية الأسباب التي أدت إلى حالة التوتر فسوف نشهد مستقبلا حالة عصيان كامل، ولا ننسى أن هذه هي المرة الأولى التي تقابل بها "قسد" بالسلاح".
من جهته، يستبعد فراس علاوي أن تنزلق المنطقة في مرحلة تصعيد شامل ضد "قسد"، وخصوصا أن أطراف التوتر الأخير هي العشائر العربية، أي بين القسم المتحالف مع "قسد" والقسم الرافض لوجودها في المنطقة.
في المقابل، يرى عضو المجلس الوطني الكردي في سوريا، علي تمي أن حالة التصعيد في شرق الفرات ستستمر وخاصة في دير الزور، ويرجع ذلك في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "الجهة التي تحكم المنطقة هي خارجها"، في إشارة من الكاتب إلى هيمنة المكون الكردي على قرار "قسد" السياسي والاقتصادي والعسكري.
ويؤكد إن "الأهالي ضاقوا ذرعا بحالة التمييز ضدهم، حيث يتم حرمانهم من أبسط مقومات الحياة، ولهذا السبب فإن هناك حالة غليان دائمة، لا تسكن في منطقة إلا وتعود في أخرى".
وحول الحلول، يقترح تمي أن يشرف "التحالف الدولي" على عقد مؤتمر للقوى الوطنية المعارضة في شرق الفرات تشارك فيه كافة المكونات بعيداً عن أجندات حزب "العمال الكردستاني" والمليشيات الإيرانية، مختتما بقوله: "عندها يمكن أن يحدث الاستقرار، بدلاً من أن تبقى المنطقة عرضة للانفجار".
وفي أواخر آذار/ الماضي، شهد ريف الزور احتجاجات شعبية واسعة ضد "قسد"، وسط اتهامات بتهميش العشائر العربية على الصعيدين الإداري والعسكري.